يا بنت أنا للشمس في جلدي حروق وعلى سموم القيظ تزهر حياتي أطرد سراب اللال في مرتع النوق ومن الظما يجرح لساني لهاتي عاري جسد والليل هتّان وبروق دفاي أنا والبرد سمل العباتي عندما يرتبط عشاق الشعر والكلمة بشاعر اختط لنفسه الارتباط بالإنسان البسيط، العاشق الملهم فهذا يعني أن الأمير بدر بن عبدالمحسن وخلال مسيرته الطويلة مع الشعر والنجومية، كان يمثل حالة شعره كما هي دون رتوش أو مجرد شاعر، رغم أنه من حيث المكانة الاجتماعية هو وبفخر حفيد المؤسس -طيب الله ثراه- وهذا من وجهة نظري يكفي للتعريف بهذا الإنسان المبدع من الناحية الشخصية. الفترة وضمن موسم الرياض بادرت هيئة الترفيه بالاحتفاء بذكاء بمبدعي مجال التلحين والشعر، وهي فكرة رائعة وجاذبة للجمهور في الوقت نفسه، رغم أن الجمهور في الرياض متعطش لأي حدث فني مهما كان القائمون عليه، وهذا أمر طبيعي لجمهور كان يسافر ويرتب أموره لحضور حفلات غنائية للمغنين السعوديين ما بين فنادق القاهرة ولندن وباريس من عشرات السنين، ولكن ما هي رؤيتنا الفنية لما حدث في تنظيم ليالي التكريم، كونها خرجت من مجرد حفلة غنائية لمجموعة من المطربين قد تنجح وقد لا يحالفها التوفيق! لنأخذ ليلة البدر، شخصياً مع تقديري للجهود التي بُذلت في تلك الليلة، إلا أن تكريم شخصية شعرية بقامة الأمير بدر بن عبدالمحسن، كان من الممكن أن تكون أفضل بكثير، ليس من ناحية فخامة التنظيم وغيرها من المؤثرات الفنية المتنوعة، التي أصبحت أمراً تقليدياً وعادياً بفضل التطورات التقنية بهذا الخصوص ونقاء الفكر في هيئة الترفيه. الحفل النخبوي الذي شاهدناه عبر الشاشة، لا يعطي الصورة الحقيقية لمسيرة البدر مع الشعر، البدر ليس مجرد شاعر للنخبة، هو للبسطاء للعاشقين في ليلته الاستثنائية لم يكن مع محبتي وتقديري الزميل بتال القوس المبدع في المجال الرياضي موفقاً في إدارة تلك الليلة، بالإمكان أن تصنع أموراً كثيرةً إلا أن تكون أمام تاريخ للفن السعودي عاش مراحل ثقافية مهمة بوجود أساتذة مرهفين، لا تتناسب معهم الأسئلة المعلبة والشطارة في إدارة الحوار، في ليلة البدر كان نصيب جمهوره مقارنة عن النخبة (5 %) من الذين عاشوا تجربته وترديد «زمان الصمت، وعطني المحبة، ولا تردين الرسائل، وجمرة غضى، تخيل وغيرها». في البلدان المتقدمة يحتفون بمبدعيهم بدون تكلف، بطبيعتهم بمشاركة من عاش حبهم وتجربتهم، يحتفظون ببيوتهم البسيطة، بكل تفاصيلهم العادية، لأن المبدع الصادق في مجال الفنون هو ملك للإنسان البسيط، قبل الحفل قلت على قناة الإخبارية إن هيئة الترفيه تُشكر على تلك الليلة، ومازلت أشكرهم ولكن البدر ليس للنخبة فقط وإنما للجميع!