محمد سعد العبدلي نجم مضيء في تاريخ المنتخب السعودي ونادي النصر ومهاجم كبير وهداف من طراز نادر أحرز 150 هدفاً في مسيرته الكروية وارتبط اسمه بأولى بطولات ناديه في عصره الذهبي في عصره الذهبي الذي بدأ العام 1393ه. هذا النجم السابق يعاني اليوم من متاعب صحية يلازم على إثرها السرير الابيض بمستشفى الحرس الوطني، إذ أصيب بجلطة دماغية نقل على إثرها إلى مستشفى الحرس الوطني الاثنين الماضي وسط دعوات الوسط الرياضي له بالشفاء العاجل. «دنيا الرياضة» سبق أن أشادت بكفاءة هذا النجم الكبير قبل 48 عاماً حين غطت مباراة دورية جمعت النصر والشباب، وكان محمد سعد نجمها الأول وكتبت في تعليقها الذي نشرته يوم 27/10/1392ه تحت عنوان (محمد سعد ينهي مباراة الثأر بفوز فريقه ب1/0) بقلم الزميل الأستاذ محمد الجحلان -رحمه الله-: رغم كل العوامل التي تشير إلى أن مباراة الأمس بين الشباب والنصر ستظهر بصورة عكس ما كانت عليه نظرا لتقارب النقاط والحافز في خطف نقطتي المباراة لتصدر اندية الوسطى وتحقيق البطولة إلا أن هذه العوامل تلاشت تحت تأثير الفردية التي لازمت معظم اللاعبين حيث كان طابع المباراة رتيبا خاليا من الإثارة والتشويق إلا في حالات نادرة كان بها محمد سعد يحاول تعزيز هدفه والبريك في محاولة التعادل ولذا رأينا النصر يحقق هدفه الوحيد في الدقائق الأولى من المباراة لتنتهي النتيجة على هذا الهدف اليتيم ويبدو أن ضعف وسط الفريقين كان عاملا مباشرا في تقليص خطورة الهجوم وتقليل نسبة الأهداف. الفردية هزمت الشباب ولو أخذنا الشباب كطرف مهزوم وحاولنا تعليل هزيمته هذه لوجدناها تكمن في شيء واحد فقط هي الفردية التي لازمت معظم لاعبيه في شوط المباراة على وجه التحديد ولوجدنا فارقا كبيرا بين عطاء الشباب بهذا الشوط والشوط الثاني حيث كان في الأول يلعب بأسلوب فردي افتقدت معه جماعية الشباب المعروفة تحت هذا التأثير الذي قاده الى الهزيمة وإن كان الهجوم وحده الذي يتحمل الهزيمة لأن الشوط الاول خلى من أي خطورة او تفاهم بين ثلاثي المقدمة المتمثل في العميل وخالد سرور والبريك فنرى ان خالد معزول في جهة والبريك في جهة أخرى ونفس الشي بالنسبة للعميل إلى جانب برود الوسط، والذي كان يلعب كراته طائشة دون تركيز الى خط المقدمة وغالبا ما كانت طويلة لاستغلال سرعة خالد والبريك ثم ان التغيير الذي حصل في شوط المباراة الثاني لو أتى مبكرا لكان كفيلا بالقضاء على هذا الأسلوب الروتيني الذي لازم لاعبي الشباب طيلة شوط كامل رغم تكتل ثلاثة من اللاعبين في هذه المنطقة إلا أن هؤلاء لم يعملوا شيئا واستطاع الثنائي سعد الجوهر والصفيان القضاء عليه وإلغاء فعاليته. خالد سرور أضاع فرصة التعادل وإذا كان هجوم الشباب يعتمد والى حد كبير على خالد سرور فإن خالد لم يعمل شيئا وإن كانت الكرات التي تصله نادرة بسبب ضعف الوسط كما ذكرنا، ولن كنت أحمله مسؤولية السلبية مع زميليه العميل والبريك مما أدى إلى الحد من خطورة هذا الثالث الذي تكتمل فيه مميزات الهجوم الناجح لو عمد إلى الجماعية والتعاون مما ادى الى مساعدة دفاع النصر في تلاحمه وانهاء جميع الكرات التي كانت تصل الى الهجوم دون الاستفادة منها حيث لاحظنا من قله