المفترض بعد ذلك القرار الأميركي الشجاع والصائب لتصنيف "الحرس الثوري" الإيراني منظمة إرهابية أن يكون هناك تطبيق دقيق وحازم لهذا القرار إنْ من قبل الولاياتالمتحدة وإن من قبل الدول الغربية كلها وبخاصة دول الاتحاد الأوروبي وبالطبع وأيضاً من قبل الدول العربية التي إن هي لم تتدخل إيران بعد تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية فإنها ستبادر إلى مثل هذا التدخل عندما تستجد اللحظة المناسبة لمثل هذا التدخل. لقد أصبح الآن أمام العرب المترددين خياران فإمّا هنا وإمّا هناك إمّا مع إيران والتبعية لها ومع التدخل الإيراني في شؤوننا الداخلية وإمّا مع المصالح العربية وحقيقة أن الفرز في هذه المنطقة قد أصبح على هذا الأساس وهنا فإن ما تجب الإشارة إليه هو أن بعض أبناء "جلدتنا" سيحاولون وضع "رِجْل في البور ورِجْل في الفلاحة" وأن هناك من سيحاولون تسويق إعذار كانوا قد اعتادوا على تسويقها بأنه لا بد من أن يكون هناك من هو في خندق الحياد ليستطيع التحرك على دروب الوساطة. يقول الحديث النبوي: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين" وحقيقة أن العرب، إن في المرحلة الشاهنشاهية وإن بعد الثورة الخمينية، قد لُدغوا من إيران، ألف مرة وهذا رغم أن كل محاولات التقرب منها على أساس أن عدونا المشترك هو إسرائيل الصهيونية قد باءت بالفشل لاعتقادها أن هذا التقرب أسبابه الضعف والخوف!. لقد قال قائد حراس الثورة الإيرانية محمد علي جعفري قبل فترة إن إيران غدت تسيطر على أربع عواصم عربية وكان يقصد بغدادودمشق وبيروت وصنعاء ولعل ما لا خلاف عليه، هو أن إيران دولة محتلة بكل معنى الاحتلال فهي بالإضافة إلى احتلال المحمرة وعرب ستان "أرض العرب" تحتل الجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وهي تحتل الآن وبكل معنى الاحتلال العاصمة الأموية دمشق وصنعاء وبيروت وكما أنها تمكنت من وضع أقدامها في بحر اللاذقية وتحاول إيجاد مواطئ أقدام لها في الوطن العربي وبأسره. وهكذا فإنه لا بد من استقبال القرار الأميركي باعتبار "حراس الثورة الإيرانية" منظمة إرهابية على أنه جاء أيضاً لمصلحة العرب المتضررين من التمدد الإيراني في العديد من دولهم ومما يعني أنَّ كل من يرفض هذا القرار يرفض مواجهة تنظيم إرهابي مثله مثل "داعش" و"النصرة".