قال الباحث الأميركي بيهنام تاليبو، كبير محللي الملف الإيراني في معهد "FDD" في واشنطن ل"الرياض": إن جولة هذا العام من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك هي الأسوأ على الإطلاق لإيران منذ أن وصل الخميني إلى الحكم في العام 1979 وذلك لعدة اعتبارات، في مقدمتها الإعلان المشترك المفاجئ والأول من نوعه من قبل الدول الصامدة في الاتفاق النووي الإيراني والتي حاولت ثني ترمب عن الخروج من الاتفاق، وهي فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، حيث أعلنت هذه الدول عن انضمامها إلى الإجماع الأميركي والعربي في بيان مشترك أعلنت فيه هذه الدول عن مسؤولية إيران المباشرة عن زعزعة الاستقرار في المنطقة واستهداف المصالح الدولية ومصالح الدول الحليفة. حيث جاء في البيان المشترك للدول الأوروبية "قد تكون الهجمات الإيرانية الأخيرة استهدفت السعودية لكننا نعتبرها هجمات تستهدف جميع بلداننا وتزيد من مخاطر نشوب صراع واسع في المنطقة". وقال ممثلو فرنسا وألمانيا وبريطانيا، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة للصحفيين "دولنا بقيت في الاتفاقية النووية ولطالما حاولت الحفاظ على علاقات مع طهران، كما عمل الرئيس ماكرون شخصياً على محاولة التقريب بين طهران وإدارة الرئيس ترمب إلا أن إيران لا يمكنها أن تستخف بذكائنا بعد الآن واستغفالنا علانية". أما السبب الثاني، فهو أن هذه الاجتماعات جاءت بعد العقوبات الأميركية على البنك المركزي الإيراني، التي أدت إلى اندلاع احتجاجات في عدد من المدن الإيرانية حيث قام المتظاهرون وتحديداً طبقة "الياقات الزرقاء" وهم عمال المصانع الأكثر تأثراً بالعقوبات الأخيرة على البنك المركزي بإشعال التظاهرات في مدن إيرانية قام المتظاهرون خلالها بحرق صور خامنئي، الأمر الذي ردت عليه واشنطن صباح الأربعاء بحزمة أخرى جديدة ومشددة ومركزة من العقوبات أعلن عنها بومبيو وهي حزمة استهدفت كل الكيانات الصينية التي لا تزال تتعامل مع النفط الإيراني، حيث قال بومبيو موجهاً كلامه للصين التي تنتظر اتفاقاً تجارياً مع واشنطن يخفف الرسوم الجمركية التي تؤثر على الاقتصاد الصيني: "إننا نقول للصين وجميع الدول، أعلموا بأننا سنلاحق كل انتهاك للإجماع الدولي ضد النظام الإيراني بعقوبات غير منتهية" وأضاف بومبيو "نعلن اليوم عن إجراءات مكثفة ضد الدول والشركات المتعاملة مع الحرس الثوري الإيراني" ويشير بين تاليبو، إلى أن روحاني قام في اجتماعات الجمعية العمومية بالتنازل الأول من نوعه، معلناً عن قناعته بأن عصر الاتفاق النووي للعام ال 2015 مع إدارة أوباما قد انتهى إلى دون رجعة، حيث قال روحاني: "نحن الآن مستعدون لاتفاق جديد يضم شروطاً جديدة غير البرنامج النووي". ويقول بين تاليبو إن تغير الموقف الأوروبي له عدة تبعات وأولها اعتراف أوروبي علني بأن ما وعدت به إيران في السابق وفشل، وهو انقاذها من العقوبات الأميركية عبر آلية مالية خاصة هو أمر انتهى كلياً ولن تسعى أوروبا إلى الحديث عنه بعد الآن حتى من الناحية المعنوية التي كانت تعطي الأمل للشعب الإيراني. أما الدلائل الأخرى فهي أن أوروبا أيضاً لم تعد تهتم فقط بجانب كبح البرنامج النووي للنظام الايراني، بل بدأت تشير إلى قلقها من البرنامج الصاروخي والسلوك الإيراني المزعزع للاستقرار وهذا يعري اتفاق ال 2015 من شريعته تماما.ً ويلفت بين تاليبو إلى مقابلة الرئيس روحاني مع قناة "فوكس نيوز" التي بدا فيها روحاني متأكداً من أن نظامه خسر المجتمع الدولي تماماً ولم يكن يخاطب فيه أميركا أو أوروبا، حيث كان تركيز روحاني موجهاً على مخاطبة المتظاهرين داخل إيران ومن بقي من متشددين إيرانيين متمسكين بالنظام الإيراني فقال كلاما يصفه بين تاليبو بالمخجل والمحرج سياسياً، إذ خرج روحاني عن الموضوع الأساسي متهماً أميركا وأوروبا بصناعة داعش والرغبة بتدمير ما سماه بلد مسلم "عظيم" هو إيران عبر داعش، مدعيا أن إيران هي من حارب داعش ما جلب سخرية واسعة من روحاني من المعلقين الأميركيين على اللقاء.