دائما تبرز لنا مقترحات من هنا وهناك للتطوير الرياضي، وبالأخص بعد النتائج غير المرضية، وتظهر بعض الأفكار التي تنادي بالاهتمام بجانب أو آخر من الجوانب الرياضية أو تدعو إلى التطوير الشامل. "الرياض" التقت بالأستاذ عبدالرحمن الصائغ أحد المهتمين في الشأن الرياضي والذي لديه مشروع عملي للتطوير الرياضي "في كرة القدم" وهو مبني على رؤية خاصة به يمكن القول بأنها تمثل نظرية خاصة بواقع مستوى كرة القدم وبتطوير هذه اللعبة على المستوى الوطني. وهذا المشروع يحمل خطة واضحة المعالم. @ هل لك أن تعطينا فكرة مبسطة عن النظرية التي تقوم عليها فكرة المشروع؟ - أعتقد أن بلادنا الأشبه بالقارة تزخر بالكثير من المواهب القادرة بما لديها من إمكانات على الوصول إلى العالمية، وهناك بعض العوامل المؤدية إلى صعوبات في ظهور المواهب ذات المواصفات العالمية بالقدر المطلوب ، وواقعنا الحالي بحاجة إلى خطوة ذكية لنحدث نقله نوعية في المنظومة الرياضية لوضع القاطرة على قضبان السكة الحديد، ولو تم هذا سيرتفع الأداء الرياضي في كرة القدم إلى مستويات تضاهي الدول المتقدمة وسيكون لنا وزن وهيبة في المحافل الدولية. والمهم هنا هو العمل الجاد المدروس والنابع من جهود وإنتاج وإبداع أبناء الوطن وليس بالضرورة استعارة الأكلاشيهات الجاهزة من الخارج لأن تجارب الآخرين صحيح تفيدنا الكثير، ولكن لا يمكن استنساخها كما وردت والكلام هنا يطول. خلاصة القول إننا لن نستطيع الادعاء بأننا حققنا تطويراً رياضياً فعلياً ملموس النتائج ومشهوداً به عالميا قبل أن تكون جميع المواهب الفائقة في جميع أنحاء البلاد موجودة وحاضرة في الأندية ومؤهلة أحسن تأهيل ويشاهدها الناس ويستمتعون بلعبها، وما دون ذلك ففيه الكثير من الهدر للجهد والمال والقليل من النتائج على المستوى الدولي. @ كيف ترى تحقيق التكامل بين التربية والرياضة؟ @ هل لك أن تعطينا نبذة عن بعض المشكلات الرياضية التي ترى أن مشروعكم هذا سيعالجها؟ - أكتفي هنا بذكر نقطتين في رأيي أنهما بالغتا الأهمية.. @ أتوقع لهذا المشروع أن يسهم إلى حد كبير في علاج المشكلة التي تؤرق المهتمين وهي مشكلة الفكر الاحترافي، وثقافة الاحتراف وقضية الانضباط لدى اللاعبين. على عدة مستويات (التدريبي، الشخصي، التكتيكي). @ مشكلة أخرى سيقوم المشروع بإذن الله على تحييدها وهي مسألة وجود الكثير من الكفاءات والمواهب المتناثرة في أرجاء الوطن وهي غير حاصلة على فرصة للبروز وفي نفس الوقت غير قادرة على تقديم نفسها، وفي الواقع أن الرياضة تخسر يوما بعد يوم مادامت هذه المواهب غائبة.. وهذا المشروع سيقوم على اكتشافها وتأهيلها ومن ثم تقديمها للرياضة. @ كيف تصنف المشروع إذا تم له التطبيق على أرض الواقع؟ - المشروع سيكون جهدا وطنيا لرفعة هامتنا في المحافل الدولية وليكون لنا وزن ومكانة على مستوى الرياضة التي غدت من مؤشرات التطور والرقي الاجتماعي الدولي، والمشروع أيضا هو مشروع استثماري من خلال عدة مقومات منها الدعاية وعقود اللاعبين الذين سيقدمهم المشروع كمخرجات لجهده، ويتوقع أن يفوق العائد 400%، ومشروعنا هذا سيبرز الوجه الحقيقي للكرة السعودية. لأنه سيعمل علي كيفية اكتشاف الموهبة، وكيفية صناعة اللاعب النجم وكيفية إبراز ما لديه. كما أن المشروع عبارة عن برنامج عمل واضح المراحل ويتسم بالجدية والإجرائية والعلمية لعلاج المشكلات على أرض الواقع وللعمل على التطوير بعيدا عن الينبغيات. @ بماذا يختلف هذا المشروع عن فكرة الكشافين؟ والأنشطة التي يقومون بها؟ - الكشافون يقومون بجهد فردي جيد جدا لصالح الأندية ليقدموا لهم بعض المواهب، ولكن المشروع يزيد على هذا العمل بالكثير. على سبيل المثال تأهيل اللاعبين ووجود فرق من الخبراء الرياضيين (طب رياضي، تغذية، لياقة، تدريب..) ويمكن للمشروع التعاون مع الكشافين الموجودين حاليا للاستفادة مما لديهم وكذلك إفادتهم، فأنا أؤمن بما أسميه التآزر الوظيفي من أجل تحقيق التنمية والذي يجعل الجهود متضافرة لا متناثرة. @ ألا ترى أن مشروعك هذا شبيه بالأكاديميات؟ - المشروع يختلف عن الأكاديميات، إلا أنه سيدعم عمل الأكاديميات ويعزز من فرص ربحيتها ، ووجوده سيحفزها إلى الأداء المتطور، لأنه سيخرج في النهاية. ب- 150لاعباً هم الأفضل على مستوى المملكة من حيث الإمكانات (بدنية، مهارية، نفسية، شخصية ..) بناء على جهود مدروسة ومخطط لها علميا.. ووفق مواصفات عالمية ستقرها فرق الخبراء العاملين في المشروع إن شاء الله ، وبالتأكيد أن هذه المواهب ربما لم تكن لتذهب جميعها إلى الأندية والأكاديميات فالمشروع سيكتشفها ويطورها ثم يقدمها لضخها في الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى لينهض المستوى العام للعبة، وعليه ستكون مهمة الأكاديميات أكثر حيوية، لمواكبة المنتج الجديد من جيل اللاعبين، فتسعى إلى أن يكون مستوى مخرجاتها أعلى منه فيما لو لم يكن المشروع موجودا كمتغير مستقل في هذه المعادلة ومن زاوية الرؤية هذه. وأود الإضافة هنا إلى أن العائد الاستثماري للأكاديميات سيكون أعلى على المدى المتوسط والبعيد، وحتى القريب فالمشروع سيخدم اللعبة، وسيخدم الأكاديميات لأنه سيحيل إليها المئات من اللاعبين الخام الجاهزين لتطورهم الأكاديميات بأقل جهد ممكن من قبلها. لوجود الموهبة لديهم أصلا (بدنية، مهارية). وهذه هي الخصيصة الوحيدة الموجودة لدى البلدان الأفريقية التي تصدر لاعبيها إلى أعتى الدوريات العالمية. وقد تحاورت في مجمل النقاط المذكورة مع العديد من الشخصيات المتواجدة في الميدان الرياضي ولعل من أهمهم هذه الشخصيات الرياضية المدرب الوطني القدير / عبدالعزيز الخالد. @ كيف سيتمكن مشروعكم من الوصول إلى المواهب في أرجاء الوطن المترامي؟ وكيف سيؤهلها؟ وكيف سيخدم في حل مشكلة الفكر الاحترافي وثقافة الاحتراف؟ - سيكون للمشروع إنشاء الله مكتب رئيسي بالإضافة إلى حوالي 20مكتبا فرعيا موزعة في أرجاء البلاد وفق تقسيم مناسب وكل مكتب سيغطي منطقته ويستقبل اللاعبين ويبحث عنهم ويكون على اتصال دائم بالمكتب الرئيسي ومن خلال المكاتب الفرعية سيتم تأهيل اللاعبين (في مراحل المشروع الأولى) لكي يكون النشاط مشاهداً من جميع المتابعين سواء جمهوراً محلياً أو مسؤولين أو مهتمين أو جماهير كافة المناطق أو لاعبين وبذلك سيتم نشر ثقافة البرامج التدريبية والغذائية المنضبطة مع إظهار نتائجها للجميع.. بالإضافة إلى ضمان اكتشاف المواهب من أنحاء البلد. وسيتم استقبال أي موهبة على امتداد مراحل المشروع.وأؤكد هنا على أن المشروع سيتمكن من إيجاد الحل الثقافي لقضية الانضباط والفكر الاحترافي من خلال انفتاح المكاتب الفرعية على المجتمع لكي يرى الجميع كيفية العمل وكيفية اختيار اللاعبين ومواصفاتهم وفق معايير معلنه، ثم إعطاؤهم برامج (تدريبية، غذائية، تأهيلية، تثقيفية...) ومتابعتهم في ظل تغطية إعلامية مميزة فيبدأ الوعي الرياضي بالانتشار لدى الشباب. كما أن بث روح المنافسة لعموم الشباب السعودي على امتداد مراحل المشروع سيكون له دور كبير في ترسيخ الفكر الاحترافي واستيعابه ، لأن المشروع سيكون به مرونة كبيرة بحيث يتيح لجميع الشباب في أي وقت ومن غير العناصر الذين يتم اختيارهم في مراحله، فأي شاب يرغب في تطوير نفسه ولديه إمكانات معقولة يمكنه التقدم للمشروع ليتم تقييم قدراته ومن ثم تزويده ببرنامج تطويري خاص به (يكون معدا من قبل مجموعة خبراء المشروع وموجها للاعب نفسه) ومن ثم إذا انضبط اللاعب وتطور وجاء بقدرات ومواصفات تنافس المنخرطين في مراحل المشروع فيحق له الدخول في المنافسة. @ الشكل التوضيحي هل يعطي رؤية كاملة للفكرة أو للنظرية التي يقوم عليها مخطط المشروع ومراحله.. - الشكل التوضيحي يبين جزئية مهمة في المشروع، فيما يتعلق بالأندية ودورها وواقع هذا الدور وصعوبة تغيير هذا الواقع عطفا على عدة عوامل وضرورة التدخل بفكرة إبداعية لمعالجة الإشكالية التي لا يمكننا توجيه اللوم بشأنها إلى رؤساء الأندية أو المدربين أو اللاعبين أو المسؤولين.. المسألة ناتج وواقع ثقافي لا بد من معالجته بتدخل ثقافي واعٍ. @ ما ذا عن الاستثمار في المشروع؟ - المشروع كما أسلفت يحمل بعدا استثماريا ويمكن أن يكون مشروعا استثماريا بامتياز إضافة إلى مضاهاته للبرامج ذات الهالة الإعلامية مثل برنامج شاعر المليون. لأنه جماهيري من أول خطوة فيه، والمرحلة الأخيرة فيه ستكون تحت مسمى (مرحلة لاعب الملايين) وقبلها ستكون هناك مراحل أشبه ببرامج تلفزيون الواقع وستكون ذات أهمية كبيرة في صناعة الفكر الاحترافي فيما سيسمى بمرحلة - الكبسولة الاحترافية - وهذه الجوانب بالطبع تحمل البُعد الاستثماري. والركيزة المحورية في الاستثمار في المشروع هي عقود الاحتراف المحلي والعالمي للاعبين (مخرجات المشروع التي سيكتشفها ويطورها لتصبح مؤهلة على أعلى المستويات).