أكد مدرب فرق الفيصلي والرائد ونجران، البلجيكي مارك بريس الذي أقيل منهم جميعاً أن الأندية السعودية تنفق الملايين من أجل التعاقد مع لاعبين أجانب في وقت يملكون فيه لاعبين محليين أفضل بكثير من النواحي العقلية والفكرية والمهارية، كما تطرق بريس إلى تجربته مع الأندية التي أشرف عليها، مبيناً أنه استفاد منها كافة، مشدداً أنه لم يكن يعرف أسباب إقالته من تدريب الفيصلي حتى هذه اللحظة، ورشح البلجيكي فريق الشباب لنيل لقب الدوري، قبل أن يبدي امتعاضه من الفجوة الكبيرة بين الأندية من النواحي المالية، ما جعل المنافسة محصورة في الكرة السعودية دائماً بين الأندية الخمسة صاحبة الدخل المادي الضخم، «الحياة» التقت بالبلجيكي الذي تحدث عن أمور كثيرة، فإلى تفاصيل الحوار: كيف رأيت فريق نجران؟ - حاولت العمل لاستثمار كل الإمكانات التي يملكها الفريق، ولجأت إلى بعض الأمور التكتيكية، وتدعيم الجوانب البدنية، وبث روح الحماسة للفريق، وذلك لتعويض النقص الذي يعاني منه الفريق في ظل غياب سبعة لاعبين مؤثرين في الفريق، منهم المحترف مصعب اللحام، والمحترف فريد شكلام، إضافة إلى المحترف البرازيلي جونسون الذي حضر قبل فترة وجيزة، وهو الأمر الذي فاجأني لحظة وصولي. مخططات نجران هل تواكبت مع طموحاتك؟ - عملنا جميعاً كمنظومة واحدة، إدارة وجهازاً فنياً وطبياً لتقديم فريق بمستوى مشرف، وسعيت إلى تغيير الفكر لدى اللاعبين الذين أجد تركيزهم عالٍ في التدريبات، كما كثفت تدريبات تقوية المهارات مثل كيفية افتكاك الكرة من الخصم، والعمل على الاستحواذ على الكرة أثناء المواجهات، إضافة إلى مخططات أخرى وعدت الإدارة بتنفيذها لرفع المستوى الفني، خصوصاً خلال فترات التوقف من طريق عمل معسكرات داخلية أو خارجية، كانت ستسهم في تحسين أداء الفريق في حال تطبيقها بالفعل. كيف تُقيم الدوري السعودي؟ ومن تتوقع له أن يفوز باللقب هذا الموسم؟ - الدوري السعودي يعد الأقوى على مستوى المنطقة، ويتطور بشكل تدريجي كل عام، وهذا ما لاحظته خلال الأعوام الثلاثة الماضية، أما توقعاتي لبطل المسابقة، فالوقت ما زال باكراً لذلك، ولكن أعتقد أن الفريق الشبابي الأقرب لتحقيق اللقب. موسم ونصف الموسم مع الفيصلي، لتنتهي الرحلة بعد ذلك، كيف كانت تلك التجربة؟ ولماذا انتهت بهذه الطريقة؟ - راضٍ كل الرضا عن الفترة التي قضيتها مع فريق الفيصلي، إذ عملت منذ وصولي إلى «الفريق العنابي» على تطبيق الاحتراف داخل الملعب وخارجه، وخلال تلك الفترة كسبت محبة الجميع من إدارة ولاعبين وجماهير، ولكنني لم أعرف حتى اليوم أسباب إقالتي من تدريب الفريق، ويبدو لي أن تعاقد الفيصلي بعد ذلك مع مدرب بلجيكي دليل على نجاح الفكر الذي نقلته إلى هناك. لم تستمر طويلاً مع الرائد، ما هي الأسباب؟ - تجربتي مع الرائد كانت غنية بالفائدة لي على الصعيد الشخصي، وإدارة الرائد طلبت مني الإشراف على الفريق الموسم الحالي إلا أني اعتذرت لعدم الاتفاق على بعض شروط العقد. هل تعتقد أن العنصر الأجنبي هو من يصنع الفارق في الدوري السعودي؟ - اللاعب السعودي في الدوري يمتلك إمكانات تفوق في معظم الأحيان اللاعبين الأجانب، سواء أكان من ناحية الفكر الاحترافي أم المهاري، والدليل أن الفريق الأهلاوي وضع بعض لاعبيه المحترفين على دكة البدلاء، وبالمناسبة لا أنسى أن أشيد بالعمل الذي يقوم به مدرب الأهلي من خلال تغذية الفريق الأول والأولمبي باللاعبين الذين تم تدريبهم والإشراف عليهم من خلال الأكاديمية التدريبية التي تعتبر رافداً مهماً لأي فريق يرغب في تحقيق البطولات. كيف يمكن استثمار العنصر المحلي وسط ثورة التعاقدات الأجنبية في المسابقات السعودية؟ - كما قلت، اللاعب السعودي يمتلك إمكانات عالية جداً، ومخزوناً مهارياً عالياً، بل إن لدى الكثير رغبة واضحة وشديدة للتعمق أكثر في عالم الاحتراف أكثر من اللاعبين الأجانب، وهذا أمر صحي للغاية، ومتى ما أعطت الأندية الفرصة الكاملة للاعب المحلي حتى لو على حساب اللاعب الأجنبي سيصبح استثمار اللاعب المحلي أمراً سهلاً ومتاحاً. الفوارق المالية بين الأندية هل تتسبب في صناعة فجوة في الدوري؟ وهل ترى أن هناك فجوة حالياً؟ - بالتأكيد الفوارق المالية تلعب دوراً كبيراً في صنع فجوة بين الأندية، فالأعوام الأخيرة باتت الفرق المنافسة ثابتة وهي الكبيرة وصاحبة القوة المالية مثل النصر والهلال والاتحاد والأهلي والشباب، أما البقية فمستوى آخر يجمعهم، ووصول أحدهم للمقدمة لن يكون إلا صدفة. من واقع تجربتك المحلية في الدوري السعودي، هل تعتقد أن المنتخب السعودي الأول قادر على الوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا؟ - المنتخب السعودي أو الكرة السعودية تشهد في الفترة الحالية طفرة في اللاعبين المهاريين، وكذلك لاعبين حاليين أصحاب خبرة مع توافر الإمكانات فنية وإدارية تؤهل المنتخب للمشاركة في مونديال 2018 الذي تحتضنه روسيا، وبصراحة أتمنى أن يصل المنتخب السعودي إلى النهائيات، فهو من أهم المنتخبات التي تستحق تمثيل قارة آسيا في العرس العالمي، خصوصاً أن الكرة السعودية تملك مواهب قل ما تجدها في الدول الأخرى. هل كنت تتوقع أكثر مما قدّمه منتخب بلجيكا في البرازيل 2014؟ - على الورق الفريق كان متوقع أن يصل إلى مراحل أبعد من التي بلغها، لوجود لاعبين يمثلون أندية كبرى في مسابقات عالمية، ولكن سوء الطالع فقط من تسبب في خروجه باكراً. ثورة بلجيكا في عالم «المستديرة» شهدتها أوروبا في المواسم الماضية، كيف من الممكن أن يستنسخ السعوديون مثل تلك الثورة؟ - كانت هولندا في فترات طويلة وما زالت مميزة في إنتاج اللاعبين من خلال أكاديميات تدريبية تشرف على المواهب من الصغر، وتنمي فيها الفكر الاحترافي والفني، وقامت بلجيكا باستنساخ تلك الأكاديميات، ولكن بفلسفة بلجيكية استطاعت من خلالها الظهور بمظهر لائق في عالم الكرة، وإفراز وجوه شابة لها بصمتها في المسابقات الكبرى، والسعودية تستطيع من خلال الأكاديميات التدريبية الوصول إلى مبتغاها في ظل توافر المواهب والإمكانات والوصول إلى المحافل الدولية.