يقف اليوم حجاج بيت الله في عرفة، ليؤدوا الركن الثاني من أركان الحج، وكما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "الحج عرفة" فهو الركن الأعظم، فمن فاته عرفة فاته الحج، وكما في الحديث: "ما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أَكثر منه في يوم عرفة"، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو فِيه من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف، وهو اليوم الذي نزل فيه قوله تعالي "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلاَمَ دِيناً"، وقد استقر يوم أمس الحجاج في مشعر منى وسط منظومة من الخدمات التي وفرتها المملكة بمتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - ويقف ضيوف الرحمن على صعيد عرفات ملبين ومكبرين مقتدين بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، يرجون رحمة الله سبحانه أن يغفر لهم، وأن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً وأن يجعلهم من المقبولين، وتميزت رحلة الحجيج في مرحلتها الأولى من التصعيد من مكةالمكرمة إلى منى أمس الجمعة، بالنجاح الكبير وذلك بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده - حفظهما الله - من إمكانات في مختلف المجالات وفي مقدمتها المواصلات وشبكات الطرق بما اشتملت عليه من أنفاق وجسور خصص بعضها للمشاة والبعض الآخر للسيارات، وانتشر رجال الأمن على جميع الطرق المؤدية إلى منى لمتابعة حركة السير وتنظيمها بما يحقق الراحة والطمأنينة لجميع الحجيج. وأكد وزير الحج والعمرة، د. محمد بنتن أن قوافل الحجيج استقرت يوم أمس في منى بكل يسر وسهولة واليوم يشهد صعيد عرفات وصول هذه القوافل وهي تنعم بأجواء روحانية خاشعة لله تعالى وتشهد يوم عرفة، ومكاتب إرشاد الحجاج التائهين والموزعة على مشعر عرفات تقوم بواجبها لخدمة الحجاج وإيصالهم إلى مخيماتهم، فيما بين وزير الصحة د. توفيق الربيعة أنه تم تجهيز مستشفيات وزارة الصحة سواء في عرفات أو منى أو مكةالمكرمة لاستقبال أي حالات مرضية أو إجهاد، حيث تم تكثيف المراكز الصحية في عرفات، مشيراً إلى أنّ الوزارة تقوم بتجهيز فريق طبي لمساعدة الحجاج الذين أجبرهم المرض على ملازمة السرير الأبيض ومساعدتهم بالوقوف بعرفات لأداء الحج. الحجاج في طريقهم إلى منى