الدفاع المدني: هطول الأمطار الرعدية على معظم مناطق المملكة    مشاعل السعيدان سيدة أعمال تسعى إلى الطموح والتحول الرقمي في القطاع العقاري    حلول ذكية لأزمة المواقف    التدمير الممنهج مازال مستمراً.. وصدور مذكرتي توقيف بحق نتنياهو وغالانت    إجراءات الحدود توتر عمل «شينغن» التنقل الحر    «الولاء» يتفوق في تشكيلة الحكومة الأميركية الجديدة    وزير الرياضة يوجه بتقديم مكافأة مالية للاعبي فريق الخليج لكرة اليد    أشهرالأشقاء في عام المستديرة    د. عبدالله الشهري: رسالة الأندية لا يجب اختزالها في الرياضة فقط واستضافة المونديال خير دليل    إطلالة على الزمن القديم    أرصدة مشبوهة !    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    أخضرنا ضلّ الطريق    أشبال أخضر اليد يواجهون تونس في "عربية اليد"    5 مواجهات في دوري ممتاز الطائرة    البيع على الخارطة.. بين فرص الاستثمار وضمانات الحماية    لتكن لدينا وزارة للكفاءة الحكومية    ترمب المنتصر الكبير    صرخة طفلة    «إِلْهِي الكلب بعظمة»!    فعل لا رد فعل    المياه الوطنية: واحة بريدة صاحبة أول بصمة مائية في العالم    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    المؤتمر للتوائم الملتصقة    خبر سار للهلال بشأن سالم الدوسري    دوري روشن: الهلال للمحافظة على صدارة الترتيب والاتحاد يترقب بلقاء الفتح    حالة مطرية على مناطق المملكة اعتباراً من يوم غدٍ الجمعة    العوهلي: ارتفاع نسبة توطين الإنفاق العسكري بالمملكة إلى 19.35% مقابل 4% في 2018    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    عسير: إحباط تهريب (26) كغم من مادة الحشيش المخدر و (29100) قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    الشاعرة مها العتيبي تشعل دفء الشعر في أدبي جازان    الأمن العام يشارك ضمن معرض وزارة الداخلية احتفاءً باليوم العالمي للطفل    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    أمير القصيم يستقبل عدد من أعضاء مجلس الشورى ومنسوبي المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    الصقور السعودية    «المسيار» والوجبات السريعة    وزير العدل يبحث مع رئيس" مؤتمر لاهاي" تعزيز التعاون    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    استهلاك عدد أقل من السجائر غير كافٍ للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخفاق الأولمبي.. إصلاح الخلل يبدأ بالاهتمام بالقاعدة
واقع الألعاب الأولمبية مخجل ولا يليق بسمعة ومكانة المملكة وطموح الرياضيين.. والقطاع بحاجة لغربلة وعمل مؤسسي واحترافي
نشر في الرياض يوم 11 - 10 - 2016

كشفت النتائج الرياضية المخيبة للآمال في المشاركة السعودية المخجلة في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل وعدم قدرة المشاركين في وضع أي بصمة سعودية في المحفل العالمي، رغم تحقيق دول أقل منا على مستوى القدرات والإمكانات والكفاءات لبعض الميداليات، كشفت واقعا مؤسفا لجانب مهم من قطاعاتنا الرياضية كان الشارع الرياضي يعول عليها في إعادة الامل والروح ومسح صورة الإحباط التي ما ان تظهر بعد أي مشاركة سعودية رياضية في أي محفل حتى تأتي المشاركة الأخرى لتزيدها سوءا بما لا يليق بسمعة ومكانة المملكة، وحجم مايصرف على القطاع الرياضي ومايلقاه من اهتمام كبير من لدن القيادة، ومايعول عليه من نتائج.
واقع الألعاب الأولمبية السعودية اليوم يحتاج لوقفة تصحيح وإصلاح جاد للخلل على مستوى اللجان والاتحادات في الهيئة العامة للرياضة إداريا وفنيا وتنظيميا الى جانب وضع خطط واستراتيجيات المعالجة حتى لا يتكرر الإخفاق، الى جانب المسؤولية المشتركة للجهات الحكومية الأخرى كوزارات التعليم والصحة والشؤون البلدية والقروية وغيرها إضافة الى مسؤولية القطاع الخاص في هذا الجانب من خلال الدعم والاستثمار والتحفيز، كما ينبغي وضع كل جهة امام مسؤولياتها، وتعزيز الشراكة بين الجهات المعنية للرفع من مستوى هذه الرياضة وغيرها من رياضات عبر الاهتمام بالقاعدة وهي الرياضة المدرسية والتي تضم اكثر من خمسة ملايين طالب والتي تعد البيئة الحاضنة للمواهب ووضع استراتيجيات وطنية تسهم في صناعة اللاعب الموهبة ورعايته وتنمية مهاراته وخلق البيئة المحفزة له حتى يكون مؤهلا لتمثيل بلاده في المحافل الدولية التمثيل المشرف الذي يليق بسمعه ومكانة وطنه.
المشاركة في محفل عالمي مهم لمجرد المشاركة، ومن ثم الخروج المخجل يتطلب غربلة شاملة في الاتحادات الرياضية مع ضرورة ربط ميزانياتها بما تحققة من إنجازات ووضع خطط واستراتيجيات عاجلة قصيرة وطويلة المدى للنهوض برياضتنا وضمان عدم تكرار السقوط المخيب للامال حتى لا يتكرر الفشل في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة عام 2020 بمدينة طوكيو اليابانية..
"ندوة الثلاثاء"تناقش لهذا الأسبوع واقع الألعاب الأولمبية السعودية وسبل تطوير هذا القطاع وتصحيح الخلل في لجانه وكيفية صناعة اللاعب الموهبة في ظل افتقار الوسط الرياضي للمواهب ودور الجهات الحكومية والخاصة في ذلك..
إدارة الواقع وتطوير المستقبل
في البداية تحدث عبداللطيف الهريش عن واقع الألعاب الأولمبية السعودية، وأسباب الإخفاق والتطلعات المستقبلية لهذا القطاع المهم وقال: إن الأمير عبدالله بن مساعد عندما قدم للهيئة العامة للرياضة والرئاسة العامة لرعاية الشباب -سابقاً- كانت الأدوار التي تقوم بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب أدواراً محددة بأُطر شبه قديمة تقريباً، حيث نعتمد على اختصاصات لا تواكب الوضع الحالي، لذلك كان لابد من إجراء مجموعة من المحاولات لايجاد نوع من الحراك فيما يتعلق بالنشاط الرياضي، ولعلكم تتابعون في الجانب الإعلامي تشكيل الأمير عبدالله بن مساعد أكثر من لجنة لتولي ملف من هذه الملفات، ونحن نعلم يقيناً أن التغيير ليس أمراً سهلاً، وأن أول مسار للتغيير فيما يتعلق بالهيئة العامة للرياضة وعلاقتها مع المؤسسات الأخرى التي تتولى الجانب التنفيذي في النشاط الرياضي، تحتاج إلى معرفة الواقع العملي للوضع الراهن لنخرج بما يسمى بأسلوب من أساليب التحليل الدوري، والذي يسمى بالتحليل البيئي الرباعي الذي يقوم على عنصرين أساسيين في عملية تحليل أي واقع، حيث إن الجانب الأول يتعلق بالعوامل الداخلية والجانب الثاني يتعلق بالعوامل الخارجية، وأن الجوانب الداخلية تركز على عوامل القوة والضعف والعوامل الخارجية تركّز على ما يسمى بالفرص والتهديدات، مبيناً أنه عندما قدم الأمير عبدالله إلى الهيئة في هذه المرحلة كان لابد له أن يوازن بين أمرين إدارة واقع وتطوير المستقبل، وهذا في اعتقادي من المهمات الأساسية لكي تنجح أي مهمة مستقبلية، ونرى بالتالي آثارها المستقبلية، إذ لابد أن تكون بنيت على أُسس مؤسساتية واحترافية.
