لا أجد من هم أكثر نفعا لاصحاب المبدأ العلماني من دعاة تكريس مفهوم الامة الواحدة المتجاوز حدود الهوية الوطنية لخلق روح مفهوم الأخوة في المعتقد مع هذا المختلف مذهبيا وتراثيا ومصلحيا بالمفهوم الحياتي الآني مع مايعتقدون ، هم من جهة يقصون المختلف ويدعون لأخوته من جهة اخرى ، ولديهم الدعوة للانتماء الوطني رجس من عمل الشيطان وتزرع بذرة الانشقاق في دنيا لايستطيع الحياة فيها الا انسان يوجده الخيال القائم على تخيل التراث برؤية شاعرية . لا تعارض بين النص الديني والهوية الوطنية الا بالشعور الاممي الذي يفسده التفكير السليم القادر على المحافظة على النص الإلهي من خلال التمايز عن كل انتماء خارج اطار الهوية الوطنية المشكّلة كسياج معنوي وإيماني يقف مانعا لتسرب العلمانية التي هي عبارة عن اجراءات وانظمة وليست معتقدا تجد لها قنوات تنفذ من خلالها عندما يفسد اليقين الوطني ويرتبك بفعل الانتماء القبلي والمناطقي والأممي وهذه الانتماءات كثر الحديث عنها في هذه الايام وهو من الحديث الذي تعد نتيجته كارثية حتى على مستوى القول والاكثار فيه دليل على ضيق الافق واختناق المعرفة (من ضاق صدره اتسع لسانه) واصحاب الحديث القبلي والمناطقي مثل حاطب الليل ربما تلدغه افعى او عقرب بسبب احتطابه بالليل ، وهم على افضل وصف من اصحاب العقول التي تزهر ولاتثمر يصنعون وعيا يطرب الشعور ويشل التفكير البناء والمنافس ويسفهون اغلب منجزات الهوية اذا لم تدخل ضم اناشيد الشعور المزيفة . لايعتمدون الضرر ولكنهم مضرون في هذه اللحظة التاريخية التي بها البعض يحث ركابه ليحصل على الافضل لا ان يقدم الافضل والخطأ لا يقع بدائرتهم ولكنهم بالخطأ يعرفون وهم بهذا يسلمون لدعاة الامة اغلب مدخراتهم ليعلنوا افلاسهم من هويتهم الخطاب القبلي والمناطقي والاممي لايختلف من الناحية التربوية عن خطاب التطرف والعنصرية المتجاوزة لحقيقتها يعتمد هذا الخطاب على إحياء النعرات الضيقة لتعزيز فكرة القبيلة والمنطقة والأمة الواحدة يضيق ويتسع حسب الاهداف والمنافع واذا فشل النظام التعليمي تعزز حضوره واعتمد على استدعاء النماذج الخالدة في التاريخ وخاصة اسماء الشخصيات الفارس فلان والامام فلان ليعطي لنفسه حقيقة وجود تسبق وجود الدولة ويتميز الخطاب الاممي عن غيره بطبيعة التضحية لتحقيق الاهداف وروحانية المبدأ كما يعتقد اصحابه ويعمل على تقطيع لُحمة الوطن بامتيازات قدمها له الوطن وهنا تكمن دناءة المبدأ وكبر الفاجعة ولنسأل عن الانفس التي قتلت في المواجهة مع اصحاب هذا التوجه باي ذنب قتلت بذنب الدفاع عن الهوية والمجتمع صاحب الهوية دائما هو المعتدى عليه اذا آمن بها واخلص لها نأتي الآن لموضوع الكتابة ونسأل القارئ العزيز هل تعرف شخصا واحدا يؤمن بالهوية الوطنية ذكر اسمه في بيان الفئة الضالة المطلوبة او قام بأي نشاط ارهابي ؟ إن كان عاملا او عاطلا ، مثل هذا الانسان يعرف كيف يمشي الى انهياره مجبورا إن كان من ضمن المعينين على وظيفة عاطل ولكن لا ينهار الوطن على يديه من اجل مبدأ صيانة شرف الأمة او أي مبدأ يجرح كرامة هويته ولا يعرف مفهوم العلمانية التي يحذرون منها بالمنابر وإن عرف هذا الشيء لا يعنيه لانه في بلد قام على شرع الله ولشرع ربه ولها ينتمي ، ويخشى على من اعتادوا على لعنة العلمانية واهلها ان تعود لعنتهم عليهم ويجد اصحاب الاحزمة الناسفة شرعية لوضعية تفجير خيانتهم الناسفة بوجه الوطن .