ثمة نماذج مشرفة علمت العالم بأسره معنى الإصرار وحررت مفاهيم ومصطلحات كالإرادة والتحدي حتى أصبحوا فرسانا في هذا المضمار فلو لم يولدوا بإعاقات أو لم يصابوا بعاهة في فترة من حياتهم لما أخذوا على عاتقهم مسألة تحدي الظروف وتحويل المحن إلى منح ربانية وربما لنظروا لهذه الفئة نظرة يشوبها بعض الشفقة، ومن هذه النماذج البطلة سارة الجمعة، بطلة ألعاب القوى على مستوى السعودية والخليج وقريبا العالم العربي والعالم، رمت الجلة ورمت معه معاني اليأس وفرضت احترامها على العالم زاملتها في مرحلة البكالوريوس في الآداب تخصص الدراسات الإسلامية فرقتنا صروف الدهر وجمعتني بها مفاجأة كونها بطلة رياضية اليوم وإني أقول لها كم أنا فخورة بصحبتك يا بطلة "الوطن". ود. مريم المهوس دكتوراه في التاريخ الحديث صنعت تاريخها المشرف من على الكرسي والعكاز، فلله درها ودر من رباها حتى غدت اليوم من جهابذة علم التاريخ.. ختاما لعلي لا أفشي سرا إن قلت إني قد ولدت بالشلل الدماغي وبنيت لي اسما في عالم البحث العلمي في الدراسات القرآنية حتى حصدت درجة الماجستير في القرآن الكريم وعلومه وخضت عالم الصحافة محررة صحفية وكاتبة صحفية ومترجمة وأديبة وقريبا سأخوض عالم التدريب، هذه أنا عنوان الإرادة وفارسة التحدي. نعم العالم الذي لا يحترمنا اليوم مثير للشفقة فنحن على أعتاب تحول وطني أبناء رؤية شابة تساوي بين أفراد المجتمع وتعزز مبدأ تكافؤ الفرص. نعم من ذوي الإعاقة من هو حاصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، فقط يجب أن تؤمنوا بنا وتفسحوا لنا المجال لننهض مع أخواننا وأخواتنا بالسعودية العظمى، إنها أسرار الإصرار التي صنعت همم الاقتدار.. ولا يزال للأمجاد بقية لي ولغيري من أصحاب وصاحبات الهمم الكبيرة والعظيمة الذين حولوا الإعاقة إلى استفاقة صنعت الفرق. * كاتبة وباحثة