موسمان متتاليان مميزان متوشحان بشعار «الزعيم الأزرق»، وحده اختفت الألوان كافة وتقهقر المنافسون وأخلوا له الزمان والمكان، فتربع في الصدارة دوري وكأس، حتى كأن الاثنين صارا حصرياً له وإليه يغذان المسير كل عام وإن طال السفر، فالصدارة لديه دائمة أبدية ولدى غيره وقتية ينتشي بها برهة ثم تتسل من بين يديه ومن خلفه لعرين الأسد. صدارة الهلال لأية بطولة غايتها حتماً القمة، حيث لا أحد سواه في منصات التتويج والذهب، فلا يرى إلا عشاقه يحتفلون وأعداؤه ينتحبون، هذا هو قدر الهلاليين دائماً هناك في القمة، لا يجيدون سوى عزف ألحان البطولات أغانٍ فخر حماسية يتردد صداها في الأفق لتسمعه أجيال الهلال كافة شيوخاً وشباباً، كما أنه عشق متنام منذ سنوات الطفولة الأولى وسيظل حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو أحد أسلحة الهلال الفتاكة في طريق البطولات عندما يحين وقت الحصاد تشربت به القلوب وامتزجت معه امتزاج الروح بالجسد وسرت فيه سريان الدم في العروق، فهل هناك أشد حباً وهياماً وتضحية من عاشقين لمعشوقهم؟ هذا سر الهلال الذي أبقاه في قمة الهرم الرياضي وسيبقيه دهوراً، فالجميع يتفانى لأجل الكيان ولا أحد يبحث عن مجد شخصي أو ثناء إعلامي أو تقدير مالي، لأن «الزعيم» عندما يعتلي المنصات يتحقق كل ذلك بسلاسة وهدوء، والإدارات كافة التي توالت على الهلال وكل من ارتدى شعاره من إداريين ولاعبين كانوا على التوجه ذاته، حب واحد يجمعهم وقلب واحد يضمهم لغاية أسمى من مجرد أن يكون أحدهم عضواً أو لاعباً يحظى بشهرة وحضور إعلامي ودخل مادي مريح، وليس ذلك سراً يشاع للمرة الأولى بل هو واضح كلٍ يفاخر به عندما يضع قدمه الأولى في النادي، فكلما تولى رئيس قيادة دفة كان أول ما يفعله تسلم راية المنصة يضعها نصب عينيه، ويقاتل للمحافظة على أمجاد سلفه وزيادة غلة النادي من الدروع والكؤوس غايته من رئاسة هذا الكيان أن يتصبح الهلاليون بدوري ويتمسون بكأس وسعي دؤوب ليوسعوا الفارق بين الهلال وبين المنافسين في البطولات والفكر الاحترافي والعمل المنظم، لأنهم يريدون هلالاً لا ند له أو شبيه، فقط يحاكي هلال السماء في علوه وشموخه، وقد كان. المنصات تزين له كل موسم وتذهب معه إلى أي مكان يلوح في أفقه ذهب، اسمه صار هلال التميز والذهب هلال المجد والمنصات. والحروف والقوافي تعلن عجزها عن صياغة وصف معبر يليق بقامة «الزعيم» السامقة، وربما تسعفنا الذاكرة ودواوين الشعر في البطولة المقبلة بالجديد الذي يوفي الهلال حقه، وحتى ذلك الوقت سنكتفي بالقول «دامت لك الأفراح يا زعيم في ظل رجالك الذين يأبون إلا أن تكون أول». [email protected]