إعادة صياغة وضع الاتحادات الرياضية
وأوضح عبداللطيف الهريش أن سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية أخذ على عاتقه النظر إلى وضع الرياضة بشكل عام وعلاقة المؤسسات الأخرى بالهيئة العامة للرياضة، وكان من ضمن المحاولات التي عمل عليها من أجل التطوير للمستقبل وليس الوضع الحالي؛ لأن الوضع الحالي يحتاج إلى إدارة الواقع وليس تطوير المستقبل؛ و طوير المستقبل يحتاج إلى مجموعة من المحاور حتى ننطلق الى المستقبل، وكانت أهم نقطة ركز عليها الأمير أهمية أدوار الجهات التابعة للهيئة العامة، إضافةً إلى دور الهيئة العامة، إذ من المعروف أن الهيئة سابقاً كانت تقوم بكل شيء، ومسؤولة عن اتحاد كرة القدم ومسؤولة عن اللجنة الاولمبية بل مسؤولة عن جميع القطاعات دون مراعاة للأدوار المطلوبة الحقيقية في ظل معرفة الممارسات على المستوى العالمي، ذاكراً أن أدوار الهيئة هي دور المنظم والمراقب وليس الدور المتعلق بالجانب التنفيذي للنشاط الرياضي، وكانت أولى المحاولات هو إصرار سموه على إعادة صياغة وضع الاتحادات الرياضية، ولعلكم تعلمون أن عمليات التغيير لا تتم بين يوم وليلة بل تحتاج إلى وقت وإلى كفاءات وإلى مجموعة من المحاور، كذلك كان من أهم المحاور معرفة دور اللجنة الأولمبية حيث تعلمون أن في العالم توجد أكثر من ممارسة فيما يتعلق باللجان الأولمبية، وهناك دور وممارسة تتعلق بتولي اللجنة الاولمبية البطولات المجمعة فقط، أي على شكل مكتب يتولى عملية التنسيق للمشاركات الأولمبية والمشاركات الخارجية، مشيراً إلى أن دولاً أخرى تقوم فيها اللجنة الاولمبية بدور الإشراف والرقابة على النشاط الرياضي والإشراف على الاتحاد بشكل كامل حتى في الجوانب المالية.
ننتظر «شراكة مسؤولة» من القطاعين الحكومي والخاص وإستراتيجية تصنع «اللاعب الموهبة» وربط ميزانيات الاتحادات بإنجازاتها
اخفاق البرازيل متوقع
وأكد عبداللطيف الهريش أن الوضع السابق في الاتحادات خاصة في الجوانب الفنية والجوانب المالية تتولاها الاتحادات بشكل مباشر بعيداً عن وجود إدارة تكون مسؤولة عن حوكمة هذه الأعمال، مضيفاً أنه ينبغي ألاّ ننظر إلى أننا سنجد نتائج وثمار سريعة في حالة التغيير التي تتعلق بتغيير المنظمة أو تغيير الهيكلة بشكل كامل، موضحاً أن فيما يتعلق بالاخفاقات التي وقعت في "ريو" فإنها بالنسبة له متوقعة؛ لأن الجانب المؤسسي والاحترافي اذا لم يتم بناؤه على أسس صحيحة ستكون النتائج ظاهرة على العيان ومعروفة، لذلك دائما أؤكد أن التغيير يحتاج إلى وقت، ونؤكد أن ما حدث لا يليق بسمعة المملكة خاصةً إذا نظرنا الى المقومات الخاصة الموجودة في المملكة التي من المفترض أن تساعد على تحقيق نتائج مشرفة، لهذا إذا أردنا أن نعمل عملاً مؤسسياً احترافياً ينبغي أن ننظر إلى تطوير أنفسنا من جميع الجوانب، وان عملية تحليل الوضع القائم مهم جداً؛ لاستشراف المستقبل وبدون هذه الرؤية لن نستطيع أن نحقق أي نتائج مهما بذلنا من جهود شخصية، لذلك نجد أن بذل الجهود الشخصية دائماً ما يكون في نطاق محدود جداً، فمثلاً الكابتن هادي صوعان إذا توفرت لديه جهود شخصية مع بيئة احترافية وجانب طبي وجانب فني وجانب تسويقي فلاشك أننا سنحظى بنتائج كبيرة يحققها.
الهريش: إخفاق البرازيل متوقع.. وبدأنا التغيير وإعادة صياغة الاتحادات الرياضية
اللاعب والمدرب
وفيما يتعلق باللجنة الأولمبية، بعد قرار رئيس الهيئة العامة للرياضة حل اتحاد ألعاب القوى، قال م.حسام القرشي: إن استراتيجية اللجنة الأولمبية لم تبدأ أو ترتبط بالقرار الأخير الذي إدى إلى حل اتحاد ألعاب القوى، وإنما جاءت ضمن استراتيجية اللجنة الاولمبية التي وضعت منذ ما يقارب العام ونصف العام، والهدف الخاص من هذه الاستراتيجية هو وضع الرياضي والمدرب في اهتمام المنظومة الرياضية، فما كان يحدث في السابق وللأسف الشديد أن الرياضي والمدرب لم يكونا على رأس هرم المنظومة الرياضية، وعلى العكس تماما كان الجهاز الإداري للمنظومة الادارية هو الذي يحظى بنصيب الأسد من ناحية الظهور الاعلامي مما انعكس وبوضوح على النتائج التي حققناها خلال الخمسين عاماً الماضية، حيث لم نحقق إلاّ ثلاث ميداليات، ومعنا في هذه الندوة أحد الذين حققوا إحدى الميداليات وهو الكابتن هادي صوعان الذي جلست معه مدة ساعتين اعتبرهما من أجمل الساعات التي قضيتها منذ أن انضممت للجنة الاولمبية وهو الذي أكد لي أن الدول التي حققت بطولات رياضية هي الدول التي وضعت الرياضي والمدرب ضمن محور اهتماماتها بالمنظومة الرياضية، حيث اختزل لي المشكلة في عبارات بسيطة لها انعكاسات كبيرة على أرض الواقع.
خمسة محاور
وأوضح م.حسام القرشي أن استراتيجية اللجنة الاولمبية تحتوي على خمسة محاور أساسية؛ المحور الأول: هو التميز المؤسسي ويشتمل على الجانب الإداري والجانب المالي والجانب التنظيمي الذي يحكم طريقة عمل اللجنة الأولمبية وعلاقتها بالاتحادات الرياضية، مضيفاً أن المحور الثاني: هو الأداء الفائق أو النخبة وهذا الجانب الذي يعنى بكل المحفزات التي تساعدنا لتحقيق الأهداف التي وضعناها في الذهب (22)، والمحور الثالث: هو دعم توجه الهيئة العامة للرياضة في المشاركة المجتمعية، والمحور الرابع: هو بناء الاقتصاد الرياضي، حيث إن لدينا في المملكة مقارنة بدول مثل الولايات المتحدة الاميركية الذي يبلغ فيها نسبة الرياضة من إجمالي الناتج القومي حوالي (2.8%) فمثلاً "الفوتبول الأميركي" نجد أن مردودها المالي يقارب حوالي (18) مليار دولار في العام، فهذه بلاشك تعد أرقاماً فلكية، وهذه الأرقام لم تحدث ما بين يوم وليلة وإنما جاءت من خلال زيادة الاهتمام في البث وفي جودة المحتوى وفي بناء قصص اجتماعية حول اللاعبين، وتحويل أنفسهم إلى منتجات تلقى استحسان واهتمام القطاع الخاص مع دخول شراكات من شأنها أن تبني اقتصاداً رياضياً، مشيراً إلى أن المحور الخامس: الحصول على ما نسميه السمعة الدولية والمحلية ومن خلال ذلك نتحدث عن شراكات مع عدة قطاعات في الدولة ومع اللجنة الدولية للقضاء على ظاهرة المنشطات التي تفشت، إضافةً الى تسليط الضوء على الإنجازات الرياضية سواء من اللاعبين أو الاتحادات، وهذه هي المحاور الخمسة الأساسية لتوجه اللجنة الأولمبية.
