أكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الخميس، في وارسو أن تعزيز الضغط على إيران هو أولوية الولاياتالمتحدة، إضافة إلى إقناع الدول الأوروبية بالانسحاب من الاتفاق الدولي وإحكام العزلة على إيران. وقال بومبيو: «لا يمكن أن نحقق السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط دون أن نواجه إيران». وفي هذا الشأن، قال الباحث في منظمة الدفاع عن الديموقراطيات «FDD» بيهنام تاليبو في حديثه ل»الرياض»: «الدعوة الأميركية للحشد ضد إيران هي ما ستركز عليه الإدارة في وارسو»، موضحاً أن الهدف النهائي لأميركا عقد اتفاق يحرم إيران للأبد من حيازة أي قدرات نووية وصاروخية بالإضافة إلى حسر نفوذها إلى داخل حدود إيران. وبين تاليبو أن ما تفعله أميركا في وارسو، هو أنها جمعت الدول الأكثر تأثراً من النفوذ الإرهابي للنظام الإيراني ليرى العالم كله أن أميركا وإدارة ترمب لا تتحامل على النظام الإيراني، وأنها ليست وحيدة في المواجهة بل يؤيدها في ذلك كل الدول المحيطة بإيران والمتضررة من سلوكها. ويرى الباحث الأميركي أن في هذا الحشد رسالة ومقدمة ستبرر من خلالها أميركا خطا أكثر تشدداً مع إيران، مضيفاً أن الحرب النفسية التي تشنها إيران لتدافع عن نفسها تأتي من خلال الادعاء بأن العقوبات لا تؤثر، ويؤكد ذلك الوضع الداخلي الذي شارف على الانهيار مع زيادة الضغوط الاقتصادية وتوقف صادرات النفط. من جانبه قال الكاتب العراقي صافي الياسري المهتم بالشأن الإيراني: «عقد مؤتمر وارسو ببولندا بمشاركة ستين دولة من مختلف أرجاء العالم أبان مدى اهتمام العالم بما سينجم عن التحشد الدولي ضد إرهاب الملالي الذي لم يعد يعرف حدوده». مبيناً أن الأمر يقتضي ردعه بوسائل أشد من الإدانة والشجب والعقوبات. من جهته أوضح د. سفيان عباس التكريتي المختص في الشأن الإيراني، أن المؤتمر الأضخم الذي ضم أكثر من ستين دولة لمواجهة إرهاب النظام الإيراني، بقيادة الولاياتالمتحدة الأميركية من أجل خلق شرق أوسط يسوده الأمن والسلام، خالٍ من الإرهاب والميليشيات والتدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأبان التكريتي، أنه من الواضح من خلال التصريحات الأميركية وباقي الدول الحاضرة أن المؤتمر سوف يغير بوصلة المواجهة مع نظام طهران من عملية تغيير السلوك إلى الاستئصال الجذري للنظام، مبيناً أن العزم الأميركي بات أكثر وضوحاً لردع الإرهاب أياً كان مصدره، وخصوصاً إرهاب الملالي في الشرق الأوسط والقارات الخمس. وأضاف، المستجدات تتسارع تجاه النظام الذي يلتزم الصمت رعباً مما تحمله الأيام القادمة من تغييرات دراماتيكية على الساحة الإيرانية بالتزامن مع الحشد العسكري الهائل في العراق والخليج العربي من حاملات طائرات ومختلف الأسلحة الثقيلة. وبين د. التكريتي أن المفاجأة القادمة ستقصم ظهر الملالي، مضيفاً أن الشارع الإيراني ملتهب في عموم المدن وهنالك عمليات عسكرية صادمة ومميتة استهدفت الحرس الثوري، من كل هذه الأمور يستنتج المختص بالشأن الإيراني أن مؤتمر وارسو سيكون مفصلياً وحاسماً لا لتغيير السلوك الإيراني في الشرق الأوسط فقط بل سيتعدى إلى حيث إسقاط النظام وتدمير آلته العسكرية، وفي ختام حديثه قال التكريتي: «مواطنو إيران يتطلعون إلى غدهم المشرق، بدولة حرة ديموقراطية تنعم بخيراتها وثرواتها القومية، التي بددها النظام على نزواته الخارجية ودعم الإرهاب العالمي».