الشاعرة السعودية أم فهد العتيبية «هيبة شِعر» لها عطاء مثمر مع الحرف الجميل، ومشاعر صادقة الوصف والبوح، وقد أبحرت في عالم الشِّعر من خلال قصائدها الرائعة والمتميزة بالمشاعر الرقيقة التي تلامس إحساس المجروحين، وهموم المحزونين، كان لنا معها هذة الوقفة في فضاءات أدبية. * في البداية، كيف تنظرين الآن إلى ساحة الشِّعر في عصر التطوّر والانفتاح؟ * الشِّعر لغة الشعوب، وأصبح الآن نقطة الوصل بين الأصحاب والأصدقاء والأحبة، لكنه في عصر التطوّر والانفتاح وجد نفسه بين أقلام لا تراعي جودته وقوانينه، وكثُر فيه من لا يوقره ولا يراعي أصوله، فأصبح يُكتب من دون الأخذ بالقوانين والأصول والقيم التي ترتقي به.. الشِّعر قمّة لا يصل إليها إلا من يستحقها. * متى تكتبِين الشِّعر؟ ومتى الشِّعر يكتبك؟ * أكتب الشِّعر عندما أعجز عن الكلام، وعندما تختنق أنفاسي بما هو أكبر من البوح، وعندما تمتلئ عيني بماء الصراحة التي لا يعرفها إلا من يشعر بي ويعرف من أكون.. أكتبه لكي أعبر بصمت من دون أن أجرح أو أُجرح. * أين ترين نفسك بين شاعرات اليوم؟ * أرى أنني وصلت إلى ما من شأنه أن يروي غروري، وصلت إلى مكان يشار إليه بالبنان في عالم الجزالة، أرضيت نفسي قبل إرضاء الجميع، عبرت عما كان يزدحم على لساني للعبور، ويبث حديث النفس الذي كان من شأنه أن يرقى بقائلته إلى عنان السماء، وأن يقال لها صح لسانها. * هل لكِ حضور في الشبكة العنكبوتية؟ وهل لها تأثير في دفع حركة الشِّعر؟ * كان ظهوري الأول في مسابقة «شاعر الملك» في قناة المرقاب، بعدها دخلت عالم «تويتر»، وكان دخولي لهذا العالم مجرد إرضاء للقريحة التي كانت زاخرة بمشاعر الحزن والمعاناة، ولم أكن أبحث عن شهرة أو بروز. * ما أهم المحطات في مسيرتك الشِّعرية؟ * أولى المحطات التي توقفت فيها لإشباع القريحة كانت أحضان والدتي أطال الله في عمرها، فكانت أول من أخذت بيدي لأطل من نوافذ الكتمان لعالم البوح. * من تفضلين من شعراء الساحة الأدبية؟ * منذ نعومة أظفاري عشقت كتب الأدب والشِّعر، وكنت كثيرة القراءة لعدد كبير من شعراء وأدباء العصر القديم والحديث، وأعجبت بما كنت أرى وأقرأ. *مَن مِن الشاعرات اللاتي تربطكِ بهن علاقة شعرية وشخصية؟ * جميع شاعرات الوطن القديرات والراقيات شِعراً ونثراً وأخلاقاً تربطني بهن علاقة طيّبة، ومن هذا المنبر أقدم فخري واعتزازي بمعرفة شاعرات نخبة النون الأدبية. * ما الذي تجدينه ينتصر في شِعرك: الحُبّ، الوطن، الألم؟ * الحُبّ كان صاحب الصدارة في شِعري، وأما الوطن فهو في القلب قبل أن يكون كلاماً يكتب أو شِعراً يتباهى به الشاعر، وأما الألم فهو الذي ينتصر في جميع ما تجود به نفسي، وكل ما أكتب تجد فيه غصة الألم وأنين المعاناة. *ما الهاجس الذي يسيطر على مشاعرك أثناء الكتابة؟ * الهاجس الذي يدخلني إلى عمق الإبداع هو أن يكون كل ما أكتبه يشد انتباه القارئ ويحوز رضا المتلقي. * أيهما أكثر صدقاً: شِعر الرجل أم شعر المرأة من وجهة نظرك؟ * كل شاعر يكتب عن معاناة هو الأصدق شِعراً بغض النظر عن كونه رجلاً أم امرأة؛ لذلك فالشاعر/ة الذي تجد شِعره يلامس مشاعر المتلقي ويدخله في عالم وأجواء القصيدة، ويجعله يتقمص شخصية الشاعر من خلال أبياته هو الأصدق في نظري. * ما القصيدة التي أبكت الشاعرة أم الفهد؟ * القصيدة التي أبكتني وأبكت الكثير، منها هذه الأبيات: يا سعود نوم الليل بالعين ماطاب يا سعود والله نوم عيني نهابه يا سعود دمعي له شهر دوم صباب على عديل الروح دوم انسكابه جابوه قبل العصر منزوع الاسلاب في خام جعل الله يجزل ثوابه صلوا وشالوا صاحبي كل الاحباب وقفوا وكلن صاح من حر مابه * الأمسيات النسائية، ما رأيك بها؟ وهل سبقت لك المشاركة؟ * الأمسيات النسائية بوابة بروز الشِّعر النسائي والشاعرة وتميزها عن طريق طرح نتاجها الشعري وشاعريتها، كذلك أبرزت العدد الكبير من فارسات الكلمة، اللاتي اختفين وراء أسوار العادات والتقاليد التي تبيح لغيرهن البروز، وتقتل إبداع كثيرين خلف تلك الأسوار -الحمدلله- كان لي الشرف في مشاركة عدد من شاعرات الوطن في تمثيل الشعر النسائي على منصات الإبداع والجزالة، أيضاً شاركت في أمسية في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. * ما جديدك اللاحق؟ * جديدي هو إصدار ديوان مطبوع - بإذن الله - في القريب العاجل. * آخر نص كتبته الشاعرة أم الفهد؟ * نص بعنوان: «جملة أفكاري» منه هذه الأبيات: في محكم القرآن قمت وتهجيت لو كان قلبي ب اول العهد قاري وفي مجمل حروفه وحكمه توصيت تجويده وتلاوته علم جاري في خلوتي وبطهر تنزيله أصغيت ومن قدرة الرحمن شفت المواري * كلمة أخيرة؟ * أشكر جريدة «الرياض» ممثلة في محرريها ورئيسها وجميع من له الفضل في تسليط الضوء على إجراء هذه اللقاءات مع رواد الكلمة وفرسان القصيد.