ماذا بعد المشاركة لمجرد المشاركة في كأس العالم؟ وماذا بعد المشاركة في البطولات الخارجية والخروج بخفي حنين؟ الصحوة الكروية الحقيقية للكرة السعودية لن تكون بالضخ المالي فحسب، فالحراك الذي يقوده المال من دون العمل الاحترافي الذي يعلي من شأن الخبرات ومن دون النماذج التي يجدر بنا استنساخها لن يقدمنا للمكان الذي نطمح أن نعتليه. النماذج والمشروعات التي طورت الرياضة اليابانية في آسيا، والرياضة البلجيكية في أوروبا، تستحق أن نقف عندها روياً لنحاول استنساخ ما يمكن تطبيقه في رياضتنا لصناعة أنموذج رياضي سعودي محترف حقاً، فالمشروعات الرياضية الضخمة التي يديرها خبراء فنيون وإداريون متمرسون في اللعبة هي من ستصنع مستقبلاً رياضياً مزدهراً، بعيداً عن الاجتهادات التي تقدمها الأندية السعودية في المراحل السنية. النهضة لحصد الألقاب لا تبنى على عمل عشوائي، منذ فترة قريبة سألت أحد الكشافين في الدوري البلجيكي عن سر تميز الكرة البلجيكية تحديداً في لعبة كرة القدم، فلخص ثقافة مواهبنا بقوله: «إن المواهب البلجيكية تبنى وتؤسس على ثقافة مفادها أن الألقاب هي من تجلب الأموال، أما في الخليج والسعودية بشكل أدق، فاللاعب تُبنى طموحاته على تحقيق أول مليون». لا أزال أمني نفسي كوني محباً للرياضة أن تتم الاستفادة من استثمار الأمير عبدالله بن مساعد لنادي بيرشوت البلجيكي، بأن يكون هناك توأمة بين النادي والهيئة العامة للرياضة في إعداد وصناعة المواهب السعودية لتكون خطوة أولى، ونستنسخ بذلك الخطة التي سار عليها سابقاً نادي ليرس مع المستثمر المصري، فهي خطوة أجدى وأنفع من إرسال لاعب اعتاد الملايين والراحة والسهر، ونعوِّل عليه أن يستفيد من رحلته الاحترافية، وهي الخطوة التي أثبتت فشلها الذريع. التوءمة مع بيرشوت البلجيكي خطوة أولى لصناعة المواهب