في اللغة.. عند النسب إلى الرباعي المذكر الصحيح، لا يحدث فيه أي تغيير ويُضاف له ياء مشددة مكسور ما قبلها.. وما بعدها مجدّ ومجدٌ وعلى سبيل المثال الوحيد: «الهلال» فقط أضف الياء لتنتسب إليه، فيتشكل الانتماء فصاحة ولغة وبياناً يكسر ما قبل الهلال فيتقدم الأزرق على كل أحد وكل جفع وكل ضجيج، فيبدو لوناً حقيقياً ينجلي في حضوره كل زيف، وتبقى كل أرض كما هي؛ ويعلو هو ليكوّن الأفق الواسع والمدى والضوء المهيب. «الهلال» كمفردة.. تمنحك ما لا تمنحه كل أدوات الزينة والمحسنات البديعية والألقاب، فكل ما من شأنه أن يقبل الاحتمالات والقسمة على اثنين وأكثر، سيتلقاه المندهش بصورة غير جلية، وغير صريحة بالشكل الذي يجعله في تمام دهشته أمام المفردة الفصيحة الخالية من اللحن عدا لحن تعزفه جوقة الهلال، فيأتي منفرداً لا يساويه عزف ولا تجرؤ على التطاول أمام قامته قصيدة. حتى وإن آمن الفلاسفة والمنطقيون بأن السمات التي تتمتع بها الذات في الحلم، والتنبؤات وأمنيات الروح تختلف عن سمات الذات نفسها في الحقيقة، وقد يصل الاختلاف إلى تناقضها حين تعود الواقع؛ حتى وإن مال العقل لذلك إلا أن الهلال يبقى متمسكاً بفلسفته الخاصة، واستراتيجيته على يد كل أجياله من القائمين على شؤونه، أي تلك المساحة من المدرج التي اختارها عاشقٌ واكتفى بزاوية رؤية رديئة فقط لأن بعض الهلال أقل وطأة من العدم الأزرق.. ويرى في عبق المجد والتاريخ الأزرق ما يرضي ذائقته ويصنع له لحظة صغيرة تغنيه عن خداع ذاته والعيش داخل حدود الهوس والمكابرة بينما داخله يذبل» ويجف، فيعجز حتى عن الانفجار، شريطة أن يكون المنتسب هلالياً صحيحاً لا تغيره الحكايات» ونسج الطرف ليتوهم بأنه سيتجاوز المأزق ويستريح، فياء الانتماء لهذا الأزرق تمنح الألق» والأفق الواسع، ولكل فرحة مدى. «الهلال» وكما كتب عنه عاشقه المرحوم - بإذن الله - محمد الكثيري عندما حقق كأس المؤسس: « الهلال» وبكل اختصار شاؤوا أم أبوا، رضوا أم غضبوا - سيان - ضرب من ضروب الخيال، رائعة للمتنبي، وأغنيه لأم كلثوم، ولوحة لبيكاسو، وسيمفونية لبيتهوفن.. الهلال عجين أمي، والسامر الذي يردده أبي، خبز أبنائي، اللعبة الشعبية في حارتنا.. فبكل تواضع أقول حينما يعزف ذلك النفر من قبيلة الزرق أنشودة المجد ليس علينا إلا أن نكون الصدى، وحينما ينبري المارد الفريد وحده في كتابة معتمزته ليس لنا إلا أن نتفرج لا جديد.. وإنما الجديد هم أولئك الضحايا الذين يتوهمون بين فينة وأخرى أنهم قادرون على إسقاط الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.. بل الجديد أن نشاهد من هم يجيدون عزف التمثيلية البائسة 0 كما قال شاعرنا القديم: كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد.. حسناً ليس لهم إلا الشفقة، ولا علينا سوى العطف، فلم يبق الهلال لغيره سوى العظام، ولم يترك لغيره سوى الأشلاء، فدعوهم يتمسكوا ببصيص من نور، ودعوهم يتعلقوا بقشة قبل أن يغرقوا، فليس للهلال إلا الهلال.. وليس للهلال إلا القمر.