أُجلي طاقما ناقلتي نفط الخميس في بحر عُمان بعدما أرسلتا نداءي استغاثة، وسط تقارير عن تعرضهما لهجوم لم تتضح ظروفه بعد خلال عبورهما المنطقة البحرية الواقعة بين إيرانوالإمارات العربية المتحدة. وفور الإعلان عن الحادث، سُجل ارتفاع كبير في أسعار النفط، وهذه ثاني حادثة "غامضة" ضد ناقلات نفط في غضون شهر في المنطقة الاستراتيجية، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة الإمارات في 12 مايو قالت واشنطن: إنّ طهران تقف خلفها. وأفاد الأسطول الخامس الأميركي ومقره البحرين في بيان عن "هجوم استهدف ناقلتي نفط في خليج عُمان"، مشيرا إلى تلقيه "نداءي استغاثة منفصلين عند الساعة 6,12 صباحا بالتوقيت المحلي والساعة 7,00 صباحا". وأعلنت السلطات البحرية النرويجية أن ناقلة النفط "فرونت ألتير" المملوكة لمجموعة "فرونتلاين" النرويجية تعرّضت ل"هجوم" صباح الخميس في بحر عُمان بين الإماراتوإيران، وسُمعت ثلاثة انفجارات على متنها، مؤكّدة عدم إصابة أي عنصر من الطاقم بجروح. في سنغافورة، أعلنت شركة "بي أس أم" لإدارة السفن أن واحدة من ناقلاتها وتحمل اسم "كوكوكا كوريجوس" كانت هدفا ل"حادثة أمنية" ألحقت بها أضرارا، وأنه تمّ إنقاذ أفراد طاقمها، وقد أصيب أحدهم. وذكرت أن السفينة كانت على بعد 70 ميلا بحريا من الإمارات و14 ميلا بحريا من إيران. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن إيران قدمت المساعدة ل"ناقلتي نفط أجنبيتين" بعد أن تعرضتا "لحادثة" صباحا في بحر عُمان. وبحسب الوكالة الإيرانية، وقع الحادث الأول الساعة 8,50 (4,20 ت غ) على بعد 25 ميلا بحريا من بندر جاسك على متن ناقلة ترفع علم جزر مارشال وتنقل حمولة من الميثانول من قطر إلى تايوان. وقالت: إن 23 بحارا كانوا على متنها قفزوا في المياه وتم إنقاذهم. و"بعد ساعة من حادث السفينة الأولى، تعرضت ناقلة أخرى لحريق على مسافة 28 ميلا من جاسك". وكانت هذه ترفع علم بنما ومتجهة من أحد الموانئ السعودية إلى سنغافورة، وتحمل شحنة من الميثانول، وعلى متنها 21 بحارا أنقذتهم أيضا البحرية الإيرانية. وعرضت وكالة "إيريب نيوز" التابعة للتلفزيون الرسمي صورة ناقلة النفط يتصاعد منها دخان أسود كثيف، فيما بثت شبكة "إيرين" فيديو غير واضح صوّر على ما يبدو بواسطة هاتف نقال تبدو فيه نيران تتصاعد من مركب في البحر. الملاحة في خطر قالت رابطة ناقلات النفط إنترتانكو الخميس: إن هناك مخاوف متنامية بشأن سلامة السفن وأطقمها المبحرة عبر مضيق هرمز بعد تعرض سفينتين لهجمات في خليج عمان. وقال باولو داميكو رئيس مجلس إدارة إنترتانكو في بيان "عقب هجومين على سفينتي أعضاء هذا الصباح، يساورني قلق شديد بشأن سلامة أطقمنا عبر مضيق هرمز". وأضاف "نحتاج إلى أن نتذكر أن نحو 30 بالمئة من النفط الخام (المنقول بحرا) في العالم يمر بالمضايق. إذا أصبحت المناطق البحرية غير آمنة، فإن الإمدادات للعام الغربي بأكمله قد تتعرض للتهديد". وتمثل رابطة إنترتانكو الجزء الأكبر أسطول الناقلات المستقلة في العالم. وقال ثلاثة وسطاء شحن إن شركتي دي.اتش.تي هولدنجز وهيدمار المالكتين لناقلات نفط علقتا الحجوزات الجديدة إلى الخليج عقب هجمات الخميس. وتملك دي.اتش.تي أسطولا كبيرا من الناقلات العملاقة وتملك هيدمار مجموعة واسعة من ناقلات النفط. وقال مصدر: إن الشركتين علقتا عروض سفنهم من فئة سويزماكس القادرة على نقل مليون برميل وعلى ناقلاتهم العملاقة أيضا. ولم ترد الشركتان حتى الآن على طلب للتعليق. فرنسا تدعو لضبط النفس دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى ضبط النفس ونزع فتيل التوتر في منطقة الخليج بعد هجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان. وقالت المتحدثة باسم الوزارة أنييس فون دير مول للصحفيين في إفادة يومية على الإنترنت: "ندعو كل الأطراف، التي نتواصل معها بشكل دائم، لضبط النفس ونزع فتيل التوتر". وأضافت "نكرر أيضا ذكر تمسكنا بحرية الملاحة التي يتعين حتما الحفاظ عليها". النفط يرتفع وتقع المنطقة التي وقعت فيها الحادثة خارج مضيق هرمز الذي تعبر منه يوميا نحو 35 بالمئة من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا والتي تقدر بنحو 15 مليون برميل. وارتفعت أسعار النفط بنحو 4 بالمئة بعدما أوردت خدمة معلومات شحن تديرها البحرية البريطانية عن "حادثة" في بحر عمان، مشيرة إلى أن "المملكة المتحدة وشركاءها يقومون حاليا بالتحقيق". ووصل سعر برميل نفط برنت بحر الشمال إلى 61,74 دولارا. وتعرّضت أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نروجيّة وسفينة شحن إماراتيّة) الشهر الماضي لأضرار في "عمليّات تخريبيّة" قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز. واتهم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في زيارة قام بها إلى أبوظبي الشهر الماضي إيران بالوقوف وراء الهجوم، مشيرا إلى استخدام "ألغام بحرية من شبه المؤكد أنها من إيران". وقالت الإمارات العربيّة المتّحدة: إنّ النّتائج الأوّلية للتحقيق تُشير إلى وقوف دولة وراء تلك العمليّات، من دون أن تؤكد وجود دليل حتّى الآن على تورّط إيران.