لم يكن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من أرباب المبالغات العاطفية والتملق اللفظي.. ولا حتى الوعود المدبلجة.. حين اجتماعاته مع زعماء العالم في قمة ال20، كان واضحاً ونداً مميزاً، واثق الخطى قوي الحضور، عبّر عن التوجه السعودي بكل شفافية أثناء القمة وحتى ما قبلها بصراحته وتجلّيه؛ لأنه صاحب مشروع حقيقي، عنوانه كيف يسير ببلاده إلى المحطات المستقبلية الأفضل؟!. المستقبل عند محمد بن سلمان مرسوم بالذهن، وبالقدرة على التفاعل الإيجابي مع ما تريده المملكة، لذا فالأولوية لرقي الوطن ومستقبله، فكانت خطط الصناعات والتنمية وتشجيع الاستثمار واسعة النطاق، تسير وفق تنمية العنصر البشري وإطلاق مخزونه بعد ترقيته علماً وتدريباً.. ولم يقتصر على تنمية الارتقاء المالي، بل إنه صاحب نظرة إبداعية في كل ما يخص الجمال والسمو بالروح السعودية ومن يشاركهم العيش لتذوق البعد الجمالي بصناعة مدن مبتسمة قادرة على بث البهجة ببنائها بشكل حضاري وراقٍ، وبما يتناسب مع جودة الحياة التي ينشدها لأهل بلاده، ولم ينس مشروعه الثقافي، حيث شجع الفنون بأشكالها ورفع القيمة المتوخاة في هذا الإطار. الأمير محمد بن سلمان ظهر كملهم للشباب ليس بإقدامه وصراحته فقط، بل وفق مهارات تواصل عالية أيضاً، فلغته متسامحة وغنية بالمفردات الجميلة،.. رجل بمواصفات قيادية تراها ماثلة دون تكلف، يقف بنظرات الثقة منتصباً بشموخ، تقرأ من نظراته إحساساً بالشموخ والعزة.. ابتسامته حاضرة، وثقته متجلية.. ولا غرابة في ذلك، فهو ينتمي لمدرسة قائد الأمة وخادم مقدساتها سلمان بن عبدالعزيز "حفظه الله". الهيبة الشامخة لمحمد بن سلمان لم تختلف بين اليابان وما كانت عليه قبل عام في الأرجنتين.. ولم تبتعد عن الحقيقة وكالات الأنباء والقنوات العالمية حينما أشارت إلى أنه كان من بين قلة قليلة من الزعماء الحاضرين ممن امتلك ذلك الحضور الآسر، وتلك الكاريزما النادرة، وسعادتنا الأكبر بولي عهدنا؛ لأننا ندرك أن الإنجازات العظيمة تأتي من الأفكار العظيمة التي يطلقها القادة العظام ويتبنونها، ومن ثم يدفعونها إلى النور، ونفتخر بكل ما تعنيه الكلمة؛ لأن الفكر السعودي منتصب ملء النظر والسمع في قمة 20، في هيئة أمير شاب ونحن نرمقه بإعجاب وتقدير ونتضرع للمولى أن يحفظه، ولا يعنينا بعدها من يثرثرون على القنوات أو في مواقع الهمجية الإعلامية، أو من يحضرون في القمة يسترقون النظر تجاهه غيظاً وغيرة؛ لأنهم لم يحظوا بما حظي به من اهتمامٍ ورقيٍ تعامليٍ.. فهو حضر كقائد فاعل مؤثر وخرج لينتظرهم في بلاده كقائد ملهم.