يستعدّ الديمقراطيون في الأيام القادمة للتصويت على التهم الموجهة للرئيس ترمب في قضية عزله وهي إساءة استخدامه للسلطة ومحاولة عرقلة عمل الكونغرس، حيث يعلم الديموقراطيون أنهم يملكون غالبية تكفي لعزل الرئيس في مجلس النواب ذي الغالبية الديموقراطية مع إدراكهم استحالة إخراج ترمب من البيت الأبيض عبر عملية العزل الحالية التي ستصطدم بمعارضة مجلس الشيوخ بغالبيته الجمهورية لقرار العزل الذي لن يمر في نهاية المطاف دون موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الأمر المستبعد بشدة. على ماذا يعوّل الديمقراطيون؟ بعد أشهر طويلة من الجدل حول إذا ما كانت قضية العزل القانونية ستفيد الديموقراطيين أم أنها سترتد عليهم بتأييد شعبي سيحصده الرئيس ترمب، حسمت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي قرارها بعد الأنباء والأدلة عن مكالمة بين الرئيس ترمب والرئيس الأوكراني زلنسكي بدا فيها ترمب وكأنه يضغط على الرئيس الأوكراني ليقايض المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بطلب يوجهه لزلنسكي مفاده مطالبة أوكرانيا بالإعلان عن تحقيقات علنية في قضايا فساد تخص هنتر بايدن، نجل جو بايدن المرشح الديموقراطي للرئاسة للعام 2020. وعلى الرغم من إدراك الديموقراطيين أن الهيكلية القانونية لعملية العزل لن تكتمل بإخراج ترمب من البيت الأبيض بسبب ممانعة أعضاء مجلس الشيوخ من الجمهوريين لقرار العزل، فحتى من لا يتفق من الجمهوريين في مجلس الشيوخ مع ترمب يخشى من الشعبية الجارفة في أوساط الحزب الجمهوري للرئيس ترمب بما في ذلك ضمن ناخبيهم في ولاياتهم وبالتالي لا يملك هؤلاء خياراً إلا مسايرة الحزب وممانعة قرار عزل ترمب. ووصل الديمقراطيون هذا الأسبوع إلى خطوة متقدمة يعتبرها البعض مغامرة تاريخية حيث سيجعلون من الرئيس ترمب الرئيس الأميركي الثالث المعزول في مجلس النواب، في محاولة تعول على تشويه الرئيس ترمب أمام الرأي العام الأميركي لإيصال ترمب إلى سباق الرئاسة 2020 بفضائح سياسية وشعبية مهتزة ومانشيتات عريضة في الصحف الأميركية تتحدث عن عزله في مجلس النواب وانتهاك ترمب للقانون في حملة يعوّل الديمقراطيون على أنها ستدفع الشعب الأميركي الى عدم انتخاب ترمب الذي سيتم اشغاله في السنة الرئاسية الأخيرة ما قبل الانتخابات بقضية العزل والتحقيقات ضده في مجلسي النواب والشيوخ الاميركي حتى لو انتهى الأمر بمعارضة قانونية من مجلس الشيوخ للتصويت على قرار العزل. من جانبه يواجه الرئيس ترمب محاولات العزل بأسلوبه الذي وصل من خلاله إلى الرئاسة رغم معارضة أقطاب مهمة من الحزب الجمهوري لترشحه وذلك عبر الاعتماد على القاعدة الشعبية التي انتخبته والتواصل المباشر معها واتهام الإعلام بما في ذلك منابر جمهورية بأنها مزيفة وتقود مؤامرة ضده وضد ناخبيه الذين أرادوه رئيساً للولايات المتحدة عبر صناديق اقتراع شرعية معتمداً على تغريداته في تويتر في المقام الأول للتواصل مع مؤيديه في تغريدات تجاوز عددها المئة تغريدة في اليوم في بعض الأحيان خلال الأسبوع الماضي. وبعد ساعات من إعلان الديموقراطيين عن التهم الموجهة للرئيس ترمب وعزمهم التصويت عليها الأسبوع المقبل، قال ترمب أمام حشد من مؤيديه الثلاثاء في هيرشي في ولاية بنسلفانيا أن التهم الموجهة له ومحاولة الديموقراطيين لعزله واهية ومثيرة للشفقة والسخرية. مضيفاً "الديمقراطيون يعترفون الآن أنه لم يكن هناك تواطؤ مع روسيا أو محاولة لعرقلة العدالة مستخدمين قضية أوكرانيا".