م.القرشي: إستراتيجية اللجنة الأولمبية ترتكز على خمسة محاور.. واللاعب والمدرب محور اهتمامنا
تغيير جوهري
وأكد م.حسام القرشي على أن اللجنة الأولمبية ومن خلال استراتيجيتها تضع المدرب واللاعب في محور الاهتمام، وكل ما نفعله في اللجنة الأولمبية ومع الاتحادات الرياضية يهدف إلى تمكينهم لتحقيق الإنجاز، مضيفاً أن هناك بعضاً من الجهات يطرحون أسئلة لماذا قامت اللجنة الأولمبية بتعديل الهيكل الإداري واستقطاب بعض الكفاءات من القطاع الخاص الذين لا يمتلكون الخبرة الرياضية، مبيناً أن دور اللجنة الأولمبية طرأ عليه التغيير بشكل جوهري منذ عام ونصف العام، وكما ذكر عبداللطيف الهريش أن اللجنة في السابق كانت مهمتها تشمل المهام الرياضية بأن يأتي أعضاء اللجان الرياضية ويقترحوا عدداً من أسماء اللاعبين من كل اتحاد ويتم تكوين المنتخب باسم المملكة، ومن ثم يتم التمثيل في التجمعات الدولية، كان هذا هو دور اللجنة الأولمبية فقط، وهذا الإجراء يعد إجراء سليماً في بعض التنظيمات الدولية، فمثلاً في بريطانيا نجد أن دور اللجنة الأولمبية هو المنتخب وبناء اسم الرياضة البريطانية والفريق البريطاني وحسب، أمّا في وضعنا نحن فلم يكن لدينا أي طريقة لتقييم اقتراحات الاتحادات الرياضية وعادةً تكون في اللجان الأولمبية إدارات تقوم بمراجعة أداء اللاعبين ومقارنتها بأرقام تحققت في بطولات أخرى وبلاعبين آخرين وتكون اللجان الأولمبية الناجحة قادرة على أن تكسب الميداليات في الشتاء، ويتم جمعها في الصيف لأنهم يعلمون قبل ستة أشهر ما هي النتائج التي سيحققها اللاعب وهل اللاعب يستحق التمثيل أم لا؟، وهل الأرقام التي يحققها فعلاً تجعله يستحق تمثيل الوطن، فنحن كنا إلى الوقت الحالي نعتمد على الخط فقط، نختار لاعبين لتمثيل المملكة في البطولات الدولية ونتفاجأ أن الأرقام التي حققوها في التأهيل مختلفة تماماً عن الارقام التي حققوها في البطولة.
قيادات إدارية
وفيما يتعلق بالانتقادات الخاصة باستقطاب الكوادر الرياضية إلى المنظومة الرياضية ذكر م.حسام القرشي أنه يجب علينا أن نفرق بين القيادات الفنية والقيادات الإدارية، إذ نجد أن الإداري هو الذي يرى أهدافاً كمية قابلة للقياس، ويدير الأمور المالية والإدارية ويتابع الأداء والإنجاز، ويعزز عادةً الجانب الفني، والذي كان يحدث في الماضي عكس ذلك تماماً، حيث هناك أشخاص يمتلكون الجانب الفني بشكل قوي جداً، ولكنهم يفتقرون للمفاهيم الرياضية، مضيفاً أنهم مرروا خلال الأعوام الماضية خلال ورش التحول الوطني بمشاركة أهم المستشاريين الذين لديهم مستويات عالية عالمياً، وطلبوا منّا أن نجهز أهدافنا لحظة التحول الوطني لخمسة أعوام مقبلة على نماذج معقدة جداً تحتاج إلى استقطاب أشخاص لديهم قدرة على إدارة المشروعات بالتفصيل الممل، مثل هذه القدرات التي تجعلك تضع ميزانية وخطة تنفيذ وتتعامل وتتفاهم مع جهات إدارية واستشارية عالمية ومع اللجنة الدولية الأولمبية لا يمكن أن تتم خلال استقطاب شخص فني لديه قدرة فنية ورياضية قوية، وانما الشخص الرياضي والفني حينما يتم وضعه في المكان المناسب سيبدع بلاشك، وعندما يتم وضعه في مكان إداري غير متمكن فيه فإنه سيفشل ويخفق ونجد بعض الاتحادات الآن مثل اتحاد التايكوندو تم تعيين مدير تنفيذي فيه، وهذه أول مرة في التاريخ الحديث للتايكوندو نشارك بالناشئين، واستطعنا أن نحقق (3) ميداليات، وأصبح اتحاد التايكوندو يمثل من خلال بطولات الناشئين بشكل واضح، وأصبح لدينا كذلك تمثيل أقوى، وبدأنا كذلك لأول مرة في تاريخ اللجنة الأولمبية من أجل تحقيق ميداليات لابد من زيادة عدد الممارسين؛ لأنه كلما زاد عدد الممارسين زادت النخبة، وأنه كلما زادت النخبة زاد عدد المشاركين، وبالتالي زادت القابلية لتحقيق عدد من الميداليات.
د.الخريجي: بدأنا التصحيح ونعوّل على الإستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية
تمويل الاتحادات وعدد اللاعبين
وعن مكامن الخلل في هذا الشأن، قال م.حسام القرشي: أتينا لأول مرة في اللجنة الأولمبية وقلنا أن هذه السنة يكون التمويل للاتحادات الرياضية مقابل الخطط وأسماء اللاعبين والأهداف، وأنه لن نمول اتحادا رياضياً هذه السنة من الاعانة إلاّ مقابل خطة فيها أهداف واضحة ومفصلة، ومن هنا إلى بطولة التضامن للعالم الاسلامي عام 2018م إلى آسيا 2022م، طلبنا من الاتحادات الرياضية أن يعطونا أسماء اللاعبين الذين مثلوا الاتحاد في المنتخبات من خلال الرياضة المعنية خلال العام الماضي؛ لأن اللاعب الذي لم يمثل المملكة خلال سنة لا يعد لاعباً في المنتخب؛ لأن لاعب المنتخب يجب أن يكون في استمرارية متواصلة في المشاركات الرياضية، متأسفاً على أنهم تفاجأوا بالأرقام التي وصلتهم حيث وجدوا أن عدد لاعبي المنتخب في جميع الرياضات (1400) لاعب فقط في دولة عدد سكانها حوالي (22) مليون نسمة، وحينما دققنا في التفاصيل أكثر وجدنا أن الرقم الفعلي ليس (1400) لاعب وإنما هو (800) لاعب، اذن السؤال: هل نحن بهذه الأرقام نستطيع ان نحقق ميداليات على المدى القريب؟ الجواب لا يمكن أن نحقق شيئاً.
جهود ذاتية
وعلق عبداللطيف الهريش قائلاً: إنه بالنظر في الاتحادات الرياضية سابقاً نجد أن كل مجلس إدارة كان عبارة عن منظومة، إذا ذهب هذا الاتحاد انتهى الاتحاد بجميع تفاصيله لهذا كانت الرؤية بالنسبة لتعيين أشخاص يكونون على صلة تامة باللجنة الأولمبية واختيارات اللجنة تقوم على استمرارية عمل الاتحاد، بصرف النظر عن الأشخاص سواء بقي مجلس الإدارة أو لم يبق، وإنما المطلوب استمرارية عمل أي اتحاد من خلال أمانة عامة تكون مرتبطة بشكل إداري باللجنة الاولمبية، متسائلاً: هل من الممكن الحصول على الميداليات بدون منظومة إدارية متوافقة مع منظومتنا الفنية ومنظومتنا المالية؟.
بالتأكيد لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نحقق شيئا إلاّ بجهود ذاتية من الرياضي أو عن طريق الحظ كما ذكر م.حسام القرشي.
