النور محمد موسى "رحمه الله" مهاجم دولي عملاق قوي البنية، كان له حضور بطولي مع الاتحاد في ثمانينيات القرن الهجري الماضي بجانب الأسطورة الاتحادية سعيد غراب، وأسهم النور في تحقيق العميد كأسي الملك وولي العهد معا عام 1383ه، ثم عاد وترك بصمة ذهبية تاريخية في نهائي كأس الملك موسم 1387ه بتسجيله أحد الأهداف الخمسة الاتحادية في مرمى فارس نجد في تلك المباراة. وفي مطلع التسعينيات الهجرية، حزم النور حقائبه واتجه إلى نادي الهلال عن طريق صديقه أسطورة الهلال مبارك عبدالكريم "شفاه الله"، وقدم له رئيس الهلال آنذاك الأمير عبدالله بن ناصر "رحمه الله" مبلغ 40 ألف ريال مقابل انتقاله. وأسهم النور في تحريك فاعلية هجوم الهلال بعد انتقاله إلى صفوفه، ومن بين تلك المباريات الرائعة له مع الزعيم مباراة الهلال والاتفاق في بداية الدور الثاني لموسم 1393ه التي حسمها النور بهدفين. وغطت "دنيا الرياضة" إبان إشراف الأستاذ محمد الجحلان "رحمه الله" والأستاذ محمد الوعيل عليها.. تلك المباراة في عدد الرياض رقم (2600) الصادر يوم السبت 21/ 11/ 1393ه الموافق 15/ 12/ 1973م تحت عنوان: (النور يبدد مخاوف الجمهور الهلالي بتسجيله لهدفي المباراة) كتبت: الجماهير التي توافدت على ملعب الصائغ يوم أمس لمشاهدة الهلال والاتفاق في بداية مباراتهما في الدور الثاني لم تكن تحمل في اعتبارها فيما أعتقد سوى نقطة واحدة لا غير، والنقطة التي تبلورت في أذهان الجماهير تدور حول محور واحد فقط، فالهزيمة أو الفوز لهما اعتبار آخر، كما أن نسبة الأهداف أو التحكم في تصيد الفرص لها نظرة أخرى، ولكن كليهما لم يدغدغ أذهان الجماهير.. الركيزة التي اعتمد عليها جمهور الهلال بالذات هي مشاهدة فريقه، وهو يعزف أجمل عروضه إضافة إلى اعتبار آخر يشترك في العامل الأول، وهو تألق الاتفاق في مبارياته الأخيرة، ما يوحي بأن الاتفاق اليوم غيره بالأمس. وقد استعرضت مباراة الهلال في تحليل الخميس، واضعا في اعتباري ذلك المستوى الذي تربع على قمته في أهليته للفوز في الدور الثاني. صحيح أن الهلال كسب .. وصحيح أيضا أن هجوم الهلال خطر للغاية، ولكن مباراة الهلال يوم أمس جعلتنا نتضايق كثيرا، خاصة أن الفريق لعب يوم الاثنين والخميس، والكل يتمنى مشاهدة الهلال في عزفه. ولا أعتقد أن هزيمة الهلال في مباراة الاثنين ذات أثر في مستواه يوم أمس؛ لأن الهلال لعب وقدم عرضا رياضيا مشرقا، جعل الجمهور يخرج من الملعب وهو لا يتكلم عن الفوز أو الهزيمة، ولكنه كان يشيد بالهلال وبقفزته. وأمس رأينا الفريق في تبلد وكسل تام، ولست أدري هل الهدف المبكر الذي سجله النور جعل الفريق يطمئن إلى الحد الذي يفرط به في تقديم العرض، أم أن الإعياء من خلال توالي مباريات الهلال هو المؤثر؟ وأجزم بأن دفاع الهلال يوم أمس لم يواجه في حياته خطأ كما حصل من عدم فعالية هجوم الاتفاق، وإلا لخرج الفريق مهزوما بلا شك، ولا أجد واحدا من الخمسة اللاعبين الذين تعاقبوا على مركز الظهر أقول إنه في المستوى المطلوب منه، بل إن جميع أفراد الدفاع في مستوى سيئ. واحد من هؤلاء قد أعطيه العذر لإصابته وهو بداح، الذي خرج متأثرا بها، ولعب مرزوق بديلا له؛ حيث لعب ظهيرا أيمن، ولعب الحبشي قلب دفاع. بداية، المباراة كانت بمنزلة جس نبض، خاصة من هجوم الهلال الذي تلمس النقاط الهشة للنفاذ منها، يجد أن مركز الظهيرين هما المرد الأول للغزو، إلا أن أنانية سلطان النصيب وتجميد ناجي من عدم تموينه بالكرات جعلا قلبي الدفاع في مستوى لم يكشف بشكل مناسب. على أن الوسط الهلالي الذي برز فيه سلطان مناحي كأفضل لاعب في الفريقين، لا أستطيع أن أحمله تردي المستوى لأسباب معروفة، وأبرزها أن الكرات التي كانت تصله من الدفاع معقدة، إلى جانب تركيز الاتفاق على وسط الملعب، حيث كنا نرى أن علي القلاف يتراجع دائما لمساعدة صالح خليفة والهويدي، إضافة إلى جناحي الفريق اللذين كانا يتراجعان دائما بحيث كان نقل الفريق الاتفاقي مركزا على حشد الوسط ما أثر بالطبع على الهجوم، فأدى إلى تقليص خطورته رغم ضعف دفاع الهلال، وأستطيع أن أحمل المدرب الاتفاقي المسؤولية، والسبب هو إصراره على هذا الأسلوب رغم ملاحظته لتخلخل الدفاع الهلالي، فلو عمد إلى الهجوم المباشر لاستغلال ارتباك دفاع الهلال فلا شك أنه سيخرج بنتيجة إيجابية. وبقي دفاع الاتفاق وحده يتحمل المباراة، أما الفريق الهلالي الذي تغير مستواه فقد التمس له العذر بسبب واحد وهو الإعياء من خلال توالي ثلاث مباريات في غضون تسعة أيام وجميعها قوية تتطلب جهدا مضاعفا، ولكن مهما بلغ هذا الإعياء فلا أتوقع أنه سيصل إلى هذا الحد. وقد أعجبني النور في تحركاته ورجوعه المتكرر لمساندة الوسط، ما جعل الهجوم الهلالي ذا فعالية بارزة في فك الضغط عن الدفاع مرارا بمساندة سلطان مناحي نجم مباراة الأمس، الذي ظل حتى نهاية المباراة يلعب بلياقة واحدة، ورغم تكتيل الاتفاق للوسط إلا أن سلطان استطاع فك هذا الحصار بمساندة الطعيمي أحيانا. ولدى الهلال الآن فرصة كبيرة للراحة ولتعويض هذا المستوى الذي ظهر به، إلى جانب أن المباراة المقبلة تعتبر أخف مباريات الهلال، ولكنه سيلعب بعدها مباريات قوية أمام الشباب واليمامة، ما يستلزم من لاعبي الهلال التأهب لهما حتى يستطيع السير نحو البطولة. قام بتحكيم المباراة الحكم الفيفا عبدالرحمن الموزان، وقد كان موفقا للغاية لمساعدة اليماني والوجيه، وقد كانا موفقين بالذات اليماني الذي كان جيدا في متابعة حالات التسلل. ضوئية لتغطية دنيا الرياضة مباراة الهلال والاتفاق (21/ 11/ 1393ه) النور «رحمه الله» بشعار الاتحاد قبل انتقاله إلى الهلال الحكم الدولي عبدالرحمن الموزان أدار اللقاء بنجاح سلطان مناحي «رحمه الله» من نجوم المباراة