إذا وجدت نفسك تعطس عندما تخرج من الظلام إلى النور فلست وحدك الذي يفعل ذلك، إنّ الأعراض البسيطة يمكن التعامل معها بسهولة إذا تمكنت من إطلاق اسم عليها، حتى لو كان ذلك الاسم يترك انطباعاً خادعاً عن مدى أهمية هذه الأمراض. وكان الاسم الذي يشير إليه هو "العطس الضوئي"، لقد عانى عدة أشخاص من حالة مرضية تتمثل في تعرضهم لموجة من العطس الكثيف عند خروجهم من مكان مظلم إلى مكان به إضاءة شديدة، لكن بعضهم شعروا ببعض العزاء عندما عرفوا أن هذا "يحدث للناس العاديين". وكان أول بحث رسمي في هذه الظاهرة كان في فرنسا في خمسينات القرن الماضي من جانب باحث فرنسي، الذي اكتشف أن بعض المرضى كانوا يعطسون عندما أضاء في عيونهم المنظار الذي يستخدم لفحص شبكية العين، وبعد إجراء تجارب على ستة مرضى، تيقن سيدان من أنهم يعطسون عند التعرض أيضاً لضوء الشمس الساطع، أو فلاش الكاميرا، وفي إحدى المرات عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية. وفي وصفه لتلك الظاهرة لاحظ سيدان أن العطس يحدث فقط لحظة تعرض المريض للضوء، لكنه لا يستمر خلال التعرض لفترات طويلة لضوء الشمس الساطع أو حتى ضوء منظار العين. وأوضح باحثون أن عدد المصابين بهذه الحالة يتراوح بين 17 % و35 % من سكان العالم، ووصل عدد المصابين بهذه الحالة إلى 23 % و24 % من المتبرعين بالدم في دراسة أخرى، أيضاً حرارة الشمس تتفاعل مع السوائل الموجودة في الأنف، مما يسبب العطس، أما حرارة النار فهي تبخر هذه السوائل وتستهلكها أيضاً؛ مما يسبب جفافا في الأنف، وهو ما يمنع العطس.