الرياضة المدرسية
وطرح الزميل محمد الغنيم السؤال التالي: عند الحديث عن أي إخفاق في القطاع الرياضي نجد من يعزو ذلك إلى مخرجات الرياضة المدرسية ومدى وجود برنامج اكتشاف المواهب بحكم أن المدارس هي المنبع الحقيقي للمواهب في القطاع الرياضي، ونعلم أنكم تعانون من ضعف البنى التحتية من صالات وملاعب فما رأيكم عن واقع الرياضة المدرسية؟
وعلّق د.خالد الخريجي قائلاً: بدأنا بالعمل الصحيح منذ فترة ليست بالقصيرة، وأؤكد ما ذكره م. حسام بأن نتيجة التغيير لن تظهر بين عشية وضحاها، ولا بين عام أو عامين، مشيراً إلى الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية التي تم اعتمادها من قبل وزارة التعليم ودعمها كذلك بشراكة وتعاون من قبل الجهات ذات العلاقة والتأثير والتأثر بالاستراتيجية، وأعني بذلك الهيئة العامة للرياضة والاتحادات الرياضية ممثلة في اللجنة الأولمبية العربية السعودية ووزارة الصحة ووزارة الثقافة والاعلام، وعملنا استراتيجية واضحة المعالم، وما يتعلق بذلك من خطط وأهداف من أجل الوقوف على تطوير الرياضة المدرسية للوصول الى الرياضة الوطنية، على أن يكون ذلك بأسلوب علمي ومنهجية لدراسة الوضع الراهن، وكما ذكر المهندس حسام أنه من الأهمية بمكان من أجل أن نتطور ونبدأ عملية التغيير يجب أن نقف على الواقع لنعرف ماذا يحدث بالضبط فيما يتعلق بالرياضة المدرسية، وما يؤثر فيها سواء البنية التحتية أو الإعداد الأكاديمي وبرامج التطوير والفعاليات والمهرجانات التي تنفذ في مجال الرياضة المدرسية حيث انطلقنا من ثلاث محركات رئيسية.
تطوير القاعدة الرئيسية
وأوضح د.خالد الخريجي أن المحرك الأول والذي يهم الكل ان يتمتع بالصحة، لذلك يجب أن نبدأ من القاعدة العريضة وهي المدارس وأن نهتم بالاستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية، ونحن الآن في السنة الثالثة من التطبيق واشتغلنا فيها بالتعاون مع بيت خبرة رائد في مجال تصنيف الاستراتيجية ووضعها وليست الاستراتيجيات بشكل عام، وإنما الاستراتيجيات الرياضية بشكل خاص، وتقوم بذلك شركة أسبانية تعمل معنا من خلال الاستعانة بالقيادات صاحبة الخبرة والتجربة، وأيضاً الاعداد الأكاديمي في المملكة، إضافةً الى الدول المتقدمة في عملية وضع الاستراتيجيات غير بيت الخبرة الذي استقطبناه لبناء وصياغة هذه الاستراتيجية، وأنه عندما أتكلم عن أصحاب الخبرة والتجربة فانني أتكلم عن مختصين وخبراء من أمريكا وبريطانيا ومن هولندا وفنلندا التي تعنى بتطبيقات الممارسة الرياضية للجميع، ومن أهم الجوانب التي يركزون عليها في استراتيجيتهم هو دعم المشاركة المجتمعية، والتقينا ببيت خبرة متخصص في هذا الجانب من خلال الاستراتيجية ومن خلال المدرسة.
صوعان: 45 دقيقة للتربية البدنية غير كافية ولو عاد بي الزمن لفضّلت البعثة على الرياضة
وذكر د.خالد الخريجي الجوانب الثلاثة الصحة والترفيه والتنافس التي نركز عليها هنا، إذ أننا لن نستطيع أن ننافس بدون إتاحة الفرصة للمشاركة، وأخذنا في هذا الجانب نطاق عمل يتمثل في رؤية تجارب الدول المتقدمة وليس في مجال الرياضة عامة وإنما في المجال الرياضي الذي احتاج تطويره، وعلى سبيل المثال الاستراتيجية الوطنية للرياضة المدرسية عملت على شيء لم يتم العمل به من قبل وهي ألعاب الدفاع عن النفس من خلال التعليم، وللأسف نحن واجهنا مقاومة من قبل المختصين في الرياضة المدرسية سواء من جانب الوزارة أو من جانب الميدان واصبحنا نتساءل كيف نبدأ بشيء لم يسبق أن تم العمل به من قبل؟، والمعروف أن هذه الجهات تحتاج إلى تطوير الألعاب الفردية والجماعية ولكن عند ما بدأ بألعاب الدفاع عن النفس وجدنا مقاومة من المختصين ولكن الحمد لله أصبح من أنجح التجارب والتطبيقات، والآن نعمل على تطوير أكثر من (16) لعبة من خلال التعليم من القاعدة الرئيسية، ولن أصل إلى الأولمبياد وتمثيل المملكة خير تمثيل بدون البداية من القاعدة الرئيسة وأعني بالقاعدة هو أكثر من خمسة ملايين طالب حتى أستطيع أن أتيح الفرصة للجميع.
قيادت التربية البدنية والنشاط الرياضي
وأشار د.خالد الخريجي إلى أنهم يريدون بناء وتطوير القيادات المتخصصة في مجال التربية البدنية والنشاط الرياضي، وقد ركزوا على ذلك من خلال الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية، وقال أعتقد اعتقاداً جازماً أن الجامعات في مساراتها وإعدادها المهني مجتهدة وتؤدي الدور المطلوب في مجال التربية البدنية، ولكننا الآن دخلنا مجالاً آخر يعمل جنباً الى جنب في مسار واحد ومتوازن مع التدريب والذي التفتت إليه الجامعات ونجد الخريجيين الجدد يعملون في جانب مرتبط بالتدريب، بمعنى أنني مثلاً متخصص تربية بدنية يعنى أنني معلم صف تربية بدنية وأتلقى "كورسات" تدريبية تساعد على اكتشاف المواهب ورعايتها باعطائها النماذج التدريبية التي تتوافق مع الطالب من الناحية الفيسيولوجية والناحية السيكولوجية، إضافةً الى الجوانب المرتبطة ببناء الشخصية المتكاملة من خلال المسار الذي تم وضعه من قبل الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية، وليس هذا فحسب بل لدينا مسار آخر في غاية الأهمية وهو أنه في ظل ضعف البنية التحتية إلاّ أننا استطعنا أن نعمل من خلال الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية على الاستثمار الأمثل للموجود من المباني والمرافق المدرسية، مبيناً أن عمل المدارس ينتهي بنهاية الجدول الدراسي وعملنا من خلال الاستراتيجية الوطنية لتطوير الرياضة المدرسية على فتح المجال لممارسة النشاط البدني ومن ثم تفرع العمل إلى النشاط الرياضي الذي يشمل الألعاب الفردية والجماعية وألعاب الدفاع عن النفس من أجل تحقيق الصحة والترفيه.
