الإعلام المتخصص نمط إعلامي معرفي يستخدم الفنون والمهارات الإعلامية ويتوجه إلى جمهور نوعي.. والاتجاه لهذا النمط يمثل مؤشراً مهماً، وبرهاناً واضحاً على قيمة وتقدم هذا المجتمع وتطوره في المجال الإعلامي.. ويتميز بأنه إعلام في مجالات متعددة (كالسياسة والبيئة والرياضة والصحة) يتيح أنواعاً محددة ومتعمقة ومتخصصة من المادة الإعلامية بهدف توجيهها لجمهور معين ذي خصائص واحتياجات مشتركة. وعندما يتوجه أي مجتمع نحو التخصص الذي يمثل انقسام الكل المعرفي إلى جزيئات متخصصة، حيث يحدد كل علم معالمه.. فيكون التخصص إضافة للمجال العميق فيثري معرفياً، وثقافياً.. فيصبح الواقع الإعلامي والموقف الاتصالي الذي يسلكه الفرد منطلقاً مستوعباً للتطورات والمستجدات في مجال ما. ويمثل اتجاه التخصص وعياً وتوافقاً مع أطروحات الواقع الاتصالي الجديد الذي ينظر إلى الجمهور كمجموعات نوعية محددة لكل مجموعة احتياجاتها الاتصالية واشباعاتها التي تتحق من انتقائها لما تستخدمه من وسائل الإعلام. اليوم نحن نعيش عصر تداخل المعارف، وتشابك المجالات، وتأثر مضامين بعضها ببعض.. من هنا تبرز أهمية وقيمة الإعلام المتخصص.. حيث يظهر الاتجاه الحديث إلى دمج العلوم والمجالات المختلفة في الإعلام بمعايير منضبطة ونوعية لتؤدي مهمتها بنجاح من خلال استثمار المقومات الإعلامية ووسائلها ومكوناتها في تقديم كميات وافرة في مجال محدد يلبي متطلبات الجمهور المقصود، ويشبع رغبات المتلقي الخاص. وحيث إن الإعلام المتخصص يحتاج إلى كوادر نوعية إعلامية مميزة، ومدربة، ومجهزة بالعلم والمعرفة والمهنية في المجال التي تعمل فيه، فهي بذلك تختلف عن مخرجات وسائل الإعلام العامة. ولا شك أن إطلاق جامعة الأمام ممثلة بكلية الإعلام والاتصال على لسان عميدها الراقي سمو الأمير سعد بن سعود برامج دبلوم عالي في الإعلام المتخصص (بعد البكالوريس) يشمل أربعة حقول مهمة ومطلوبة حالياً تضمنت (الإعلام السياسي، والإعلام الرياضي، والإعلام البيئي، والإعلام الصحي) كمرحلة أولية تطلق بعدها أربعة دبلومات أخرى في مجالات أخرى لاحقاً.. ذلك يعد مواكبة لبرامج التحول الوطني ضمن رؤية 2030 من خلال تطوير البرامج التعليمية والتي تتبناها الجامعة بفاعلية. تلك الدبلومات أعدت وصممت باحترافية، ومؤكد أنه سيقدمها تدريبياً، ويدرسها علمياً أساتذة معتبرون في الإعلام والتخصص المنشود.. كما تم تصنيفها وتوصيفها وظيفياً في وزارة الخدمة المدنية لتكون فرصة للتوظيف بالإضافة لإمكانية أن تكون تجسيراً لدراسة الماجستير.. لتقدم خيارات علمية ومهنية تربط مجال الإعلام وفنونه بالمجالات الأخرى ذات العلاقة. ويبقى القول: "يشكل الإعلام المتخصص انتقال الممارسة الإعلامية من الشكل التقليدي إلى شكل أكثر عصرية"، وأبلغ تعاطياً، وأوعى مفهوماً.. وهذه الدبلومات المطروحة اليوم أصبحت، وأمست فرصاً قيّمة توجب الاستفادة منها لكونها فرصاً وظيفية تتماهى مع متطلبات سوق العمل الإعلامي الحديث.