اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة أن الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان بالخليج «يحمل بصمات» إيران مستندا إلى شريط فيديو نشره البنتاغون. وقال ترمب لشبكة فوكس نيوز «إيران قامت بهذا الأمر» مضيفا «نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران». من جانب آخر، بدد الرئيس الأميركي مخاطر قيام إيران بتنفيذ تهديداتها السابقة بإغلاق مضيق هرمز الذي يعتبر ممرا حيويا لإمدادات النفط العالمية، لفترة طويلة. وقال ترمب «لن يقوموا بإغلاقه، لن يغلق، لن يغلق لفترة طويلة وهم يعلمون ذلك. ولقد أبلغوا بذلك بأشد العبارات». ونشر الجيش الأميركي في وقت متأخر الخميس تسجيلا مصورا قال إنه يظهر الحرس الثوري الإيراني يزيل لغما لم ينفجر من أحد جوانب ناقلة نفط يابانية وذلك في وقت تحمل فيه واشنطنإيران المسؤولية بشأن هجمات هزت أسواق النفط العالمية. ونشرت القيادة المركزية للجيش الأميركي أيضا صورا تظهر ما يبدو أنه اللغم المثبت مغناطيسيا على جانب الناقلة قبل إزالته في وقت لاحق من ذلك اليوم. ولا يتم عادة الكشف عن مثل هذه الصور ويبدو أن نشرها يظهر الجهود الأميركية لإقناع المجتمع الدولي بمسؤولية إيران عن الهجمات على الناقلة اليابانية كوكوكا كاريدجس والناقلة النرويجية فرنت ألتير. ووقعت انفجارات في الناقلتين أجبرت أفراد الطاقمين على تركهما في المياه بين دول الخليج العربية وإيران. وقال بيل أوربان المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي إنه لوحظ اقتراب زورق تابع للحرس الثوري الإيراني من الناقلة اليابانية في الساعة 4:10 مساء بالتوقيت المحلي. وأضاف في بيان «جرت ملاحظة وتسجيل إزالة لغم لم ينفجر من كوكوكا كاريدجس (مرفق التسجيل المصور)». وكانت رويترز قد نشرت في وقت سابق أن هناك تسجيلا مصورا. ونشرت القيادة المركزية الأميركية أيضا تسلسلا مفصلا للأحداث ابتداء من تلقي قوات البحرية الأميركية نداء استغاثة من فرنت ألتير في الساعة السادسة و12 دقيقة صباحا ونداء مماثلا من كوكوكا كاريدجس في الساعة السابعة صباحا. لكن كثيرا من تسلسل الأحداث تركز على تحرك السفن الإيرانية القريبة وما قالت القيادة المركزية الأميركية إنه أمر إيراني بالسيطرة على بحارة الناقلة فرنت ألتير الذين جرى إنقاذهم. وقال أوربان إنه بعد حوالي ساعة من نداء الاستغاثة من كوكوكا كاريدجس لاحظت طائرة أميركية قارب دورية إيراني من طراز هنديجان وعدة زوارق هجومية سريعة تابعة للحرس الثوري بالقرب من فرنت ألتير. وأضاف أنه في الساعة التاسعة و26 دقيقة طلبت القوات الإيرانية من سفينة أنقذت بحارة من فرنت ألتير «نقل أفراد الطاقم إلى (زوارق الهجوم السريع) الإيرانية». وقال أوربان «انصاعت السفينة هيونداي دبي للطلب ونقلت أفراد طاقم فرنت ألتير إلى (السفن) الإيرانية». بريطانيا تتهم إيران قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الجمعة إنه يدعم وجهة النظر الأميركية التي حملت إيران مسؤولية الهجمات التي وقعت الخميس على ناقلتي نفط في خليج عُمان. وذكر هانت في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «هذا أمر مقلق للغاية ويأتي في وقت يشهد توترا كبيرا بالفعل». وأشار إلى أنه اتصل بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، مضيفًا أنه «بينما سنجري تقييمنا الخاص بجدية وعناية، فمن الواضح أن نقطة انطلاقنا هي تصديق حلفائنا الأميركيين». وأضاف هانت ل(بي بي سي) أنه إذا كانت إيران وراء الهجمات، «فهذا تصعيد غير حكيم بالمرة ويشكل خطرا حقيقيا على احتمالات السلام والاستقرار في المنطقة». «جسمان طائران» أداة الهجوم قال رئيس شركة الشحن المشغلة لناقلة النفط اليابانية إن «جسمين طائرين» ألحقا أضرارا بالناقلة لكن لم يلحق أي ضرر بشحنتها من الميثانول. وأضاف يوتاكا كاتادا رئيس شركة كوكوكا سانجيو أمس في مؤتمر صحفي بطوكيو أن الناقلة كوكوكا كاريدجس تبحر متوجهة إلى ميناء خورفكان بالإمارات بعد عودة الطاقم إليها. وقال إن البحرية الأمريكية ترافق الناقلة. وقال كاتادا «الطاقم أبلغنا أن جسما طائرا اقترب من السفينة وأنهم وجدوا ثقبا.. ثم شاهد بعض أفراد الطاقم الضربة الثانية». واستبعد كاتادا أن تكون السفينة التي تحمل 25 ألف طن من الميثانول أصيبت بقذيفة طوربيد. وقال كاتادا إن أفراد الطاقم شاهدوا سفينة حربية إيرانية في المكان ليل الخميس بتوقيت اليابان. وأضاف أنه لا يعتقد أن كوكوكا كاريدجس استهدفت لأنها مملوكة لشركة يابانية، موضحا أن الناقلة مسجلة في بنما وترفع علم تلك الدولة. وقال «ما لم يكن هناك فحص مدقق للغاية يصعب معرفة أن الناقلة يشغلها أو يملكها يابانيون». وهوجمت الناقلة بالقرب من مضيق هرمز، وقال كاتادا «هذا المضيق مهم للغاية. بدون هذا الطريق لا يمكن أن ننقل البنزين والخام الثقيل إلى اليابان». وتابع «ما لم تقع حادثة أخرى كبيرة وما دمنا نحصل على الموافقة من أفراد أطقمنا سنواصل تشغيل ناقلاتنا على هذا الطريق إلى السعودية». وقال وزير الصناعة الياباني هيروشيجي سيكو الجمعة إن الهجمات ستناقش في اجتماع لوزراء الطاقة والبيئة في الدول الأعضاء في مجموعة العشرين سيعقد في بداية الأسبوع. ورفض سيكو التعليق على تصريحات المسؤولين الأميركيين ألتي ألقوا فيها باللائمة على إيران، مضيفا أن بلاده ما زالت تحقق في الهجوم الذي وقع خلال وجود رئيس وزراء اليابان شينزو آبي في طهران في محاولة منه للمساعدة في تخفيف التوترات المتصاعدة بين الولاياتالمتحدةوإيران.