وأضاف: الجانب الثالث المهم هو التنافس وهذا لن يتحقق خلال عام أو عامين، بالرغم أننا استطعنا أن نقطف ثمار عملنا خلال ثلاث سنوات ماضية وأن برنامج ألعاب القوى وتطوير ألعاب القوى من خلال التعليم تم عرضه إلى اللجنة المختصة في الاتحاد الدولي لألعاب القوى حيث وجدنا الاشادة به من قبل اللجنة ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أخذوا النموذج الذي قمنا بتطويره بالتعاون مع الاتحاد السعودي لألعاب القوى وقامت برعاية ذلك اللجنة الأولمبية العربية السعودية، ومن أجل أن نبني النموذج ونطوره قمنا بتفعيل علاقاتنا مع جهات ذات العلاقة والتأثير في المشروع، مبيناً أن اللجنة الأولمبية السعودية بالتعاون مع اللجنة الدولية الأولمبية استقطبوا المدرب الذي يبني ويقوم بالتدريب على هذا النموذج، وقد شارك معنا الاتحاد السعودي لألعاب القوى في تنفيذ النموذج والإشراف عليه سواء فنياً أو فيما يتعلق بالتدريب، موضحاً أن عملاً مثل هذا يرتبط بالجانب الإنساني لن نجني ثمارها ما بين يوم وليلة، وهو عمل يحتاج إلى صبر وكذلك نحتاج الى التعاون والتكامل بشكل فعّال وأكبر؛ لأن جهودنا وتعاوننا مع اللجنة الأولمبية والاتحاد العربي السعودي لألعاب القوى نجح ومن يقول غير ذلك يكون مخالفاً للواقع والمنطق، وقد حصلنا على شهادات تقديرية من رئيس اللجنة الأولمبية آنذاك ومعتمدة حيث تم عرض المشروع على الاتحاد الدولي لألعاب القوى ولقي الإشادة، وتعاونا كذلك مع اتحادات أخرى ومنها ما هو مبادر ومنها ما هو يعمل بتخوف، من هنا أؤكد لكم أننا نمتلك استراتيجية نعمل بها من خلال وزارة التعليم بل نحتاج الى مزيد من التفاعل والتكامل من اللجنة الأولمبية والاتحادات العربية السعودية ومن الهيئة العامة للرياضة، وأنه مادمنا نسلك الطريق الصحيح فإننا سنصل بإذن الله الى مرحلة تطوير الرياضة المدرسية من أجل تمثيل الرياضة الوطنية في المحافل الدولية خير تمثيل.
معلم البدنية
وفيما يتعلق بمدى الاختلاف بين البيئة السابقة والحالية لدى اللاعبين بشكل عام وهل هي محفزة للرياضيين، قال هادي صوعان: اسمحوا لي أن أبدأ بقول مأثور: هناك من يجلس في الظل اليوم؛ لأن هنالك من غرس شجرة بالأمس، وإن شاء الله يكون حديثنا في هذه الندوة هو عبارة عن الظل الذي سيستظل به الرياضيون بإذن الله في المستقبل، ويسعدني أن تكون لي علاقة وارتباط بجميع محاور الندوة سواء الرياضة المدرسية أو الرياضة الأولمبية أو الهيئة العامة للرياضة، مضيفاً أنه إذا تناولنا موضوع الرياضة المدرسية نجد أن أي حديث عن الرياضة المدرسية يتهم فيها مباشرة معلم التربية البدنية على أنه عبارة عن مدرس يرمي الكرة فقط، وأن حصة التربية البدنية لا نتاج فيها على مستوى رياضة الوطن وأن القصور يكمن في حصة التربية البدنية، لكن مثل هذا الكلام فيه نوع من الظلم للمعلم والتقليل من عمله والذي أفخر به إلى الآن أن مسمى وظيفتي هو معلم تربية بدنية، سواء كنت مشاركاً أو ممثلاً للمنتخبات، في اعتقادي أن معلم التربية البدنية هو ضحية لقرار من القرارات ابتداء من ايام وزارة المعارف، أو وزارة التربية والتعليم أو وزارة التعليم الحالية، مشيراً إلى أنه إذا نظرنا إلى حصة التربية البدنية فانها تستغرق مابين (45) دقيقة إلى (90) دقيقة في الأسبوع وهي المدة الزمنية التي يمارس فيها الطالب نشاطه البدني في المدرسة، ومن المؤكد أن هذا الزمن غير كاف نهائياً، وبالتالي يظلم معلم التربية البدنية عندما يلقى إليه باللوم لعدم تحقيق نتائج، كذلك إذا أردنا الحديث عن حصة التربية وتأثيرها على الطلاب في جميع دول العالم نجد أن ما يتم ليست حصة التربية البدنية، وإنما هي حصص خاصة بالنشاط فقط التي تقام خارج اليوم الدراسي، وهذا النشاط بلا شك سيترتب عليه الأثر الإيجابي الذي يصب في خانة القوة والدعم للرياضة في أي بلد في العالم، وإذا كنا فعلاً نبحث عن الرياضة المدرسية علينا أن نبحث في كيفية استثمار أوقات ما بعد اليوم الدراسي وأعتقد أن هذا هو التوجه الذي تسير عليه اللجنة الأولمبية الآن وهو كذلك التوجه الذي اتخذته شركة تطوير الخدمات الرياضية بالتعاون مع وزارة التعليم شعاراً لها، أما فيما يتعلق بموضوع الرياضة والنتائج الرياضية ونظرة المجتمع إلى هذه النتائج، وضعف المستوى الرياضي والمشاركات، فإن الجميع يطالبون بنتائج احترافية ونرى كذلك ارتفاع سقف الطموح لدينا لتحقيق نتائج احترافية، في حين أن ذلك ليس أمراً سهلاً في ظل العمل القائم في جميع الاتحادات وهو في الأساس عمل تطوعي بنسبة70٪ إذاً من الظلم أن تطلب من أشخاص متطوعين تفوقاً رياضياً يحتاج إلى عمل احترافي، وأعتقد أن اللجنة الأولمبية لدينا أدركت هذا الأمر الآن وأعادت التوظيف والتعيين بطريقة مختلفة.
البعثة الدراسية أم الرياضة؟
واضاف هادي صوعان: هناك كذلك أمر يتعلق بالربط بين الرياضة الحالية وفي السنوات السابقة، حيث سبق أن تلقيت فرصة ابتعاث دراسي إلى أمريكا عام 1994م قبل الأولمبياد بست سنوات ولو خُيرت الآن ما بين اختيار بعثة دراسية في جامعة أميريكية عام 1994م أم الاستمرار في الرياضة السعودية وتحقيق الميدالية الأولمبية لاخترت الدراسة وترك المنتخب السعودي وبالرغم من أنني حققت ميدالية أولمبية غيرت من حياة هادي صوعان وصنعت فيّ فارقاً كبيراً، ولولا تلك المشاركة وتحقيق الميدالية لما كنت مشاركاً معكم في مثل هذه الندوات واللقاءات، اضافة الى ما وفرتها لي من تراكم معرفي وثقافي وبالرغم من ذلك كله صدقوني سأختار البعثة الدراسية على المشاركات الرياضية مع المنتخبات السعودية، وذلك لسبب واحد لأن الرياضة السعودية وما تحقق من ميدالية أولمبية وغيرها من البطولات لا تحقق مستقبلاً بالنسبة لي ولجميع الرياضيين السعوديين لهذا فإن اللجنة الأولمبية والمسؤولين عن الرياضة في المملكة إذا لم يضعوا نصب أعينهم أهمية الرياضة والمنجز الرياضي بالنسبة لمستقبل الرياضيين السعوديين فإنهم لن يروا جيلاً يعطي حياته ووقته ويرهن مستقبله بميداليات أو بطولات رياضي لا تحقق لهم مستقبلاً زاهراً لأن اللاعب حتى يكون بطلاً أولمبياً لا بد أن يعطي كل ما عنده وأنا لم يسبق لي أن قلت أنني الأكثر موهبة أو الأكثر قوة ولكنني - الحمد لله - كنت أعي معنى الشراكة فأي قصور وقع من أي جهة سواء حكومية أو اللجنة الأولمبية، أو من الرئاسة لم نكن نلتفت لهذا القصور، بل كنا نستمر في البرنامج والحضور.
