تشهد المملكة كل يوم شيئاً جديداً يؤكد أنها قررت أن تتغير جزئياً وكلياً، لتصبح بلداً آخر، يشع بهجة وسعادة لجميع سكانه وزواره، وينشر الفرح في كل مكان، ومن لا يصدق عليه أن يوجد في العاصمة الرياض، اعتباراً من هذه الأيام ولمدة 70 يوماً قادمة، لأنه سيرى "رياضاً" غير التي يعرفها سابقاً، ولأنه سيىعيش أجواءً من المرح والسعادة، لن يخطر على باله أنه سيعيشها يوماً ما في العاصمة. فسكان الرياض بصفة خاصة، والمملكة على وجه العموم، يترقبون فعاليات موسم الرياض الترفيهية، وهي الأكبر والأضخم على مستوى البلاد، هكذا تقول هيئة الترفيه، التي على يبدو أنها استعدت لهذا الموسم منذ فترة طويلة، بشكل مختلف ومغاير. فرغم أن الهيئة تمارس عملها منذ فترة في مناطق المملكة كافة، وتعلن عن برامجها وفعالياتها الترفيهية، التي لا تخلو من انبهار ومفاجآت، إلا أن موسم الرياض الذي عانق سكانها وزوارها، يختلف عن أي مواسم أقيمت من قبل، ليس لسبب سوى أن هيئة الترفيه تراهن على هذا الموسم تحديداً، وعلى ما فيه من فعاليات فنية وثفافية ورياضية وترفيهية كثيرة جداً، جاءت من جميع أنحاء العالم، إلى قلب الرياض، لتنشر أجواءً من السعادة بين أكثر من 20 مليون شخص، من بينهم 4 ملايين هم أهالي الرياض. أستطيع التأكيد على أن "الترفيه" في المملكة صناعة ولدت عملاقة، حيث أثبت أنه قطاع اجتماعي واقتصادي مهم، يحمل الكثير من الفوائد للمواطنين والمقيمين والسياح، هذا القطاع يثبت جدواه يوماً بعد آخر، ويزداد الإقبال عليه من جميع فئات المجتمع السعودي، الذين يشعرون اليوم أن وطنهم مثالي، يوفر لهم كل ما يتمنونه ويحلمون به، وهو ما يؤكد أن الترفيه سيكون أحد مصادر الدخل الرئيسة للمملكة، خاصة بعد اكتمال مشروعاته وبنيته التحتية التي وعدت بها الرؤية. وموسم الرياض بهذه الصورة، وهذه الآلية التي أعلنت عنها هيئة الترفيه، يؤكد أن ما شهدناه من برامج ترفيهية في السابق، ما هو إلا بداية متواضعة أو لنقل "خجولة"، لما سوف نشهده في موسم الرياض، الذي قرر - على ما يبدو - أن يضيء سماء الرياض، بكل ما هو مسلٍّ وممتع ومفيد لسكان العاصمة وزوارها. ولعلي هنا أشعر بالتفاؤل الكبير لما ستثمر عنه مواسم الترفيه التي ستجوب المملكة منطقة بعد أخرى، خاصة إذا علمنا أن الموسم يضم أكثر من 1500 فعالية متنوعة، تنطلق من 12 منطقة ترفيهية، وتستمر 70 يوماً متواصلة، ومثل هذه الأنشطة والفعاليات، ستدر دخلاً كبيراً على البلاد، فضلاً عن كونها ستوفر آلاف فرص العمل لشبان وفتيات الوطن، أضف إلى ذلك أنها ستوقف نزيف المليارات التي كان يهدرها المواطنون في السياحة الخارجية، ويبقى الأهم من ذلك، أن المواطن سيعيش أوقاتاً من السعادة الحقيقية في بلده، تغنيه عن السفر للخارج، وهذا سيصب في صالح جودة الحياة التي وعدت بها رؤية 2030. أعود وأكرر أنني متفائل جداً بمستقبل صناعة الترفيه في بلادنا، وأرى أن هذا القطاع يشهد تنامياً ونمواً مشجعين، سواء في فعالياته وبرامجه أو نسبة الإقبال عليه، وغداً سنجني من وراء هذا القطاع المزيد من الثمار اليانعة، التي تصب في صالح المواطن والوطن.