منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - والسياسة السعودية تتسم بالشفافية والصراحة وعدم التدخل في شؤون الآخرين وهي سياسية مميزة متأصلة ومتوارثة وأصيلة المعدن والجوهر والنتائج، وهذا ما أكسبها العلو والقوة والحضور البارز، ونستذكر ما قاله وزير الخارجية الراحل صاحب السمو الملكي سعود الفيصل - رحمه الله - حين قال: "إن ما نقوله في العلن نقوله في الخفاء"، وهذا يؤكد أن سياسية المملكة هي صاحبة الوجه الواحد والمعني والقول الواحد في التعامل مع مجريات أحداث العالم والثبات على الموقف الذي تتخذه في الحق والعدل وهي بصمة السياسية السعودية الدائمة، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - زاد بريق السياسية السعودية أكثر باتخاذ القرارات التي تقطع الطريق على المتجاوزين والمواجهة مع العدو بشكل مباشر وتسمية الأشياء بمسمياتها، وذلك من خلال إعلان تسمية الأعداء الذين يتربصون بأمننا وكشف مخططاتهم التي يقومون بها في المنطقة للعالم وبالتالي فإن التطور الحاصل في عهد الملك سلمان يتجلى في الصرامة والوضوح مع العدو، فهو سلمان الحزم والعزم والقوة وتتجلى قوة السياسية السعودية وحضورها واحترام العالم لها في العديد من المظاهر التي تتسم بها لقاءات خادم الحرمين الشريفين السياسية مع القادة والزعماء. استطاعت بحكمتها أن تجمع القلوب وتضمّد الجراح بين الدول وأبعدت التوتر عن المنطقة احترام متبادل وقال المستشار الأمني والخبير في الشؤون الدولية د. أحمد الأنصاري: إنه منذ توحيد المملكة على يد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وتعيينه ابنه الأمير فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - كأول وزير للخارجية انتهجت سياسة تعتمد على مبدأ بناء علاقات دبلوماسية ترتكز على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير وعدم السماح للغير بالتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، أو الإملاء عليها لاتخاذ مواقف تجاه قضايا محلية أو إقليمية أو دولية، ولقد سار ملوك المملكة على هذا النهج مستمدين قوتهم من توفيق الله ثم الثقل الذي تمثله المملكة داخل الأمة الإسلامية والعالم العربي، وفرضت احترامها على المجتمع الدولي من خلال مواقفها المتزنة حيال المشاكل الدولية، ولقد ساعدها ذلك في التوسط لحل الكثير من المشاكل الدولية والعربية والإقليمية حينما كان يطلب منها التوسط لحلها وفي هذا السياق، وهنا نستدعي مؤتمر مكة الذي عقدة الملك المؤسس لمناقشة دعم القضية الفلسطينية التي أصبحت فيما بعد القضية الرئيسة للمملكة، وخلال عهود ملوك هذه البلاد تدخلت المملكة وبطلب من الأطراف المتنازعة في حل الكثير من المشاكل لعل منها اتفاق الطائف لإيقاف الحرب الأهلية اللبنانية ووضع ميثاق حل للمشكلة اللبنانية وبعدها مبادرة الملك فهد في العام 1988م ومبادرة الملك عبدالله في العام 2002م للسلام بهدف إيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، كذلك اتفاقية جدة للسلام بين الجارتين إثيوبيا وإريتريا وأخيرا وليس آخرا اتفاق الرياض الذي نتج عنه الاتفاق بين الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. إعادة هيكلة وأوضح د. الأنصاري أن كل ما سبق يعتبر انعكاساً للسياسة السعودية التي انتهجتها الدولة منذ أكثر من 89 عاما هي عمر المملكة، لكن الملاحظ أنه منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم في العام 2015م وتعيينه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد في العام 2017م شهدت السياسة الخارجية للبلاد تطوراً رافق سياسات الإصلاح التي تبناها ولي العهد بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين من خلال إعادة هيكلة لأدوات وآليات السياسة الخارجية السعودية، كذلك الإصلاحات الداخلية التي انعكست إيجابيا على سمعة المملكة الدولية والتي كان من أهمها إطلاق خطة رؤية 2030 التي جرى بموجبها تنفيذ عدد قياسي من الإصلاحات جعلت من المملكة الأفضل من بين 20 بلدًا إصلاحيًا في العالم، والثانية من بين أفضل البلدان ذات الدخل المرتفع ودول مجموعة العشرين حيث حسنت مناخ الأعمال والاستثمار، هذان العاملان الإيجابيان أثرا على سياسة المملكة الخارجية والتي أصبحت ترتكز على مبدأ الشراكة الاستراتيجية، وربط السياسة بالاقتصاد، وبناء عليه تم إحياء علاقات مع بعض الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن كانت ترتبط مع المملكة العربية السعودية بالحد الأدنى من العلاقات، ونذكر بشكل خاص جمهورية روسيا الاتحادية التي شهد نجاح العلاقات السعودية معها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إيجابيات كثيرة لعل من أهمها التنسيق القوى في خلق توازن في سوق النفط العالمية، إضافةً إلى المواقف الروسية الإيجابية داخل مجلس الأمن التي خدمت قضايا المملكة بشكل خاص والقضايا العربية بشكل عام، والتي من أهمها - على سبيل المثال لا الحصر - التصويت على قرار مجلس الأمن 2216 الخاص باليمن، والذي تمت فيه إدانة الحوثيين بانقلابهم على الحكومة الشرعية