التسويق والاستثمار
وتداخل الزميل فياض الشمري قائلاً: تطرق عبداللطيف الهريش لموضوع التسويق والاستثمار ونلاحظ أن الاتحاد بشكل عام يركز اهتمامه على كرة القدم، فكيف يمكن أن يتم إيجاد تسويق بالنسبة للألعاب الأخرى واستثمار العقود الإعلانية حتى يتم الصرف على هذه الألعاب الى جانب تركيز الأندية على ألعاب كرة القدم حيث لا نجد نادياً يهتم كثيراً بالألعاب الأخرى، متسائلاً عن خطط معالجة هذه المعضلة؟
وأجاب عبداللطيف الهريش: إن موضوع التسويق والاستثمار موضوع كبير جداً، فلعبة كرة القدم في جميع دول العالم هي التي تلفت النظر وذات شعبية كبيرة ومستمرة، ولذلك نجد التسويق فيها أسهل بكثير من أي لعبة رياضية أخرى، وأؤكد ما ذكره الكابتن هادي على أنه إذا لم نجد أي احترافية في أي منتج فسيكون العائد ضعيفاً جداً، لأن العقول التي تدير هذا العمل إذا لم يكن على مستوى عالٍ من الاحترافية فسيكون كالذي يخوض في بحر لا شاطئ له، لهذا فإن سمو رئيس الهيئة العامة للرياضة والمسؤولين فيها يستشعرون عظم هذه المسؤولية، ويجب أن نذكر القرار الملكي الذي صدر في 30/7/1437ه رقم (133) وأدى إلى أحداث نقلة كبيرة جداً لصناعة الرياضة في المملكة مستقبلاً، وأن الاستثمار في مجال الألعاب الأخرى يتم الاهتمام به من قبل اللجنة الأولمبية بتوجيهات الأمير عبدالله بن مساعد، وسبق كذلك أن تمت إثارة بعض الأطروحات في اجتماع وزراء الشباب والرياضة في دول الخليج من الاستثمار وتنشيط فكرة الاستثمار في مجال الألعاب الأخرى غير الشعبية والتي يوجد فيها إقبال شعبي لأنه من المعروف أن التمويل والاستثمار داعم رئيسي لتطوير الألعاب فإذا كان الاستثمار ضعيفاً والتمويل ضعيفاً كذلك والإقبال قليل فإننا لن نستطيع أن نخرج منتجاً جيداً يتناسب مع الطموحات، وأعتقد أن الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية السعودية لديه اطلاع تام بموضوع الاستثمار في مجال الألعاب الأخرى.
وتداخل م. حسام القرشي: إن الاستثمار في أي ألعاب رياضية أخرى إذا نظرنا إليها من خلال الرعايات من الشركات الكبيرة التي لها انتشار واسع نجد أن هناك أشياء أساسية تبحث عنها أي منظمة ربحية، أهمها الانتشار الذي تحققه اللعبة من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الشريحة المستهدفة فإذا لم تتوفر لها الشرطان فإنها ستبتعد بالكامل عن الاستثمار في هذا القطاع، ما نراه الآن أن الألعاب الأخرى لا تحظى بمقومات الاهتمام الجماهيري المتمثلة في طريقة التصوير، وقوة قنوات البث واستغلال الإعلام الاجتماعي لخلق جدل حول اللعبة فمثلاً لو أخذنا دوري السلة الأميركي نجد فيه قصصاً كبيرة تحدث في البطولة حيث نجد أن اللاعبين يتحولون إلى منتجات تباع بملايين الدولارات في رفوف المحلات التجارية، وكذلك تصوير الملاعب، وما يحدث داخل الملاعب وطريقة البث على القنوات الفضائية واستغلال القصص والفضائح الرياضية وغيرها من الأمور ولا ننسى أن الرياضة فيها جانب ترفيهي، وهذا الأمر غير موجود لدينا لا في كرة السلة ولا في الطائرة ولا في كرة اليد، والآن بدأنا نعمل مع اتحادات السلة الخليجية لتنظيم دوري ممتاز بين اتحادات السلة بحيث يشترك فيه ثلاثة فرق من كل دولة أو فريقين على أن يتراوح عدد الفرق المشتركة ما بين 12 - 18 فريقاً لمدة سبعة أشهر، وأن تتم اللقاءات داخل ملاعب حديثة ومطورة، تتوفر فيها المقومات الأساسية مثل طريقة التصوير بحيث تكون عدد الكاميرات في حدود (3) كاميرات إلى (6) كاميرات تغطي جميع الزوايا وأن تكون طريقة النقل مختلفة، وكذلك طريقة البث، إضافة إلى تخطيط الأراضي وأن يتوفر الجانب الترفيهي الذي يساعد على جذب المشاهدين للدخول في الملاعب فإذا استطعنا اجتذاب الجماهير فلا شك أننا سنستطيع اجتذاب الشركات الاستثمارية في مجال الرياضة الجماعية وسنبدأ بكرة السلة، أما بالنسبة للرياضات الفردية فسنعمل بنفس النظام، وسيكون هناك تسليط ضوء على الأشخاص واللاعبين وتوقيع عقود بين اللجنة الأولمبية واللاعبين بحيث تتم رعايتهم كما يتم في أميركا وأن يكون لكل لاعب مدير أعمال وربطه بشركات التسويق وقنوات البث، وتوفير لقاءات تلفزيونية وربطه بعلاقات تجارية حتى يتم استغلال اسم اللاعب في المنتجات والصناعات التجارية وهذا كله يقوم على هدفنا الأساسي وهو بناء اقتصاد رياضي وهذا جزء من استراتيجية اللجنة الأولمبية.
نجوم غادروا الوطن!
وتساءل الزميل أسامة النعيمة قائلا: سؤالي موجه للمهندس حسام بخصوص حديثه عن المدير التنفيذي في الاتحادات، ألا ترى أنه قد يتسبب في حدوث تصادم مع الأعضاء المتعاونين الموجودين، ومن ثم يسقط عمل الاتحادات وبالتالي يؤثر على عمل اللجنة الأولمبية؟ كما تساءل عن النجوم الذين نراهم سرعان ما يغادرون ملاعبنا ويتجهون إلى تدريب منتخبات في دول شقيقة، فكيف تم استقطاب هؤلاء بدون أن تستفيد منهم ملاعبنا؟
وأجاب م. حسام القرشي: فيما يتعلق بالمديرين التنفيذيين فإنني استطيع أن أجيبك بكل ثقة أن ما يشاع أن المديرين التنفيذيين دائماً تكون مرجعيتهم للجنة الأولمبية، فهذا كلام غير صحيح، إن مرجعية المدير التنفيذي هو رئيس مجلس إدارة الاتحاد لأن العمل لدينا هو عمل مؤسسي وليس عمل أشخاص أو أفراد إن دور مجلس إدارة في أي منظومة تجارية، أو حكومية، ربحية أو غير ربحية هو وضع الأهداف، وتعيين الكوادر الإدارية التنفيذية القوية المناسبة التي تستطيع تحقيق الأهداف، ومتابعة سير الأهداف، إذاً هذا هو دور أي مجلس إدارة في كل منظومة من المنظومات وهو مفهوم متعارف عليه عالمياً..
إن المدير التنفيذي لا يمكن أن يتعارض دوره مع رئيس مجلس الإدارة إلا في الدور الحالي، وهذا الدور الحالي يكون المدير التنفيذي رئيس وفد، وعضو إدارة نجده يشرف على الحكام أو يشرف على لجنة المنتخبات أو يشرف على إدارة أخرى، وبالتالي نجد تداخلاً في الأدوار التنفيذية مع الأدوار الإدارية، فمثل هذا الوضع لا يمكن أن يتسم بالاستمرارية والعمل المؤسسي، لأنك حينما تغير رئيس مجلس الإدارة في نهاية الدورة الأولمبية سينهار الاتحاد، لأنك أوجدت وسطاً يعتمد على الأفراد وتضطر تنقلهم داخل الاتحاد من مرحلة إلى مرحلة أخرى وهذا الأمر ليس مقبولاً، لذا المدير التنفيذي يعمل ضمن لوائح معتمدة ويجب أن نعلم أن المدير التنفيذي ليس له دور فني، دوره هو الإشراف على الموارد المالية، والإدارية، والتحقق من تنفيذ الأهداف التي وضعها مجلس الإدارة، ومعه في فريق عمله منصب جديد بمسمى مدير الأداء الرياضي، وهذا المدير موجود في جميع الاتحادات الرياضية.
