الماء الأبيض أو ما يُعرف بالساد عبارة عن اعتام عدسة العين والتي عادة تكون صافية تماماً وتحولها من اللون الشفاف إلى اللون الأبيض يعيق عبور أشعة الضوء إلى مؤخرة العين (الشبكية) مما يؤدي إلى ضعف الرؤية، ويمكن تخيلها مثل قطعة من الزجاج الذي يوجد على سطحها بخار الماء. والعدسة هي جسم شفاف يقع خلف القزحية أو الجزء الملون عادة باللون الأسود وتعمل كعدسة الكاميرا حيث تستقبل الصور وتعكس الضوء والألوان والأشكال إلى الشبكية الواقعة في مؤخرة العين والتي بدورها ترسلها إلى المخ لبرمجتها إلى الأشكال التي نراها. ولا أحد يعرف الأسباب الحقيقية لتغير العدسة مع تقدم السن، لكن ومع مرور الوقت بدأ أطباء العيون بتحديد العوامل المحتملة لتكوّن الساد كالتقدم في العمر وهو من أهم أسباب حدوث الماء الأبيض خصوصاً بعد سن الستين وهو ما يُعرف بالماء الأبيض الشيخوخي، وبعض العوامل الفيزيائية مثل الحرارة القوية والكهرباء والمعالجة بالأشعة والحوادث الرضية (مثل حوادث السيارات أو إصابة العين بضربة شديدة أو جرح نافذ) والتعرض لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية بلا حماية لفترات طويلة، والتهابات العين المتكررة، وبعض الأمراض المزمنة كداء السكري وأمراض الكلى، والاستعمال المزمن لبعض الأدوية مثل الكورتيزون، وأن يكون المريض قد أجريت له جراحة سابقة للعين، والتغذية غير الجيدة قد تكون أحد أسباب تكوّن الساد، والماء الأبيض الخلقي وهو الذي يتكون عند الولادة مباشرة أو في السنة الألى من عمر الطفل، ومن أكثر الأسباب المؤدية إلى تكوّن الماء الأبيض الخلقي ما يلي: * ثلث حالات الماء الأبيض الخلقي تكون بدون أسباب أي أنها لا تتعلق بمرض في العين أو الجسم، حيث قد تتكون نتيجة لحدوث طفرات تلقائية تؤدي إلى تشكّل الماء الأبيض في نسل المريض بحيث انه بحدود 23% من الماء الأبيض الخلقي وراثي. * العدوى عن طريق الأم إذا كانت مصابة بالحصبة الألمانية أو الزهري أو الجدري أو الأنفلونزا. * الأمراض الأيضية مثل سكري الحمل أو ارتفاع سكر الحليب في الدم. * الإصابة بأي من المتلازمات مثل متلازمة داون أو ستكلر أو ألبرت أو تيرنر. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك علاقة وثيقة بين الماء الأبيض وعادة التدخين وشرب الخمور والكحوليات. وتكون أعراض الماء الأبيض مثل عدم الارتياح للضوء الساطع أو الشديد، وهذا يكون عند بداية تكون الماء الأبيض، وفقدان الرؤية بالتدريج بدون الإحساس بألم مع تناقص في تمييز الألوان، والحاجة إلى تغيير النظارة الطبية بصفة مستمرة، ورؤية مزدوجة للأجسام في إحدى العينين، والحاجة إلى إضاءة ساطعة أثناء القراءة، وضعف النظر ليلاً مع صعوبة في قيادة السيارة، وتغير لون بؤبؤ العين إلى اللون الأبيض خاصة في الحالات المتقدمة. ويمكن عند ظهور الأعراض زيادة حدة البصر لفترة ما باستخدام نظارات جديدة وعدسات تكبير وإضاءة جيدة أو أي مساعدات بصرية أخرى، أما بالنسبة للحالات المتقدمة فلا يمكن الاستفادة من تغيير النظارات وتعتبر الجراحة هي العلاج الوحيد في هذه المرحلة. عند الجراحة سيتم تنظيف وتعقيم منطقة ما حول العين بشكل كامل وسوف يتم وضع أغطية معقمه حول الرأس، وبعد ذلك سوف يعمل فتحة صغيرة جداً بواسطة ميكروسكوب العملية، وخلال هذه الفتحة يُدخل الجراح أداة بحجم رأس القلم وبعد ذلك سيقوم الجراح وحسب حالة العين بإزالة العدسة كما هي (استخراج العدسة خارج المحفظة) أو باستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية لتفتيت واستحلاب العدسة المعتمة (فاكو) و يتم ترك غشاء العدسة الخلفي والذي يُسمّى المحفظة الخلفية مكانه، وتوضع عدسة من البلاستيك داخل العين لتحل مكان العدسة الطبيعية التي أُزيلت، وبعد ذلك تقفل الفتحة وعند استخدام الغرز لا تحتاج إلى ازالة إلا في حالات نادرة جداً. أثناء الجراحة سيتم استخدام آلة صغيرة تساعد على بقاء الجفون مفتوحة، حيث يجب على المريض أن يحافظ على عينيه ثابتة أثناء الإجراء قدر الإمكان وأفضل طريقة لعمل ذلك هو النظر إلى نقطة واحدة طوال فترة الجراحة وضوء الميكروسكوب سيكون أفضل نقطة. سوف يشعر المريض بأيدي الجرّاح على جبينه وسيسمع صوت أدوات الجراحة وسوف يشعر من حين لآخر بماء بارد على عينيه أو خده، هذا هو المحلول الضروري لإبقاء العين رطبة بشكل جيّد، وتستغرق العملية عادة 30 دقيقة، وعندما تنتهي الجراحة سوف يُراقب المريض لفترة قصيرة وبعد ذلك يُرسل إلى غرفته. عادة ما تُجرى الجراحة تحت تخدير موضعي وهو تخدير كامل العين وعضلات العين لكي تقلل من عدم الراحة، أو تخدير مقدمة العين فقط إلا أنه وفي حالات معينة سيكون التخدير العام هو الخيار المفضل، وهي الحالات الأقل شيوعاً، وأي نوع من أنواع التخدير المذكورة سوف تسمح بإجراء العملية بدون ألم، ويعتمد اختيار نوع التخدير على تفضيلات الطبيب وعلى حالة المريض، ويبقى معظم المرضى يقظين أثناء الجراحة ويمكن استخدام مهدئ خفيف يساعد على الاسترخاء حسب رغبة كل من الطبيب والمريض، ويحتمل أن يعود المريض إلى منزله في نفس اليوم الذي تُجرى فيه الجراحة أو في اليوم التالي وذلك يعتمد على حالة العين. * ما هي طرق الوقاية من الماء الأبيض؟ - هناك بعض القواعد الصحية الأساسية التي من شأنها المساعدة في الحماية من مرض الساد وهذه القواعد تشمل: - حماية العينين من أشعة الشمس فوق البنفسجية، فالتعرض المستمر للشمس يسرّع من ظهور مرض الساد وذلك باستخدام النظارات الشمسية . - اتخاذ التدابير الملائمة لوقاية العين من الجروح والرضوض في أوقات العمل والراحة مثل نظارات الحماية. - السيطرة على مرض السكري وعلاجه جيداً. - الغذاء الغني بمضادات الأكسدة مثل فيتامين (أ) والسيلينيوم وفيتامينات (ج) و(ه) قد تؤدي إلى تأخر تكوّن الماء الأبيض. قسم طب العيون