تتجه كثير من المدن إلى تطبيق حلول وخدمات معلومات متطورة باستخدام وسائل التقنية لتسهم في تحسين جودة حياة الساكنين والزائرين للمدن، حيث تعتبر مراكز معلومات المدن التي تم إنشاؤها في بعض المدن إحدى الأدوات المهمة للتحول إلى مدن ذكية تعتمد على تقنيات الاتصالات، وتوفير البيانات والمعلومات. إن أهم الركائز التي يمكن أن تؤسس للتحول نحو المدن الذكية هي القدرة على الاستفادة من البيانات والمعلومات المختلفة لملفات أجزاء المدينة وقطاعاتها العاملة فيها، حيث تحتاج أي مدينة إلى بناء منصة موحدة لجمع وتوفير المعلومات تضمن توافر البيانات وتكون لديها القدرة على التحليل وإنتاج المؤشرات التي تساعد الجهات المعنية في اتخاذ القرار من أجل توفير أعلى مستوى من الخدمات. حاجة المدن اليوم إلى بناء منصة مركز المعلومات أصبحت ملحة في ظل توسع المدن والنمو السكاني والعمراني المتسارع وما يتبعه من حاجة للأمن والخدمات فالمدن الذكية هي التي تكون قادرة على الاستجابة للمتغيرات والمستجدات بشكل تقني سريع وبأسهل وسيلة تساعدها في الإدارة الحضرية الذكية، والمراقبة الذكية، والنقل الذكي، وإدارة الخدمات والمرافق، والرصد البيئي الذكي. وهذا ما تستطيع أن توفره مراكز المعلومات وغرف إدارة المدن الذكية. من التجارب المميزة في هذا الشأن تجربة مدينة نيويورك التي أنشأت مركزاً لمعلومات المدينة (New York City Open data) وهو مركز معلومات مفتوح يتم من خلاله رصد معلومات دورية عن أحياء المدينة وخدماتها البلدية مثل صيانة الطرق والحدائق وجمع النفايات ومراقبة الأطعمة والصحة العامة، ويتم من خلاله رصد مؤشرات وإصدار تقارير دورية لإدارة المدينة والسكان عن كفاءة إيصال الخدمات، ويرتبط بأنظمة ذكية وحساسات ومراكز رصد تجمع من خلالها المعلومات. وهناك أيضاً مركز المعلومات الخاص بمدينة لوس أنجلوس geohub الذي يحوي بيانات ومعلومات عن كافة طبقات ومكونات المدينة ويقدم مؤشرات تنموية ويرتبط المركز بحساسات إليكترونية sensors على الطرق والمرافق الخدمية ويتبع له مواقع رصد للبيانات منتشرة في أنحاء المدينة تقوم برصد المعلومات بشكل دوري، ومن ثم ترسل تلك البيانات إلى نظام إليكتروني يقوم بتحويل المعلومات والأرقام إلى مؤشرات لإدارة المدينة. إن تبني إنشاء مركز معلومات متطور ومرتبط بالجهات المعنية بإدارة المدينة لتبادل المعلومات بين الأنظمة المختلفة للمدينة يوضح حالة المدينة والتطورات المختلفة فيها، من شأنه المساهمة في تحسين جودة البنية التحتية والخدمات العامة مثل النقل والحركة المرورية ومواقف السيارات، ومراقبة تشغيل وصيانة الأماكن العامة، وزيادة مستويات الرقابة والشفافية بين سكان المدن والجهات المسؤولة عن توفير الخدمات، ويساعد في تحقيق رؤية المملكة التي ترتكز على توجيه المدن والجهات الحكومية نحو التحول الرقمي والذكاء المستدام.