ندرك تماماً أن أهداف «مسك الخيرية» وإن تعددت ولكنها تلتقي في هدف واحد، وينتظمها مسار واحد وهو الاستثمار في رأس المال الفكري، وإطلاق طاقات الشباب السعودي بما يسهم في تعزيز مكانة وريادة الوطن في الداخل والخارج.. نسمع كثيراً عن التحول إلى مجتمع قائم على المعرفة، ولكن من النادر أن نسمع حواراً ونقاشاً عن كيفية تحقيق هذا التحول. وهو بعبارة بسيطة الاهتمام بالمنتج الفكري أو رأس المال الفكري الذي يعد واحداً من أهم عوامل الإنتاج والقوة المحركة للتنمية الاقتصادية في أي مجتمع. ويأتي إنشاء الحاضنات واحدة من الوسائل التي تدعم رأس المال الفكري تمهيداً لتحقيق هذا التحول. وينطلق مفهوم الحاضنات من اعتبار المبادرة أو المشروع الصغير أو الفكرة المبتكرة بحاجة إلى رعاية ودعم ومساعدة لاكتساب مقومات النجاح والنمو والاستمرار لها. وتقف مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية "مسك" كواحدة من المؤسسات الخيرية الوطنية التي اهتمت مبكراً ومنذ تأسيسها العام 2011 بتحويل المجتمع إلى مجتمع قائم على المعرفة من خلال الاهتمام برأس المال الفكري وإنشاء الحاضنات، فقد وضعت ضمن أهدافها العمل على تمكين المجتمع من التعلم والتطور والتقدم من خلال تحديد أربع ركائز أساسية للمعرفة، وهي الثقافة والإعلام والتعليم والتقنية، مما يمكن من الإسهام في دفع عجلة التقدم في وطننا الغالي، من خلال قيامها بتصميم البرامج، وبناء الشراكات مع المنظمات المحلية والعالمية، كما تستثمر في تطوير رأس المال الفكري، من خلال مجموعة متنوعة من الحاضنات. والهدف النهائي من كل ذلك هو تعزيز الجهود للوصول إلى مجتمع قائم على المعرفة، فهي إذاً مؤسسة تهدف لتشجيع التعلم وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل لأبناء المملكة. وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مسك الخيرية على هذه الجوانب المتعلقة بالمعرفة من خلال كلمته في ديباجة المؤسسة حيث يقول: "إننا نسعى من خلال مؤسسة "مسك الخيرية" إلى الأخذ بيد المبادرات والتشجيع على الإبداع، بما يضمن استدامتها ونموها للمساهمة في بناء العقل البشري، فالقيادة الرشيدة حريصة على الاستثمار في رأس المال البشري، وتوفير البيئة المناسبة له لينمو ويساهم في تمكين هذه البلاد الغالية من التقدم والتطور، واتخاذ الموقع المناسب الذي تستحقه". ف"مسك الخيرية" تميزت بميزتين أساسيتين وضعتها في مقدمة المؤسسات الخيرية الريادية في المملكة. وهاتان الميزتان هما، تنوع مبادراتها ومشروعاتها الرائدة، واهتمامها بالشباب، فكانت رؤية ورسالة "مسك الخيرية" متمثلة في خلق الفرص، وتوظيف إمكانات أفراد المجتمع، وتمكينهم من التعلم والتطور في شتى المجالات. ولو استعرضنا المبادرات التي قامت بها "مسك الخيرية" خلال السنوات الماضية وحتى الآن، سنجد الكثير منها ما بين مؤتمرات وندوات وتأسيس حاضنات ودعم مباشر وغير مباشر لتوقيع اتفاقيات محلية ودولية مع عدد من المؤسسات والمنظمات التي تهتم بالشباب وبتنمية رأس المال الفكري مما يؤكد أنها تسير في طريق تحقيق أهدافها بكل حيوية ونشاط تدعمها المتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الإدارة. ولو أخذنا أمثلة على مبادرات "مسك" سنجد أن من ضمن هذه المبادرات برنامج الزمالة والتدريب لتأهيل الشباب السعودي، وتنمية مهاراته القيادية والذي يتم بالتعاون مع عدد من الجامعات العالمية، حيث تمكن من الاستفادة من هذه المبادرة حتى الآن أكثر من ثمانية آلاف شاب وشابة.. هذا خلاف الفعاليات المتعددة التي تنظمها أو تشرف عليها "مسك الخيرية" في مجال دعم أفكار الشباب وتشجيعهم على تبادل الأفكار والالتقاء بالخبراء والمختصين من مختلف دول العالم، ويأتي من أهمها "منتدى مسك العالمي" الذي يعد أكبر تظاهرة تنظمها المؤسسة سنوياً، حيث يجتمع فيه قادة العالم مع شباب وشابات هذا الوطن يتبادلون الخبرات والتجارب مع قادة الأعمال الشباب ليكتسب شباب المملكة ومجتمع الأعمال القدرة على مواجهة تحديات المستقبل الذي يتطلعون للمشاركة فيه بكل حيوية. وفي الواقع إن من يستعرض الفعاليات التي تنفذها "مسك الخيرية" سيلمس العديد من المميزات الأخرى خلاف التنوع، فاهتماماتها تتوسع لتشمل تنظيم المعارض، ورعاية مواهب الطفولة، وتشجيع الحوار بين الأجيال، والاحتفاء بالأيام العالمية المؤثرة، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة. ومن خلال هذه النشاطات ندرك تماماً أن أهداف "مسك الخيرية" وإن تعددت ولكنها تلتقي في هدف واحد، وينتظمها مسار واحد وهو الاستثمار في رأس المال الفكري، وإطلاق طاقات الشباب السعودي بما يسهم في تعزيز مكانة وريادة الوطن في الداخل والخارج. وصناعة القيم التي تخدم المجتمع والمؤسسات الاقتصادية فيه. والهدف النهائي لمبادرات "مسك الخيرية" هو أن تكون المملكة مركزاً عالمياً للابتكار وفقاً لرؤية المملكة 2030 من خلال دعم إبداعات الشباب وابتكاراتهم وورعايتها، فشكراً لمسك الخيرية على مبادراتها الرائدة.