أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن بلاده بصدد تقديم مساعدات مالية للسودان بقيمة 60 مليون يورو، 15 مليون يورو منها فوراً بواسطة الأجهزة الفرنسية. وعقد لودريان مؤتمر صحفي في العاصمة السودانية الخرطوم الليلة قبل الماضية في ختام زيارة للسودان استغرقت يوماً واحداً هي الأولى من نوعها لمسؤول فرنسي منذ العام 2007 حين وصل وقتها الوزير السابق برنارد كوشنير، والتقى وزير الخارجية الفرنسي نظيرته أسماء محمد عبدالله ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى جانب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وتعهد لودريان بمساعدة السودان على تطبيع علاقاته مع المؤسسات المالية الدولية وحل ديونه. وقال إن فرنسا ستساعد السودان على تطيبع علاقاته مع المؤسسات المالية الدولية وحل مشكلة الديون، مؤكداً أن بلاده ستعمل كذلك على تطوير علاقاتها الثقافية مع السودان. أكد وزير الخارجية الفرنسي أيضاً استعداد بلاده للعمل من أجل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وثمن سلمية الثورة السودانية وما أفضت إليه من تغيير، وعبر عن تطلعه لأن يلعب السودان دوراً فعالاً في محيطه الإقليمي خلال الفترة القادمة. وأوضح لودريان أن اللقاءات مع المسؤوليين في الخرطوم تناولت جملة من الموضوعات، أبرزها استكمال تحقيق السلام الشامل بالسودان، مبيناً أنه بحث مع رئيس الوزراء الترتيبات الخاصة بزيارته المرتقبة لفرنسا خلال اليومين القادمين. من جانبه أكد رئيس مجلس الوزراء السوداني د. عبدالله حمدوك، حرص السودان على تعزيز علاقات التعاون مع فرنسا، ممتدحاً مساعي فرنسا لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. وقبيل مغادرته الخرطوم التقى الوزير الفرنسي بقيادات من تحالف قوى إعلان "الحرية والتغيير" في المركز الثقافي الفرنسي بالخرطوم. ونقل لودريان تأكيدات جديدة بوقوف بلاده مع السودان لاستكمال التغيير الذي أحدثته قوى التحالف عبر دعم منظمات المجتمع المدني والعمل مع السودانيين في شتى المجالات الثقافية والاجتماعية والتعليمية والبحثية. وأشار لودريان إلى أن بلاده كانت تتابع عن كثب كافة التطورات التي كانت تجري على الساحة السودانية والتي أفضت إلى التغيير، لافتاً إلى أنه ما زال أمام السودانيين شوط آخر للمضي قدماً فيه. وقال إن فرنسا تابعت "بإعجاب" أخبار الثورة السودانية الشبابية السلمية والتي لم تنجر وراء العنف حتى تحققت أهدافها في التغيير الذي تنشده، ونقل تعازيه لقيادات الحرية والتغيير في الضحايا الذين سقطوا إبان الثورة. وأشار إلى أن مجيئه للسودان وكذا الوفد الذي سبقه هو فتح صفحة جديدة مع السودان والذي ينعكس استقراره على محيطه المحلي والإفريقي والعربي وأن فرنسا تريد مساعدة الثوار والحكومة لأجل بناء سودان جديد يكون نموذجاً يحتذى في إفريقيا والعالم العربي. وأكد لودريان لقادة قوى الحرية والتغيير أن فرنسا تقف على استعداد لدعم السودان في العودة إلى المجتمع الاقتصادي والسياسي الدولي.