اليمنية. مساعدات إنسانية ولفت د. الأنصاري إلى أن السياسات الخارجية التي انتهجها سمو ولي العهد بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين أصبحت تتصف بالمواقف المميزة في نزع فتيل التوترات وتقديم المساعدات الإنسانية لرفع المعاناة ليس في فقط في الدول الشقيقة أو الصديقة بل في مختلف دول العالم، فالمملكة وبهدف دعم الأمن والسلام العالميين تبنت مبدأ مكافحة الإرهاب، فقامت بدعم إنشاء وتمويل مركز الأممالمتحدة الدولي لمكافحة الإرهاب، كما أنشأت التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب وأيضا المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) وكذلك مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع، وقد أسفرت تلك الجهود في تبادل المعلومات السرية مع الدول الشقيقة والصديقة مما أسهم في تدمير بنية الخلايا الإرهابية، واعتقال القادة والمنظرين والمخططين لها، كما أسهمت في إحباط عدد كبير من العمليات الإرهابية الوشيكة سواء داخل المملكة أو خارجها، منقذة بذلك آلاف الأرواح البريئة، مبيناً أنه في المجال الإنساني أصبح مركز الملك سلمان للإغاثة ركيزة أساسية في العمل الإنساني الدولي، حيث امتد نشاط المركز ليشمل جميع دول العالمي لرفع المعاناة ومد يد العون للمحتاجين دون النظر إلى لون أو دين أو عرق، فوجدنا المركز يقدم دعمه الإنساني مع شعوب دول لا ترتبط معها المملكة بعلاقات سياسية، بل وربما توجد خلافات سياسية مع المملكة ومن هذه الدول إيران التي قدم مركز الملك سلمان دعمه للشعب الإيراني بعد الفيضانات التي ابتلي بها في بداية العام 2019م، ليس ذلك فحسب، فالسياسة الخارجية وقبلها الداخلية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين الأمير الشاب محمد بن سلمان أعادت وضع المملكة العربية السعودية في صدارة الدول المؤثرة على الساحة الدولية، وجعل صوتها عاليا ومسموعا ومؤثرا في جميع القضايا التي تمس العالمين العربي والإسلامي، بل إن ملفات كثيرة لا يمكن أن تحل إلا بعد الاستماع إلى وجهات النظر السعودية. وأكد على أن سياسة حكومتنا الرشيدة تلقى احتراما من جميع دول العالم ويتمثل في الاستقبال الحافل والحار الذي يلاقيه سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والمسؤولين السعوديين خلال زياراتهم الخارجية من قبل رؤساء الدول والمنظمات الدولية في مختلف أرجاء العالم، وهذا لم يكن ليكون لولا فضل الله ثم الجهود العظيمة التي بذلها ملوك وحكام هذه البلاد حتى أصبحت المملكة منارة وعلما يشار له بالبنان كمنارة للسياسة الخارجية الرصينة والمحترمة التي فرضت احترامها على العدو قبل الصديق. تضميد الجراح وقال المحلل السياسي الدكتور أحمد الركبان: إننا يجب أن ندرك سياسية خادم الحرمين حينما كان أميرا للرياض وهو يمارس الأمور السياسية المحلية والخارجية على اعتبار أنه اكتسب الحكمة من والده المؤسس - طيب الله ثراه - ولا جدال في أنه استطاع أن يجمع العالم العربي والإسلامي في زيارات متعددة للمملكة بالإضافة إلى أقطاب الدول العظمى في العالم بشكل عام، ففي السنة الأولى وحتى مطلع السنة الثالثة لتوليه مقاليد الحكم توافد إليه زعماء الدول العربية والإسلامية في تحالف إسلامي كان مآله أن يجتمعوا في رعد الشمال وهذه رسالة واضحة لدول العالم بأن العالم الإسلامي يجتمع متى ما دعت الحاجة لذلك من أجل التصدي لأي ظروف لإحدى الدول العربية والإسلامية، مبيناً أنه قام خادم الحرمين الشريفين بزيارة العديد من الدول ويستقبل بأفخم الاستقبالات وتكسر البرتوكولات في دول العالم من أجل الترحيب به، لافتاً إلى أن صورة المملكة وهويتها السياسية المحلية والخارجية في عهد الملك سلمان تغيرت وأصبح العالم ينظر للمملكة على أنها دولة يجب أن يستفاد منها اقتصاديا وسياسيا. وأضاف: رؤية المملكة 2030 تحقق أهدافها والتي يقودها ولي العهد بمباركة من خادم الحرمين الشريفين وقد استطاعت أن تجذب أنظار العالم للمملكة وخلال العامين الماضيين شهدنا تغيراً وتطوراً على الصعيد الخارجي والمحلي وتشهد انطلاقة سياسية على أرض الواقع من خلال مكافحة الإرهابين وطرد الحوثيين المدعومين من إيران، واتفاق الرياض على الوحدة اليمنية هو أكبر دليل على أن المملكة قادرة بسياساتها وحكمتها أن تجمع القلوب وتسعى لتضميد الجراح بين الدول الخليجية والعربية وتسعى لإبعاد التوتر عن المنطقة خاصة في اليمن الشقيق والعراق ولبنان ولديها عبء في تحمل مسؤوليتها أمام الدول العربية والإسلامية والخليجية، ذاكراً أن المملكة وقدرها أن تكون محتضنة للحرمين الشريفين وهذا يجعل حكام المملكة محل تقدير واعتزاز لما يمتلكونه من حكمة في إدارة الأمور خاصة في ردم التصدع في العلاقات. .. وهنا مستقبلاً رئيس روسيا «بوتين» ما يؤكد متانة العلاقة بين البلدين خادم الحرمين مُستقبلاً الرئيس محمود عباس رئيس فلسطين معتبراً قضية فلسطين هي قضيته الملك سلمان مُستقبلاً رئيس وزراء باكستان عمران خان حيث العلاقات المتينة والقوية الملك سلمان في حديث مع الشيخ محمد بن زايد وعلاقات تاريخية مع دولة الإمارات