الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلة على محاكاة العقل البشري وطريقة عمله، مثل قدرته على التفكير، والاكتشاف والاستفادة من التجارب السابقة. وهذا المصطلح جدلي، نظراً لعدم توفر تعريف محدد للذكاء، والذكاء الاصطناعي فرع من علم الحاسوب وقد عرف في منتصف القرن العشرين من خلال عدد قليل من العلماء الذين اكتشفوا نهجاً جديداً لبناء آلات ذكية. وقد وجدت بحوث الذكاء الاصطناعي العام 1965 من خلال جون مكارثي، ومارفن مينسكاي، ألين نويل وهربرت سيمون الذي أسس مختبرات للذكاء الاصطناعي. ولم يعد الذكاء الاصطناعي حكراً على الروبوتات بل تمدد إلى تصنيع سيارات ذكية، وبناء مستشفيات ذكية، ومدارس ذكية، ومنازل ذكية، بل وطرق ذكية أيضاً، و«التعلم العميق» هو أكثر مجالات الذكاء الاصطناعي تقدماً وأهمها كذلك، وتستخدم تقنيات «التعلم العميق» في الاتصالات والمصارف والطب الحيوي والكشف عن المخدرات والبصمة الوراثية والحصول على عقاقير جديدة والحاسوب والإنترنت في خدمات البريد الإلكتروني وخدمات البحث عن الصور والبحث بالصوت، إضافة إلى تطبيقاته الواسعة . ومن هنا حرصت المملكة على الذكاء الاصطناعي من خلال توقيع مذكرتي تفاهم مع شركة مايكروسوفت الأميركية للإسهام في تحقيق التحول الرقمي للمملكة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعد إحدى ثمار الشراكات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية. ومن ثم جاء الأمر السامي رقم (74167) بتاريخ 29 / 12 / 1440ه بإنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، وربطها بالملك يؤكد أهمية البيانات كأولوية وطنية من خلال الإشراف المباشر للقيادة العليا، ولأن التوازن بين المكان والإنسان ضروري، إذ لا يمكن استقطاب ذكاء صناعي لاتستوعبه البيئة، والفئة المستهدفة، من هنا وجد برنامج جودة الحياة 2020 أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030 ويُعنى بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع عصري، يصل إلى إدراج مدن سعودية على قائمة أفضل المدن للعيش في العالم. حيث يعمل برنامج جودة الحياة 2020 على تحسين جودة الحياة في المملكة من خلال محوري تطوير أنماط الحياة، وتحسين البنية التحتية، ومن تداعيات هذا البرنامج قيام مشروع القدية، ومشروع البحر الأحمر، ومشروع بوابة الدرعية، ومشروع جدة التاريخية، ومشروعات الهيئة الملكية لمحافظة العلا وغيرها، إضافة إلى جميع المشروعات ذات الصلة... فهذا البرنامج في رأيي هو الذي سيوجد توءمة بين التكيف في الحياة من حولنا، مع الفتح الاصطناعي الجديد الذي تعمل المملكة حالياً على تأسيس كل مشروعاتها المستقبلية ومدنها بناء على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو ما يفسر اهتمامها بتطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي واكتساب المعرفة والتكنولوجيات المتعلقة به من خلال شراكاتها، كما تهدف المملكة إلى الاستثمار في هذا المجال الواعد والمليء بالفرص التي تدر أرباحاً عالية، شأنها في ذلك شأن الدول الكبرى في العالم مثل الصين التي أشارت تقارير إلى أنها استقطبت نحو 28 مليار دولار من الاستثمارات في صناعة الذكاء الاصطناعي خلال العام 2017، كما أنشأت 28 مؤسسة جديدة للذكاء الاصطناعي في العام نفسه، إضافة ل128 مؤسسة كانت قد أنشأتها في العام 2016. ويمثل مشروع «نيوم» واحدا من المشروعات التي يجري تأسيسها بالكامل وفق تقنيات الذكاء الاصطناعي، فالتصميمات الإنشائية ل»نيوم» مبنية على جعله مدينة ذكية في البنية التحتية والطرق ووسائل المواصلات والاتصالات التي ستتوفر بجودة عالية، وإتمام المعاملات عن طريق «المترجم الآلي» الذي يغني عن المترجمين، بما يحقق «رؤية المملكة» التي تهدف ضمن بنودها إلى الانتقال إلى عالم الإبداع والابتكار عبر التطور التكنولوجي. وفي الوقت ذاته منحت المملكة مؤخرًا جنسيتها إلى روبوت مشيرة إلى رغبتها في احتضان تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خاصة في مجال الأسواق المالية وتداول الفوركس حيث تعمل مؤخرًا على تنويع موارد اقتصادها غير النفطية. ومن المتوقع زيادة حجم آثار الذكاء الاصطناعي على اقتصادها، الأمر الذى سيضعها ضمن أفضل 50 دولة في العالم على مؤشر الابتكار العالمي ومخرجاته.