شهدت مباراة الشباب واليمامة (الرياض حاليًا) في دوري المنطقة الوسطى لموسم 1393ه التي انتهت لمصلحة الشباب بهدف أحرزه لاعبه خالد الفوزان، خشونة متبادلة بين بعض أفراد الفريقين، وتباينا في قرارات حكم الساحة الدولي عبدالرحمن الدهام ومساعده منيع الخليوي، ثم نجم على إثره عراك بين اثنين من اللاعبين؛ حيث أنذرهما الدهام في المرة الأولى، وتكرر العراك بينهما ليخرجهما الحكم بالبطاقة الحمراء، وهو ما ساهم في زيادة درجة التوتر لدى لاعبين آخرين. كما شهدت هذه المباراة موقفا هو الأول من نوعه، عندما دخل رجل الشرطة ملعب الصائغ وأمسك بلاعب اليمامة الصانع، وأصر على اصطحابه معه، رغم أن حكم المباراة وهو سيد الملعب لم يستعن به! «دنيا الرياضة» التي كان يعدها آنذاك الأستاذ محمد الجحلان «رحمه الله» والأستاذ محمد الوعيل غطت أحداث تلك المباراة، ونشرتها في عدد الرياض رقم (2600) بتاريخ السبت 21/ 11/ 1393ه الموافق 15/ 12/ 1973م تحت عنوان: (كيف ضاع هدف التعادل اليمامي في مباراة المستوى المتردي والخشونة المتعمدة أمام الشباب؟) وجاء فيه: لم أتألم في مباراة كمباراة يوم الخميس، ولم أرث للمستوى الرياضي والتخوف من مضاعفات للاعبي الأندية كما حصل في تلك المباراة، اعذروني يا سادة، هل أقول لكم إن خالد سرور كان نجما ذكيا في تحركاته، وأن المستقبل في انتظاره كلاعب موهوب يملك من المهارات الفردية ما لا يملكه من التصرف في الكرة سنوات طويلة، أم أقول لكم إن الجعيد استطاع أن يزحزح مكانة مبارك الناصر الذي تغيب عن المباراة؟ لا أستطيع أن أقول أكثر من هذا، ولذا فسأجد نفسي كثيرا لأقول لكم: أيها الأحبة، إن لقاء الخميس موزع إلى ثلاثة أطراف، الطرف الأول: هو الفريق اليمامي الذي أخرج من لاعبيه خلال هذا العام من سبع مباريات ثلاثة من أبرز نجومه، قلت في تحليل الخميس إن الفريق اليمامي غريب جدا بالنسبة للاعبيه، الذين هم "كالتيرمومتر" لا يقرر على مستوى معين باستثناء الجعيد فقط. فقد كان الفريق في الشوط الأول معرضا لالتهام هزيمة نكراء، ولكن سلبية هجوم الشباب كانت رحمة للفريق اليمامي. وفي الشوط الثاني، افتتحه اليماميون وهم الطرف الأفضل رغم الأخطاء السلبية في خط الهجوم، إلا أن إصرار الفريق كان المحور الأول في مواصلة ضغطه على الشباب؛ حيث كان الجعيد الممول الأول للهجوم بالكرات السهلة، التي كانت تفتقر إلى هجوم ينتهز تلك الفرص المهدرة، إلا أنني أكتفي لأورد علامة استفهام حائرة، لماذا ينفرد الفريق اليمامي بطرد اللاعبين، والطرف الثاني هو الشباب الذي لعب شوطا كان فيه جيد الانسجام، حانت أمامه فرص التفوق في الشوط الأول، وحسم النتيجة في وقت مبكر، إلا أنه لم يستغل فرصه وبقي خالد سرور النجم الأول للفريق يشاركه في التألق فهد السويدان، وقد كنت أتوقع من خلال أداء الشباب في هذا الشوط أن يبرز في الشوط الثاني، وهو أكثر تأهيلا للسيطرة، للملاحظة أبرز النقاط التي يستطيع أن ينفذ منها إلى مرمى طارق التميمي، إلا أن برود خالد الفوزان كتم محاولات الدرجاني وخالد سرور. وفي الشوط الثاني، ظهر الشباب وكأنه يطلب الاستسلام والتعادل، إضافة إلى مساندة مدربه في تغييره الخاطئ حينما أخرج سيف، الذي لا أجد أي مبرر في إشراكه، ولعب سليمان المبيريك بدلا له، وكان الأولى أن يلعب بجانب خالد سرور كمساعد هجوم، ويلعب الفوزان بجانب السويدان، فمرضي الجناح الأيمن كان يشارك الدرجاني في سحب الكرات لساعدي الهجوم، وقد استطاع في الشوط الأول إرهاق ظهير اليمامة الأيمن، ولكن فعاليته انتهت بإرجاعه إلى الوسط. كعلامة استفهام في