الهجمات على المرمى النصراوي ولم نرى أي طلعة خطيرة باستثناء الكرة التي اضاعها خالد سرور عندما حاور البريك دفاع النصر ومرر الكرة لزميله خالد ليواجه المرمى المكشوف ومن ثم يضيعها كأثمن فرصه ستكون حصيلتها التعادل لأن هذه الفرصة أتت بعد هدف النصر مباشرة مما يرفع معنويات زملائه. وقد اعتمد دفاع النصر على مراقبة سرور وتكتيفه ومع هذا ظل خالد مكتفا ولم يحاول تغيير مركزه مع زميليه ليخفف مراقبته اما الدفاع الشبابي فلم يكن بالمستوى الذي كان عليه في المباريات السابقة وخاصة لاعبه الصومالي الذي لعب ظهيرا ايمن مما اوجد ثغرة في متوسط الدفاع والذي تحمله تحسين بمفرده ولو ان المدرب عمد الى وضع الصومالي بجانب تحسين لقفل هذه المنطقة خاصة وان النصر اعتمد والى حد كبير في جميع كراته على التمريرات الطويلة لاستغلال سرعة محمد سعد الذي استطاع ان يفلت مرات عديدة من مراقبة المطيري واستطاع ايضا ان يسجل هدف فريقه الوحيد من كرة حاور بها سعد الجوهر ليلعبها طويلة يستغلها محمد سعد وساعده بذلك تردد الحارس ابن الشيخ في الخروج لاستقبال الكرة وقد برز ابو حيدر كأحسن لاعب في فريقه واستطاع حماية مرمى جوهر وان كان وسط النصر دور فعال في هذا الشوط حيث بدا سعد الجوهر اكثر حيوية ونشاط من شوط المباراة الثاني ورغم تكتل الوسط الشبابي بثلاثة لاعبين إلا أن هذا لم يجد امام تألق وسط النصر أي جدوى بهذا الشوط وكان لحيوية محمد سعد اثر في محاولة فتح الثغرات في دفاع الشباب إلا أن تراجع خالد التركي لمساندة الوسط اضاع كثيرا من الفرص التي كانت تأتي من الكرات العكسية التي كانت يلعبها الدنيني حينا ومحمد سعد حينا اخر. أما في الشوط الثاني فقد ظهر الشباب أكثر تركيزا وتهدئة لكرة منه في الشوط الاول وقد عمد مدربه ابو رجيله الى تغيير طريقته في الشوط الثاني فلعب ب 4-2-4 ليخرج داوود لاعب الوسط، ويلعب المطيري جناح ايسر، وقد إفادته هذه الطريقة في السيطرة على الكرة بمعظم فترات هذا الشوط، ولكن هجوم الشباب بعد تكتيف خالد سرور كان بحاجة الى لاعب لكي ينهي هجماته المتعددة وان كنت لا أجد مبرر لخروج العميل، وقد حاول الشباب أن يحقق التعادل لكن ضعف وسطه خانة، مما أدى إلى رجوع الهجوم بمحاولة لسحب الكرات الى ساعدي الهجوم ثم إن المطيري جناح الشباب الأيسر لم تكن فعاليته بذات حد يذكر رغم تهيئ الكثير من الفرص أمامه الدرجاني نفس الشيء فبعد خروج العميل قلت الهجمات بعض الشيء لأن صالح قبل خروجه قد اربك ظهير النصر الايسر عيد الصغير واستطاع ان يفوت منه مرات. وقبل نهاية المباراة بربع ساعة أصيب لاعب النصر الكبير سعود العفتان (أبو حيدر) بجرح في رأسه أدى إلى خروجه من الملعب ليحل ابن صليح بديلا عنه، ولم يكتشف الأخير بسبب ندرة الهجمات الشبابية، والتي تأثرت بخروج العميل كما ذكرنا وبهذا يكون للنصر ست نقاط رفعت رصيده في تصدر اندية الوسطى. قاد التحكيم عبدالرحمن الموزان كحكم ساحة وفهد الدهمش وعبدالرحمن الوجيه رجلي خط. محمد سعد «الرابع من اليمين» وقوفا في صفوف النصر 1392ه «أرشيف/ منصور الدوس» العبدلي بشعار النصر 1396ه ضوئية لتغطية «دنيا الرياضة» مباراة النصر والشباب التي كان بطلها محمد سعد (27/10/1392ه)