قادمون على حقبة مختلفة تتطلب التفكير والتركيز والاعتماد على الشباب كدعائم أولى للنهضة المستقبلية كونهم يمثلون الشريحة الكبرى في وطني الحبيب.. بحكم عملي ممثلاً للوطن في مجلس الشباب العربي بجامعة الدول العربية، فقد التمست أهمية الدور والصورة المفترضة والمستقبل المميز التي يجب أن نضعها كمسارات يجب أن يفهمها ويعيها الشباب السعودي سواء في الداخل أوالخارج.. لذا فإني دائماً ما أنادي بأهمية التدريب وضرورة التأهيل المرتبط بالتوظيف، وكذلك تشجيع الشباب على الدخول في معترك العمل التجاري وفق المتوفر لهم من دعم حكومي أو سيولة خاصة في ظل حتمية وجود الشباب في ميادين الحرف المهنية التي تمكن بعض الشباب من اقتحامها بجدارة، وأصبحنا نرى الشباب والفتيات السعوديين وهم يرسمون الإبداع في وظائف حرفية متعددة سواء في قطاع الأعمال أو المتاجر أو المطاعم أو المصانع، ونتطلع إلى أن نرى الصناعات السعودية والمنتجات الوطنية حاضرة في كل نواحي الاستهلاك المحلي، وطامعون لأن نراها على قائمة واردات الدول الشقيقة والصديقة مستقبلاً. كل هذه الأمنيات والطموحات مقترنة باتجاهات متعددة تتركز على أهمية وعي الشباب بالمرحلة الحالية والمستقبلية، والتي تتطلب منهم أن يكونوا على الموعد، وأن يقتحموا سوق العمل بجدارة وكفاءة متسلحين بهمتهم الدؤوبة، وأن يغيروا الفكر السائد عن نوعية الوظائف المتاحة ومميزاتها وموافقتها للراحة والتيسير وأيضاً حتى لمعدلات الرواتب، وأن يحولوا طموحهم إلى عمل مستمر حتى يحققوا عامل الخبرة، وأن يسيروا بكفاءتهم لنيل أعلى المراتب في ذات القطاع حتى يكونوا نماذج يقتدى بها من غيرهم، إضافة إلى أهمية التطوير والابتكار فيما يخص الأعمال الحرفية أو العمل الحر في ظل اختيار أنشطة تتواءم مع الطلب وأيضاً تتجنب الخسائر السريعة أو الكبيرة الأمر الذي يحتم أن تكون هنالك جدوى اقتصادية فاعلة لكل مشروع، وعلى رجال الأعمال والشركات مسؤولية كبرى في منح عامل الثقة للشباب السعودي وإعطائهم الفرصة ليثبتوا جدارتهم. أنا على يقين أن المستقبل حافل بالإنجازات وأن الشباب السعودي هو وقود رحلة العطاء القادمة وتحقيق أهداف رؤية السعودية العظمى 2030 لنسمو بأفكارنا ونرتقي بأعمالنا وصولاً إلى العالم الأول. * رئيس لجنة التعاون والتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية