معقود في نواصيها الخير ليوم الدين، يكاد يكون الخيل هو المخلوق الوحيد الذي يتفق الجميع على حبه وجماله في الشكل والطباع دون سائر المخلوقات، ورفيق الدرب للإنسان في رحلاته عبر التاريخ. الحصان كان وما زال وسيبقى رمزًا مهمًا وملهمًا للرسامين والمصورين والفنانين والمصممين والشعراء والأدباء والروائيين والرياضيين والأبطال الفرسان. للحصان حضور كبير في ثقافة كل الأمم البصرية، وهو طيب الذكر في كل الحضارات والثقافات. رسم الإنسان الأحصنة منذ فجر التاريخ على جدران الكهوف والصخور داخل الجزيرة العربية وخارجها، وتفانى في رسمها الفنانون الكلاسيكيون لحد البراعة والألق في الاهتمام بأدق التفاصيل المثالية في إظهار جماليات الخيل في كل أجزائه، وقوة ديناميكية حركته. كما زاد الحصان جمالًا ودلالًا الرسامون الرومانسيون، الذين اهتموا بتصويره في أوضاع فنية داخل بساتين وحقول وبين نساء وفتيات جميلات أو فرسان أبطال. كما يستهوي رسم الخيل أيضًا فنانو الواقعية المفرطة، الذين يتفانون في رسم أدق التفاصيل في الخيل لحد الإبهار والتفوق على العين والعدسة في رسم المكونات. كما تناول معظم الفنانين الحديثين والمعاصرين الخيل كمفردة تشكيلية في الأعمال الفنية بمختلف خاماتهم الطبيعية أو البيئية أو المُصنّعة؛ استلهموه ورسموه بأساليب فنية خاصة بكل فنان، ليبرز شخصيته الفنية سواء البصرية أو التعبيرية أو التجريدية، وبطرقهم المدروسة أو التلقائية والمجنونة كجنون وجموح الخيل.