تحتاج الرياضة السعودية إلى عمل تراكمي منظم، فخلال السنوات والشهور الماضية، عانت الكرة السعودية من تعدد الوجوه والقرارات والاتجاهات، في دلالة واضحة على غياب الرؤية الاستراتيجية، التي من أبرز ملامحها وحدة الأهداف، ووضوح الآليات التي تسهم في الوصول إليها، وأنه مهما تغيرت الأسماء يستمر المشروع وفق المنهج المرسوم له. لو تمعنا في أبرز المشكلات التي تواجه الرياضة السعودية لوجدناها هي المشكلات نفسها، التي نعاني منها من سنوات، التي من أبرزها كثرة إقالة المدربين، وتغيير اللاعبين الأجانب، والهدر المالي في أندية، والشح المالي في أندية، وضعف مستوى الحكام المحليين، وإهمال الفئات السنية، والتعصب الرياضي، وسرعة انتهاء بروز بعض النجوم، وعدم احتراف اللاعب السعودي خارجيا، واستمرار الغياب عن صعود منصات الذهب خليجيًا أو قاريًا. إن الحل وحبل النجاة الوحيد لرياضتنا هو المشروع الاستراتيجي المرسوم بعناية، والموضوع من قبل أهل الاختصاص والخبرة والتجربة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإعطاء المشروع وقته للحكم عليه، ومنح القائمين عليه كل الصلاحيات لتنفيذه، ولنا في الكرة اليابانية أبرز مثال، التي أصبحت في الوقت الحالي تتربع على عرش القارة، ولاعبوها في أبرز الأندية الأوروبية، ودوريها من أقوى الدوريات فنيًا وماليًا وجماهيريًا، ومنتخبها خطف الأنظار في كأس العالم العام الماضي. رياضتنا لا ترتكز على أسس هشة، فلدينا دعم حكومي ضخم، ولدى لاعبينا الموهبة، ولدينا تاريخ عريق وجمهور عاشق متيم بأنديته ومنتخبه، لكن نحتاج إلى خطة ووضوح رؤية وصبر ودعم مشروع بلد، يستحق منا كثيرًا؛ بلد نفاخر به على مختلف الوجوه والأصعدة. جملة ختام: لديكم كل شيء إلا التخطيط الاستراتيجي كوزو تاشيما رئيس الاتحاد الياباني.