يعاني التلفزيون السعودي منذ فترة طويلة جداً من صورة ذهنية غير جيدة، لعدة أسباب قد يكون أكثرها ليس بسبب التلفزيون نفسه أو ذنب منتسبيه، بل لظروف عديدة ساهمت في جعله يبدو بهذه الصورة السلبية التي طمست الكثير من الايجابيات التي قدمها ويقدمها خلال عقود من الزمن سبقت الكثير من القنوات التجارية، لا أتكلم عن التلفزيون السعودي كوني أحد منتسبيه السابقين بل أتحدث عنه كوني أحد الذين عاشوا طفولتهم على برامجه الرصينة والهادفة وذات البساطة المحببة للنفس، أحد أهم الأسباب التي ساهمت في ضعف صورة التلفزيون السعودي بعض الجهات التي تتعامل معه وكأنه ليس التلفزيون الرسمي السعودي، بل كأنه قناة تجارية مثله مثل أي قناة أخرى، عتبي الكبير على مسؤولي السياحة وهيئة الطيران المدني في بلادي الذين لم يدعموا تلفزيون الوطن، فعند تواجدك في الفنادق للأسف لاتجد قنوات الوطن وعند دخولك للمطارات لا تجد قنوات الوطن، ولدي اليقين بأن مسؤولي السياحة في بلادي يعلمون بأن هذا النظام مطبق لدى أغلب دول العالم، لن أذهب بعيداً عندما أذكر دول الخليج، فهي تفتخر بقنواتها الرسمية وتطبق هذه السياسة دعماً للسياحة واحتراماً لقنواتها لتصل رسالتها للجيمع، المحزن أنك قد تجد قنوات تلفزيونية أقل بكثير من التلفزيون السعودي موجودة ضمن خيار القنوات في الفنادق والشقق السياحية في السعودية، هذا التجاهل هو الذي غيب اسم وأهمية التلفزيون السعودي وجعله يفقد الملايين من متابعيه السابقين، حيث انه من المعروف أهمية الفنادق في جلب متابعين للقنوات أو الصحف أو غيرها من الوسائل الإعلامية المتعددة، لا يجب أن نظلم قنوات بلادنا ونحملها ما لا تحتمل، ولا يجب أن ننسى أنه تلفزيون بلاد الحرمين الشريفين، حيث الوقار والوسطية والاعتدال في المحتوى، وجميع التلفزيونات التي تمثل دولاً أو جهات رسمية لا تستطيع طرح ما تطرحه القنوات التجارية، لأنه ببساطة هناك فرق كبير وشاسع بين القنوات التجارية والقنوات غير الربحية. إن الذين يحاولون التقليل من شأن التلفزيون الوطني السعودي لن أتهمهم بالحقد، بل يجهلون المسؤولية الاجتماعية للقنوات الرسمية في أي بلد في العالم، حيث الحرص على أن يكون جميع ما تبثه القناة ذا عمق وفائدة ويحمل رسالة هادفة، وهذا الخط لا تحرص عليه القنوات التجارية التي لا يهمها سوى الترفيه، وجلب الإعلان بغض النظر عن مستوى المحتوى، وما يمكن أن يدمره من قيم وأخلاق؛ القنوات الرسمية في جميع دول العالم لا تضع نفسها في خط منافس للقنوات التجارية، ولا يطالبها الجمهور بذلك لأن خطها وأهدافها يختلفان كلياً، وهذا لا يعني أن هناك الكثير من الأسباب التي تخص الأسلوب الإداري الذي يدار به تلفزيوننا العزيز، وبعض الأخطاء التي للأسف تتكرر كل فترة، مما يثبت بأنه لا توجد خطة للاستفادة من الأخطاء السابقة والعمل على عدم تكرارها، خلاصة القول: إن القنوات الرسمية في كل بلدان العالم لا تتعامل معها الشعوب على أنها "غصب"، بل ضرورة تحمل رسالة اجتماعية هادفة.