لم تفلح محاولة إيران وخطتها الإرهابية العالمية التي كانت تستهدف حدوث كارثة كبرى بتدمير تام للناقلتين النفطية وإغلاق الملاحة البحرية في مضيق هرمز وشل تجارة النفط في المنطقة والتي تمثل العصب في أمن الطاقة العالمي وذلك انتقاماً من العالم الذي اتحد في محاربة شراء النفط الإيراني عقاباً لها لثبوت إرهابها الدولي وعدم تنازلها عنه. في وقت كانت تحمل الناقلة اليابانية طاقة 25 ألف طن من الميثانول السعودي المحمل من مدينة الجبيل الصناعية وهي المادة الكيميائية شديدة الانفجار على نطاق واسع لعدة كيلو مترات، فيما تحمل الناقلة الأخرى النرويجية للمنتجات البترولية المكررة 75 ألف طن من النافثا الإماراتية. في الوقت الذي تأكدت الولاياتالمتحدة الأميركية من ضلوع النظام الإيراني بحادثتي الهجوم الصاروخي على السفينتين النفطية بالقرب من مضيق هرمز وعلى بعد 15 ميلاً من إيران حيث أكد تسجيل الفيديو الذي بثته العسكرية الأميركية والذي يكشف قيام قوارب إيرانية بإزالة لغم لم ينفجر علق بجانب ناقلة الميثانول السعودي ما يؤكد تدبير إيران لهذا الهجوم ومعرفتها بوجود الألغام ومكانها وشروعها لإزالتها بعد فشلها من الانفجار وفشل كامل مخططها الإرهابي الاثيم. وقد أظهرت القيادة المركزية للجيش الأميركي ايضاً صوراً تبين اللغم الظاهر ويبدو أن إطلاقها يظهر الجهود الأميركية لإقناع المجتمع الدولي بمسؤولية إيران عن تلك الهجمات بالدليل القاطع. وقال الكابتن البحري بيل أوربان، المتحدث باسم القيادة المركزية، إن سفينة الحرس الثوري الإيراني شوهدت في الساعة 4:10 مساء بالتوقيت المحلي تقترب من الناقلة اليابانية. وقدمت القيادة المركزية أيضًا تسلسلًا زمنيًا مفصلاً للأحداث، بدءًا من تلقي قوات البحرية الأمريكية مكالمات استغاثة من الناقلة النرويجية في الساعة 6:12 صباحًا ومن الناقلة اليابانية الساعة 7 صباحًا، وبعد ساعة من نداء الأخيرة شاهدت طائرة أميركية زورق دورية من طراز الحرس الثوري الإيراني وعدة زوارق هجومية وطائرة هجوم سريعة بالقرب من الناقلة اليابانية. وفي الساعة 9:26 من صباح نفس اليوم، أخبرت القوات الإيرانية سفينة أنقذت بحارة من الناقلة النرويجية لتسليم الطاقم إلى السفينة الإيرانية الذي تم بالفعل. وارتفعت أسعار النفط الخام بأكثر من 4 % بعد الهجمات بالقرب من مدخل مضيق هرمز، وهو شريان بحري مهم للسعودية ودول أخرى منتجة للطاقة في الخليج مسجلة أعلى مكاسبها اليومية منذ يناير الماضي عند مستويات سعرية 61,83 دولارا للبرميل وارتفع سعر النفط الخفيف الأمريكي إلى 52,56 دولارا للبرميل والأسعار ترتد من أدنى مستوياتها بحوالي خمسة أشهر، وهذه الارتفاعات جاءت بعد أن أطلقت هيئة السلامة البحرية البريطانية تحذيرات من هجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان وإحدى الناقلات التي تعرضت للهجوم محملة بالميثانول المستخدم في العديد من الصناعات الكيميائية والمستحضرات الدوائية وكلدائن للصناعات البلاستيكية ويستخدم كوقود عالي النقاوة للسيارات والآلات الصناعية. وتستحوذ ناقلات النفط في العالم على 29 % من التجارة عبر البحار وتستحوذ على 61 % من عمليات نقل النفط، ويمثل النفط المنقول بحرا 17,5 مليون برميل يومياً في منطقة الشرق الأوسط ويشكل نسبة 18 % من المعروض العالمي، ويبلغ عدد ناقلات النفط في العالم 6605 بطاقة استيعابية تبلغ 582 مليون طن، ويبلغ طول أكبر الناقلات 415 مترا، بحمولة قصوى تبلغ 3,7 ملايين برميل، تليها الناقلات بطول 320 مترا بحمولة قصوى 2 مليون برميل، وناقلات أخرى بحمولة قصوى 1,2 مليون برميل، وناقلات بطاقة حمولة 749 ألف برميل. وشجب مدير شركة "كوكوكا سانجيو" اليابانية للشحن يوتاكا كاتادا تعرض إحدى ناقلات الشركة لهجوم قرب مضيق هرمز وأوضح أن الناقلة اليابانية "كوكوكا"، وهي واحدة من ناقلتين، أصيبت مرتان في غضون 3 ساعات قبل أن يتم إجلاء الطاقم بأكمله. وأضاف بأن الشركة تلقت نبأ الهجوم، على الناقلة التي كانت تحمل 25 ألف طن من الميثانول، لأول مرة في حوالي الساعة الرابعة صباحا بتوقيت غرينتش، مشيرا إلى أنه تم إنقاذ جميع أفراد الطاقم. من جانبها، أوضحت رابطة ملاك السفن اليابانية أن إحدى السفينتين اللتين تعرضتا للهجوم، هي ناقلة كيميائية مسجلة في بنما ويمتلكها عضو ياباني في الرابطة، وكانت في طريقها إلى سنغافورة وتايلاند وليس إلى اليابان. وأوضحت الرابطة اليابانية أن جميع أفراد الطاقم الفلبينيين، وعددهم 21، لم يصابوا بأذى. في وقت لم تغفل شركة أرامكو السعودية بقدراتها الهائلة عن تأمين ملايين البراميل من نفطها الخام في مراكزها العالمية للتخزين تحرزاً للمشكلات الجيوسياسية في مختلف أقاليم العالم ويهيئ لها التجاوز الأمن للمضيقات والمنافذ البحرية المضطربة وتمتلك مراكز خزن في الصينواليابان وهولندا وأحدثها منشآتها لتخزين النفط في ميناء الفجيرة بالإمارات بطاقة تخزينية أكثر من مليون برميل لدعم عملياتها التجارية الدولية وضمان تدفق إمدادات سريعة ومرنة للمشترين ولاسيما لدول آسيا التي تستحوذ أكبر الواردات من أجمالي صادرات النفط السعودي وذلك بعيداً عن مضيق هرمز أكبر ممر ملاحي لتجارة النفط في العالم الذي يعاني دوما من التهديديات الإيرانية الإرهابية العلنية المباشرة.