الأفق الرياضي، فمن المعروف أن المباراة تتكون من طرفين، الأول: الفريقان والثاني الحكم، ومن هذا ندرك أن التحكيم له أثر بارز في نجاح أو إخفاق مستوى المباراة، ومعاذ الله أن أشك في نزاهة الدهام أو غيره من حكامنا، ثم إن حكمًا مواطنًا أفضل عندي من ألف حكم آخر، ويكفي أن نشيد بأنفسنا ونحن نرى ثلاثة من حكامنا يحملون شارة الفيفا: الكعكي والموزان والدهام. والحديث عن الكرة والتحكيم طويل ومتشعب، ومما يدعو إلى الاطمئنان هو أننا لو عدنا بالذاكرة إلى الماضي لوجدنا أن مباراة البطولة التي كانت تقام على ملعب الصائغ، فحضور هذه المباريات من الجماهير نجد أن الملعب يلتهمها باستيعاب دور مضايقة ولكن: اليوم لا يستطيع بعد أن شاخ بسبب تضاعف الجماهير، فمباراة في الدوري نفسه عن استيعاب جمهور الوسطى وحده، ويكفينا دليلا على ذلك مباريات الهلال والنصر، أرجو ألا يشطح بي هذا التقديم عن الهدف الذي أود التحدث عنه وهو التحكيم، كما قلت آنفا إنني لا أشك إطلاقا في نزاهة أي حكم، ولكن هناك ملاحظات أوردها اجتهادا فقط في سبيل أن يكون حكامنا على المستوى الذي نوده. كانت بداية المباراة تسير على نحو طبيعي مع الذي يقول إن هدف الشباب مشكوك فيه، ذلك أنني كنت قريبا جدا من الملعب، فسليمان اليحيى عندما لعب الكرة، واصطدمت بخالد سرور لتجد خالد الفوزان ينهي الكرة داخل المرمى وهو الهدف اليتيم. هذا الهدف لا غبار عليه، والسبب أن أبو سبعة كان أقرب إلى المرمى من خالد الفوزان بشكل واضح، ومن هنا فإن هدف الشباب أعتبره صحيحا 100%. ولكن في هذا العرض أورد ملاحظة في الملعب فقد ترك الباقي للجماهير تحكم عليه، وسأكتفي بنقل ما حصل دون تعليق، أولا الهدف اليمامي الضائع رفع منيع الخليوي الراية على أساس أنها "هانز" على مهاجم اليمامة، ثم أنزل الراية، ولعبت الكرة أكثر من ثلاث مرات وعندما سجلها سليمان اليحيى هدفا رفع الراية منيع مرة ثانية. وللملاحظة فقد كان الدهام وهو حكم الساحة أقرب بكثير إلى الكرة من غيره. ثانيا عندما حصل عراك بين الدرجاني ولاعب اليمامة واتضح اشتباكهما ولا يدري من البادي اكتفى الدهام بإنذارهما فقط وبعدما حصل العراك مرة ثانية أخرجهما. وهنا لي ملاحظة وهو أن الدهام لو حسم الموضوع بإخراج الدرجاني واللاعب اليمامي لانتهت المشكلة عند هذا الحد، ولكن توجيهه للإنذار فقط أعطى البقية فرصة العودة للعراك. ثالثا في العراك الثاني الذي حصل انطلق عبدالرحمن إبراهيم ليشاغب ويضارب ،ولولا تدخل حارس الشباب عبدالله بن الشيخ وخالد سرور لتضاعف الأمر، ولكن زملاء عبدالرحمن إبراهيم استطاعوا إيفاقه بصعوبة واستمر عبدالرحمن إبراهيم ليكمل المباراة، أما الملاحظة التي أود التعليق عليها بالنسبة للتحكيم، سواء كان في المباراة الماضية أو غيرها هي: أن التلاعب من قبل اللاعبين يجب حسمه من البداية، فالرياضة أولا إخاء قبل كونها هزيمة أو فوزا، ويجب الضرب بيد من حديد على كل متلاعب بالمسؤولية، ولست أدري ما الذي حدا بعبدالرحمن إلى هذه المشاغبة، ثم إن تدخل رجل الشرطة لا أجد له أي مبرر عندما دخل الملعب وأمسك بالصانع وأصر على اصطحابه معه، علما أن الحكم هو سيد الملعب لم يستعن به، وهذه أول مرة أشاهد فيها رجل أمن يتدخل بهذا الشكل، هنا أقول للإخوة القراء أرجو العفو فلا أستطيع أكثر من أن أعرض ما حصل دون تعليق تاركا الباقي للمشاهد والمراقب، وإنما أقول إنني لم أتألم في مباراة كهذه. ضوئية لتغطية "دنيا الرياضة" مباراة الشباب واليمامة (21/ 11/ 1393ه) فريق اليمامة (الرياض حاليا) 1393ه عبدالرحمن الدهام أدار المباراة