ما العمر المؤكد لاكتساب لغة وأكثر عند الأطفال؟ اكتساب الطفل لغتين في وقت مبكّر من عمره تجربة ليست مستحيلة في الوقت الذي تشير الدراسات أن الإنسان قادر على تعلم العديد من اللغات في مراحل عمره المختلفة. في بدايات العام 2015 كانت تعمل عاملة منزلية من دولة أفريقية سكانها يتحدثون الإنجليزية كلغة ثانية؛ معنا في البيت. ولم تستمر لأكثر من ثلاثة أشهر، كانت تتحدث بطلاقة ملحوظه نطقاً وأقل من ذلك في المفردات أمكنت أولادي من التقاط بعض الكلمات الإنجليزية بحكم الاحتكاك اليومي المباشر ولكنها غادرتنا وتوقفوا عند ذلك الحد من الاكتساب. كانت تتراوح أعمارهم بين الثلاث والأربع سنوات، حتى جاءت عاملة أخرى هذه المرة من الفلبين وهم في بداية عمر الخامسة وبداية السادسة، تطور مستواهم إلى مستوى التحدث ببعض الجمل البسيطة بالإنجليزية، كنت سعيداً وأنا أشارك وأدير عملية التعلم تلك وكذلك وأنا أشاهد لغتهم تتطور، ولكن حدث ما جعل هذه السعادة تتضاءل، بعد مغادرة تلك العاملة الفلبينية إلى بلدها انحدر مستواهم أو هكذا بدا لي حينها إلى البدايات أو أقل بكثير ولكن لحسن الحظ أن حاجز الرهبة من تعلم لغة ثانية قد زال وهذا ما يهمني على الأقل في هذه المرحلة من العمر. ولكن يبقى السؤال: أين ذهبت تلك الجمل التي تعلموها وكانوا يقولونها؟ هل مازالت موجودة ولكنها تحتاج للإثارة وصناعة الظرف المشابه لما كان وتواجد نفس العوامل المساعدة السابقة، بمعنى لو رجعت العاملة المنزلية وتحدثت معهم في ظروف مشابهة سيستعيدون ما اكتسبوه؟ أم أن هناك سنوات معينة من عمر الطفل إذا لم يحدث بها تعلم اللغة ستتعرض للزوال والنسيان مهما كانت حصيلته اللغوية السابقة من الكلمات والجمل قبل تلك الفترة الأفضل والمناسبة لحدوث اكتساب اللغة بشكله الصحيح.