تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأولى لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهي مناسبة مهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية وتأتي استكمالاً لمسيرة هذا الوطن الشامخ ابتداء من عهد مؤسس هذه الدولة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - مروراً بأبنائه البررة الملوك: سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله - رحمهم الله جميعاً - وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، حيث واصل مراحل التطور والرقي، وشكل نقلة نوعية في مسيرة التنمية والبناء وسط ظروف استثنائية تمر بها المنطقة ومن تحديات سياسية واقتصادية. وقد انطلقت المسيرة من رؤية واضحة تستشرف المستقبل الواعد للمملكة، وتستصحب تطلعات المواطنين وطموحاتهم، من قبل قائدٍ على دراية كاملة بكل صغيرة وكبيرة في الدولة، وبكل الملفات الداخلية والخارجية، فاهتمامه بالشأن الداخلي لم يشغله عن مصالح المملكة الخارجية، والحفاظ على أمنها واستقرارها واستمرار وتطوير علاقتها المتميزة مع دول العالم. وكان القرار الشجاع والحكيم والأبرز في هذا العهد انطلاق عاصفة الحزم لأجل وضع الأمور في نصابها باليمن الشقيق، ووقف أي استفزاز أو تهديد لأمن المملكة والمنطقة من قبل القوى الطامعة وحماية أرض الحرمين الشريفين من كل متربص أو حاسد. وبفكر الرجل القريب من الأحداث العالمية، والمدرك لمسارات السياسة والأمن الدوليين، وبحنكة القائد القريب من المواطنين، أصدر – حفظه الله – العديد من القرارات والأوامر بهدف تحقيق مصلحة المواطن وتلبية طموحاته وتطلعاته، ولأجل وضع المملكة في مكانتها المناسبة دولياً، من حيث مسؤوليتها عن الأمن والسلام الدوليين، وكذلك موقعها الاقتصادي المرموق، وسياستها النفطية التي ظلت متوازنة منذ عقود عديدة، في دلالة على أن الحكمة وبعد النظر ظلا يسيران شؤون المملكة العربية السعودية منذ نشأتها على يد المؤسس المغفور له بإذن الله – عبد العزيز آل سعود، وحتى هذا العهد المبارك. نسأل الله أن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، ويمتعه بتمام الصحة والعافية، ويحفظ لنا سمو ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد، ويسدد خطاهم جميعا ويحمي بلادنا من كل مكروه ويديم عزها وأمنها واستقرارها ووفرتها ورخاءها. رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي