المؤكد أن حتى أصحاب أنصاف العقول لا يمكن أن يصدقوا أن إيران وحدها هي التي خاضت ولا تزال تخوض هذه الحرب "الحوثية" المُنهكة والمُكلفة على مدى كل هذه السنوات الطويلة فهذا غير ممكن على الإطلاق وبخاصة أنها بالإضافة إلى حروبها الأخرى باتت تتعرض لحصار خانق بالفعل وتواجه ضغطاً اقتصادياً من قبل الولاياتالمتحدة ومن قبل دول أخرى إقليمية وكونية. لقد بات واضحاً ومعروفاً ومؤكداً أن هذه الحرب التي يواصلها "الحوثيون" ضد الشرعية اليمنية هي حرب إيرانية، عدة وعتاداً وقوات برية وجوية وبحرية، فدولة الولي الفقيه كانت حددت أفكارها "باكراً" وهي إقامة هلال طائفي يبدأ أحد طرفيه ب "الحديدة" على البحر الأحمر وينتهي طرفه الثاني بمدينة اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط مروراً بالعديد من الدول العربية وهذا هو ما تحقق حتى الآن في الجزء الأكبر والرئيسي منه لكن وقد أصبحت إيران مستنزفة وعلى هذا النحو فإن مواصلة هذه الحرب لا يمكن إلاّ أن تكون بإسناد دول أخرى لا شك في أن بعضها وبالتأكيد "عربية"!. لقد كان من الممكن أن تتحمل إيران في البدايات وزر حرب "الحوثيين" هذه لكن بعد تدخلها العسكري السافر في الشؤون الداخلية للعراق وسورية ولبنان وللفلسطينيين، في قطاع غزة وبعد كل هذا الانتشار والتمدد في هذه المنطقة كلها وبما في ذلك بعض الدول العربية الإفريقية فإنها وبالتأكيد لم تعد قادرة على هذا الوزر كله مما يعني أنَّ هذه الحرب على الشرعية اليمنية وعلى مسانديها لم تعد حرباً إيرانية فقط لا بل وبكل صراحة أن هناك عرباً "مستعربين" وأيضاً "عاربين" قد انضموا إلى هذه الحرب بالأموال وبالأسلحة وبالعمليات الاستخبارية وبالإعلام هذا الذي غدا مكشوفاً بعدما أزيل عن وجهه "نقاب الحياء". إن هذا بات واضحاً ومؤكداً ويتحدث عنه وبه المقيمون في "الدوحة"، وعلى الرحب والسعة ورغد العيش، وفي مقدمتهم شيخ "المجاهدين"! بالتآمر يوسف القرضاوي وهناك وبالتأكيد "إخوة أعداء" بعضهم واضح ومعروف ولا يخجل من أن يكون تابعاً و"مأجوراً" للجنرال قاسم سليماني وللولي الفقيه في "قُم" وطهران وبعضهم الآخر يلوذ ب "تقية" معروفة ومكشوفة لكن سيأتي اليوم الذي سيقال فيه كل شيء... وعندها فسيعلم الذين ظلموا أي مُنقلبٍ سينقلبون"!.