أما فيما يتعلق بالنجوم المغادرين فإن ذلك يعد غصة في نفوسنا أن نرى لاعباً، أو مدرباً يخرج من المملكة لأن الوسط الرياضي لم يحتضنه لهذا فإننا نسعى خلال الفترة المقبلة أن نستقطب نجومنا الرياضيين الذين غادروا المملكة، كذلك المدربين ونستعيدهم لأن بلدنا أولى بهم وسنوفر لهم البيئة الرياضية الملائمة التي تشجعهم للبقاء في المملكة ويبذلون كل ما بوسعهم لتطوير الألعاب الرياضية داخل الوطن.
الألعاب الفردية
وطرح الزميل خالد غادن: سؤال للمهندس حسام، من الملاحظ في الألعاب الأولمبية أن الصين تأتي دائماً إما في المرتبة الأولى أو الثانية، ولكنها هذا العام تراجعت إلى المرتبة الثالثة، و90٪ من الميداليات الصينية في الألعاب الفردية فلماذا لا يكون لدينا تركيز على الألعاب الفردية؟ وهل قامت اللجنة الأولمبية بعمل دراسة لتحديد ما يمكن التركيز عليه في الألعاب الأولمبية الفردية والجماعية؟ كما تساءل الاهتمام باللعبة في كل منطقة تشتهر بها؟
وعلق م. حسام القرشي: بالنسبة لسؤالك عن الألعاب الفردية فإن أهم اتحاد يحصل على أعلى نسبة من الدعم من الهيئة العامة للرياضة هو الاتحاد العام لألعاب القوى إضافة إلى ذلك نحن قمنا بحصر الألعاب الفردية من أجل المشاركة في باكو في الألعاب الإسلامية، وبعدها في أندونيسيا في (الأسياد) وفي الصين (2022م) حصرنا كل الألعاب الفردية من أجل التركير عليها حتى نحقق أكبر قدر ممكن من الميداليات إذ ليس من الممكن المشاركة في جميع الألعاب، فمثلاً الدراجات هي رياضة تحتاج إلى مضمار وليس لدينا مضمار، وتحتاج كذلك إلى وقت، ومثل الجمباز، من الرياضات التي فيها عدد كبير من الميداليات، ولكن أغلب الذين يبرزون في رياضة الجمباز النساء، وهناك ألعاب أخرى مثل الألعاب القتالية مثل الكاراتيه فيها (5) أوزان، والتايكوندو فيها كذلك عدة أوزان والجودو، وبدأنا نشارك به حيث مثلها أحد اللاعبين، وسنرسله إلى فرنسا حتى يتدرب خلال الأربع سنوات المقبلة ليشارك في طوكيو كذلك لدينا رياضة السباحة، حيث لدينا ما يزيد على 23 حوض سباحة أولمبياً يمكن أن يحتضن آلاف السباحين، ولكن للأسف لا تجد هذه المسابح الاهتمام اللازم لتتحول الممارسة إلى احتراف.
صناعة البطل تحتاج لرؤية وخطط وتمويل وبنية تحتية
تحدث عبداللطيف الهريش عن واقع الهيئة العامة للرياضة والدور الذي تقوم به وسبل صناعة الأبطال، وقال إن دور الهيئة العامة للرياضة من المفترض أن يكون منظماً ومراقباً، وأن الإشراف على الجوانب الفنية ينبغي أن يكون من قبل اللجنة الأولمبية بحكم الإمكانات التي تتاح لها من أجل صناعة بطل، حيث نعتقد أن صناعة البطل لدينا أمر سهل ولكن على المستوى العالمي فصناعة البطل يُعد صعباً، مبيناً أنه من السهل أن نصنع مشاركين في البطولات، ولكن من الصعوبة بمكان أن تصنع بطلاً؛ لأن صناعة البطل تحتاج إلى رؤية وأهداف استراتيجية ومخرجات ومدخلات وتمويل وسياسات وبنية تحتية وموارد بشرية.
نترقب قرار تفريغ اللاعبين ورفع قيمة الميدالية العالمية لمليون ونصف المليون ريال
طرح الزميل سعد الرويس السؤال التالي: كيف تستطيع اللجنة الأولمبية التعامل بشكل مباشر مع شريحة كبيرة من المتعاونين أو الهواة بشكل جيد؟ حيث نجد أن معظم أعضاء مجلس الإدارة في الأندية هواة، واللاعبين والمدربين، وهل ضمن استراتيجية اللجنة برنامج محفز للأبطال ؟
وعلق م. حسام القرشي: من خلال الخطة الأساسية التي وضعناها في المجلس الاقتصادي اقترحنا ذهب (22) وويضم 4 محاور أساسية: أولا تفريغ اللاعبين، وبتوجيه من مجلس الوزراء عقدنا عدة جلسات مع جميع الوزارات المعنية في هيئة الخبراء لإعادة صياغة قرار التفرغ السابق وضم الاجتماع مندوبين من وزارات التعليم والدفاع، والعمل، والتجارة، وكان الهدف وضع فكرة التفريغ للطالب سواء الطالب الجامعي أو الطالب الذي يدرس في مدرسة كذلك التفرغ العسكري وتفرغ القطاع الخاص وتفرغ القطاع الحكومي وقد استطعنا أن نصل إلى صيغة تم اعتمادها بالاجتماع ورفعت المسودة إلى مجلس الوزراء استعداداً لاعتمادها، وإن شاء الله ستكون من أهم القرارات في تاريخ الرياضة السعودية حيث ستصل مدة التفرغ السنوي إلى ما يقارب 350 يوماً في السنة وهذا لا علاقة له بالجانب المادي ولا بالجانب الاقتصادي، وإنما هو جانب يضمن للاعب الابتعاد عن عمله أو دراسته مع استمراره في عمله ودراسته بحيث توفر له وزارة التعليم عن بعد أو بوسيلة أخرى أكثر مرونة ونحن ما زلنا في طور الانتظار، وطلبنا مضاعفة ميزانية الاتحادات الرياضية، لأن ما يتم استثماره رياضياً في المملكة هو الأقل على مستوى دول الخليج ولا ترقى إلى ما هو مطلوب، كما طلبنا مضاعفة الميزانية حتى نستطيع أن نعيّن مديرين تنفيذيين، واستقطاب مديرين للأداء الرياضي، اما العنصر الثالث في ذهب (22) هو وضع حافز للميداليات التي يحققها اللاعب وهو يتراوح ما بين 800 ألف ريال للميدالية الذهبية في البطولة الدورية التي يحققها اللاعب إلى مليون ونصف المليون ريال في الأولمبياد العالمية، ومليون وثلاثمائة ألف ريال للألعاب الآسيوية (الميدالية الذهبية)، ولم يتم اعتمادها إلى الآن، ولدينا مساران نعمل عليهما الأول أن يعتمد هذه المبادرات حتى ننفذ وننجز نظاماً رياضياً على أعلى مستوى ينافس على المستوى العالمي، أو سيكون هناك إعادة اولويات بحيث نضمن صرف الميزانية الحالية بالشكل السليم، ونضمن المتابعة المستمرة للاعبين، وللاتحادات الرياضية، وأن يكون التمويل مرتبطا بالنتائج.
تكاليف المشاركة السعودية في أولمبياد البرازيل 12.7 مليون ريال..!
في سؤال عن إنجازات اللجنة الأولمبية مقارنة بمايصرف، قال م.حسام القرشي: إن تكلفة الأولمبياد التي شاركنا فيها في لندن قاربت (50) مليون ريال، وتكلفة ريو دي جانيرو في البرازيل التي اعتمدت من وزارة المالية (17.5) مليون ريال، والمبالغ التي صرفناها في ريو (12.7) مليون ريال، أي ما يقارب من (25%) من المبالغ التي صرفت في أولمبياد لندن، وهذا المبلغ يشمل تكاليف كافة التزامات المشاركة في أولمبياد ريو في البرازيل من حيث السكن والمشاركة والتدريب والفريق الفني وفريق العلاقات الدولية، إضافةً إلى أعضاء الوفد، وهذا يعتبر من أرخص المشاركات في تاريخ المملكة؛ لأننا أرسلنا في هذا الوفد من نحتاج إليه أن يكون ضمن أعضاء الوفد، ولم نعتمد مبدأ الوفرة نهائياً، فحتى حجز الغرف تم بشكل دقيق، مشيراً إلى أن من المشكلات التي عرضناها في المجلس الاقتصادي أن الهدر المالي من أكبر المعضلات التي نواجهها في اللجنة الأولمبية.
ما المطلوب؟
عبداللطيف الهريش:
-النهوض بالرياضة ليس عمل جهة واحدة، وإنما هو عمل تكاملي مع الربط بين جهود الهيئة وبين جهود الجهات الحكومية الأخرى بالشراكة المستمرة حيث اعتبرها عاملاً من عوامل النجاح، وخير مثال على ذلك هو استثمار البنى التحتية الموجودة في الأجهزة الأخرى حيث ان نسبة التشغيل لهذه المنشآت متدنية جداً، ولكن عندما يتم فتح المجال من خلال علاقة تكاملية بين الهيئة العامة واللجنة الأولمبية فإن ساعات التدريب ستزيد ونسبه عدد المشاركين ستزداد.
* كما يجب تذليل الفجوة ما بين الممارسة المجتمعية وصناعة بطل وأن نضع في المقام الأول الاهتمام بالممارسة المجتمعية لما في ذلك من تحقيق أهداف عديدة من ضمنها التأثير على فاتورة الصرف على الصحة العامة واكتشاف الموهبة، والمطلوب كذلك الاهتمام بعملية التمويل من أجل أن نضمن الاستدامة المالية حتى نستطيع التعامل مع الواقع الحالي وعلى المدى الطويل دون أن يؤثر على الخطط المستقبلية، والمهم في عملية النهوض بالرياضة لدينا هو الاهتمام القوي بالقاعدة، وأن تكون لدينا مشروعات كبيرة تساعد على رعاية الموهوب حتى يستطيع أن يحقق لنا منجزاً رياضياً على المستوى العالمي.
م. حسام القرشي:
-المطلوب هو الاستغلال الأمثل للمنشآت الرياضية التي أنشأتها الدولة لأن كثيراً من المنشآت معطلة وغير مستفاد منها بالشكل الأمثل، ونحتاج كذلك إلى تكامل حقيقي بيننا وبين القطاع التعليمي المدرسي والجامعي، ونأمل أن تتم الموافقة على تفريغ اللاعبين حيث سيكون من أهم القرارات الرياضية.
د. خالد الخريجي:
-نحتاج للتخطيط والعمل الاستراتيجي ومزيد من التكاتف والتعاون من جميع الجهات سواء كانت جهات حكومية أو جهات أهلية لتحقيق الأهداف، والعلاج يكمن في الرجوع إلى القاعدة الأساسية العريضة وهي المدرسة لما تضم من منشآت وكوادر ومنسوبيها من طلاب ومعلمين، وخلق بيئة مشجعه لممارسة النشاط البدني بدءا من المدرسة، وهذا مايسعى له اتحاد الرياضة المدرسية بالتعاون مع وزارة التعليم.
هادي صوعان:
* المطلوب من الجانب الإعلامي التركيز على حث الأجيال وترغيبهم في عملية المداومة على ممارسة الرياضة حيث هناك قصور كبير لدى السعوديين في ممارسة الرياضة، فالأصل في الرياضة هو الحدث، ولكن للأسف الإعلام تائه بين الحدث والقضية، وأصبح التوجه إلى الرياضة كقضية وليست كحدث إذ نجد أن المتعة في الرياضة نجدها في أحداثها وليست في قضاياها، ولا شك أن الإعلام هو شريك فعلي بالنسبة لنا في تأدية رسالتنا، وفي مبادراتنا، خاصة فيما يتعلق بالرياضة المجتمعية، ودوره كبير.
مضاعفة الأنشطة وتخفيض التكاليف
أوضح م.حسام القرشي أن الإنجازات التي سيتم تحقيقها لن تحصل بين عام أو عامين، وهذا شيء مستحيل، وخير مثال على ذلك بريطانيا التي مرت بمثل تجاربنا منذ عام 1992م، حيث بدأوا في التغيير الذي مررنا به بنفس المراحل وبنفس التحديات ولذلك استطاعوا الآن أن يحققوا أفضل النتائج والميداليات في تاريخ الرياضة البريطانية من خلال مشاركتهم في أولمبياد الريو في البرازيل، مضيفاً: سأذكر لكم بعض الأشياء التي قمنا بها ولابد من نشرها وهو أن عدد المشاركات في الأنشطة عام 2016م مقارنة بعام 2015م إلى شهر أغسطس والتي قامت بها الاتحادات الرياضية هي (600) نشاط تتراوح ما بين معسكرات وبطولات وتمثيل، وأصبح هناك إشراف مباشر على أدائها ومتطلباتها، وخططها وصلت إلى (1041) نشاطاً، ولم نكمل نصف العام نرى من هذا الرقم أن النشاط قد تضاعف، مبيناً أن الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية من المعلومة السابقة هو متوسط تكلفة اللاعب اليومية في المعسكرات انخفضت من (544) دولاراً إلى (303) دولارات في اليوم الواحد، ومتوسط تكلفة اللاعب في البطولات المجمعة نزلت من (815) دولاراً إلى (408) دولارات بمعدل النصف، إذاً بمجرد قيامنا بمراقبة البطولات استطعنا أن نضاعف من الأنشطة الرياضية، وأنه من الطبيعي أنه كلما زادت الممارسات الرياضية وزاد الاحتكاك والدخول في المناسبات والمشاركات الرياضية زادت التقوية وارتفع مستوى المنتجات المشاركة، حيث أصبحنا نرى بعض الإنجازات بالرغم أنها صغيرة ولكنها واضحة، وقد قمنا بتعيين أشخاص للقيام بوظيفة المدير التنفيذي.
إصلاح الخلل وإيقاف الهدر المالي..!
أكد م. حسام القرشي ان الأرقام التي ذكرها تظهر حجم الخلل على أرض الواقع وكمية الاصلاح المطلوب أن تتم والتي بدأنا فيها منذ فترة، وقد حاول الأمير عبدالله بن مساعد والذين سبقوه للإصلاح ووضعوا جهوداً جبارة وحثيثة ولكن يبدو أن الأولويات لم توضع بالشكل السليم، لهذا آثرت المنظومة الرياضية أن تستثمر في اللجنة الأولمبية أولاً باعتبارها ثاني سلطة رياضية ومن ثم تبدأ في تطوير الناحية الفنية ووقف الهدر المالي؛ لأننا عندما نوقف الهدر المالي نستطيع أن نعيد جدولته ونعيد بثه في الأماكن الصحيحة، مشيراً إلى أنه في المرحلة المقبلة من إعادة الهيكلة التي تشمل الاتحادات الرياضية فنحن نكون قد مررنا بمرحلة مهمة في اللجنة الأولمبية ولكن أهم مرحلة يمكن أن يكون فيها واقع ملموس ونتائج ظاهرة ستكون في الاتحادات الرياضية وليس فقط في اللجنة.
الوفد السعودي المشارك في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016
المملكة شاركت بأحد عشر رياضياً بينهم أربع سيدات في الأولمبياد
المشاركون في الندوة
عبداللطيف الهريش وكيل الرئيس العام لشؤون الرياضة بالهيئة العامة للرياضة
م. حسام القرشي الرئيس التنفيذي للجنة الأولمبية السعودية
د. خالد الخريجي الأمين العام للاتحاد السعودي للرياضة المدرسية
هادي صوعان العداء الأولمبي السعودي
حضور الرياض
محمد الغنيم
فياض الشمري
صالح الحماد
أسامة النعيمة
سعد الرويس
محمد الشاهين
عماد الصايغ
خالد غادن
سلطان السيف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.