أكد الناقد الرياضي جمال العلي أن وجود اللاعب الأجنبي بهذا العدد وفي الحراسة بالذات وجميع الخانات في الفريق جعل منظومة المنتخبات الوطنية تفتقد للاعب الجاهز، فالأغلبية بدكة الاحتياط، والاحتكاك يكون مفقوداً من 10 إلى 30 دقيقة، وبذلك لن تعطي اللاعب الاحتكاك والخبرة، لأن الجميع يريد الكسب السريع بدون الاستفادة من البديل الجاهز، والنظرة المستقبلية هي الاعتماد على منتخبات المناطق من أجل اكتشاف نجوم أقوى من منتخب مكون من ثلاث إلى أربعة أندية. الضويحي: الزيادة أثرت على مستوى المنتخب وتجب إعادة النظر فيها من جانبه أيد الدكتور عبدالعزيز السلمان ما قاله العلي، مشدداً على الخطأ وارد والتراجع عنه أمر جيد، وقال: "لا شك أن من الحكمة أن يتعلم الإنسان ممن سبقه وخطى خطوات كبيرة وتقدم في أي مجال سواء علمياً أو ثقافياً أو صناعياً أو رياضياً، فالعالم عملية تراكمية بمعنى أنك تحاول أن تبدأ مما انتهى منه الآخرون، هذا الأمر ينطبق علينا في المجال الرياضي فالاستعانة بالأفراد من الدول المتقدمة في المجال الرياضي سواء كان لاعباً أو مدرباً أو حكماً أو حتى إدارياً أمر مهم لنقل الخبرات وتطوير أفراد الوطن وقدراتهم حتى يصلوا للمستوى المطلوب شيئاً فشيئاً وبعد ذلك يتم الاستغناء عن الأجنبي، وهذا ما يحدث في جميع دول العالم فلا يمكن أن تنهض أمة ألا بسواعد أبنائها". السلمان: تخفيض العدد إلى النصف سيكون قراراً صائباً وزاد: "من ناحية وجود عدد 7 أو 8 لاعبين أجانب بالدوري فإن هذا الأمر بكل تأكيد له من الآثار السلبية الشيء الكثير أولها أن هذا التواجد لا يعطي الفرصة لأبناء ولاعبي الوطن لتمثيل فرقهم، وثانيها التقليل من اكتساب الخبرات داخل الملعب حيث سيظل اللاعب حبيس دكة الاحتياط أو خارج التشكيلة، وثالثها الإحباط النفسي للاعب والذي يكون في قمة الحماس والرغبة لتمثيل فريقه وإظهار قدراته وتطويرها داخل الملعب من خلال المحاولة والخطأ لأن المنافسة الحقيقية وليس التدريب هي التي تحفز اللاعب لإظهار كل ما لديه وبالتالي اكتساب خبرات ومهارات كبيرة في اللعبة، رابعها التفكير السلبي للاعب يجعله يتسرب من الأندية بحجة أنه لن يستطيع تمثيل الفريق في ظل وجود الأجنبي والذي يتقاضى الأموال الطائلة وربما أن أبناء البلد يقدمون أداء أفضل منه، فكل هذه العوامل وغيرها الكثير يعمل على عدم إخراج منتج وطني جاهز وقادر على المنافسة في المحافل الدولية الكبرى مثل بطولة آسيا أو كأس العالم، فالحلول تكمن في تقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى النصف على أقل تقدير، والاهتمام بالفئات السنية بشكل كبير ودعمهم ليكونوا روافد للمنتخبات، وعودة دوري الفريق الأولمبي ما قبل الفريق الأول حيث إن هذه هي بداية مرحلة النضج الكروي ويكون اللاعب أكثر استعداداً للانخراط في الاحتراف الحقيقي، كذلك التوصية بإعطاء الفرص بشكل أكبر للاعبين المستوى الأولمبي في الفريق الأول، هذا الأمر من شأنه أن يخرج لنا أجيالاً قادرةً على تقديم نفسها ومنتخب بلادها بالشكل الأفضل، أما إلغاء اللاعب والمدرب والحكم السعودي فهذا يؤدي إلى إلغاء الهدف من إنشائها وهو دعم الوطن بشباب قادر على رفع الراية السعودية خفاقة لأن الهدف الأسمى من وجود الدوري سواء كان احترافياً أو غيره هو تمثيل البلد بالخارج عبر بوابة المنتخب، أخيراً نقول للمسؤولين إذا ما أردتم منتخباً قوياً مكافحاً ذا أداء مرتفع يجب أن تتم إعادة النظر في قرار سبعة لاعبين أجانب ليكون لدى أبنائنا الفرصة للتطوير أنفسهم بالشكل الذي يليق بسمعة وتاريخ المملكة قارياً ودوليًا وألا سيكون حالنا للخلف در. أما الناقد عبدالعزيز الضويحي فقال: "وجود هذا الكم من اللاعبين في قائمة كل فريق من فرق دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، أثر على فرص اللاعب السعودي في المشاركة الدائمة وبالتالي عانى المنتخب من ذلك، فأدى إلى تضرر المنتخب السعودي فنياً لغياب لاعبي المنتخب عن المباريات التنافسية والضغط ولياقة وحساسية المباريات، إضافة إلى تواضع مستويات بعض اللاعبين الأجانب فنياً، وبالتالي أخذوا مكان اللاعب السعودي من دون وجود الإضافة الفنية. وأضاف "المواهب يجب أن تخضع لمزيد من الاحتكاك على المستوى المحلي والخارجي حتى تتطور المنتخبات والفرق السعودية، حيث إن هناك أهمية في أن يأخذ اللاعب السعودي فرصة أكبر من أجل أن يشارك مع الفريق محلياً وخارجياً، حتى يتطور وينال الخبرة الكافية، فاللاعب الجاهز والمؤهل لخوض مباريات وخاصة الدولية يحتاج لخوض مباريات محلية كثيرة وهنا أقصد دقائق لعب كثيرة ومشاركات تنافسية مثيرة وعالية تساعده على خوض مباريات دولية بكل أريحية بعد ارتفاع نسقه البدني والتنافسي وتراكم الخبرات والتجارب من خلال الدوري المحلي والعكس صحيح ففاقد الشيء لا يعطيه". وزاد: "الكرة السعودية تعاني حالياً من عجز واضح في عدد من الخطوط نتيجة تفضيل الأندية اللاعبين الأجانب وخصوصاً في خط الهجوم، كما أن قرار فتح المجال للأندية للتعاقد مع حراس مرمى حرم الكثير من الحراس من مراكزهم، ما قد يتسبب في أزمة حراسة قادمة في الكرة السعودية كحال الأزمة الحالية في خط الهجوم، ولنا في مهند عسيري والمفرج والعابد ويحيى الشهري والهزاع وباجندوح وغريب والمقهوي والخليف وفي الحراسة وليد عبدالله وعساف والصالح وغيرهم كثير، فالأصل أن اللاعبين السعوديين في درجة الشباب كانوا بحاجة للوجود مع فرقهم في التشكيلة الأساسية أو على الأقل على مقاعد البدلاء، لكن للأسف لم يجدوا الفرص الكاملة للمشاركة، وخلاصة القول إن عدد سبعة لاعبين أجانب في كل فريق تسبب بالتأثير على المنتخب عناصرياً وفنياً، بعدما بقي عدد كبير من اللاعبين المحليين في مقاعد البدلاء أو خارج التشكيلة للأسف". الدكتور عبدالعزيز السلمان جمال العلي عبدالعزيز الضويحي