في مجتمعنا المبارك المملكة العربية السعودية لم تزل المرأة تتبوأ مكانة راقية تتفيأ فيها ظلال العز والكرامة وتسعد فيها بجميل التقدير أيّاً كان مكانها في المجتمع أماً وأختاً وزوجة وبنتاً. وقد تسنمت المرأة عالم الريادة في ظل الرؤية المباركة للمملكة 2030 والتي تنظر إلى المرأة كشريك مهم وعضو فاعل في مسار التنمية في جميع مجالاتها. وتتيح لها الفرصة، وتقدم لها الدعم لتصل إلى مراكز متقدمة في كافة المجالات. هذه الخطوات المتسارعة والمساعي المشكورة مع دورها الكبير وأثرها الواضح إلا أنها بحاجة ماسة إلى مزيد من التدريب والتأهيل لتتمكن المرأة من تحقيق مستويات عالية من النجاح فيما أوكل إليها من مهام على كافة المستويات: المستوى الشخصي وبناء الذات وسموّ الأهداف والمستوى الأسري في إدارة الأسرة واستقرارها والمستوى الاجتماعي في المسؤولية الاجتماعية التي تؤديها بالشراكة المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المختلفة وعلى المستوى العلمي المنهجي والمهني الاحترافي وعلى كافة الأصعدة لتقدم لوطنها نموذج المواطنة الصادقة والمنهجية السليمة والرؤية الواضحة التي تمكنها من الإسهام في رقي الوطن وتقدمه. ولا ريب أن التنمية البشرية في مجال تمكين المرأة لها أبعادها المتعددة التي تؤثّر في المجتمع حاضراً ومستقبلاً ؛ ما يجعل العناية بها يُشكل محوراً مهماً من محاور التنمية المستدامة للدول والحضارات. إن تأهيل المرأة وتدريبها رغم وجود مبادرات لبعض الجهات بشأنه إلا أن الحاجة لبذل المزيد من الجهود لم تزل قائمة يُدركها ذوو الاختصاص ويلحظها الذين يتعاملون مع الشخصيات النسائية في المؤسسات والمراكز المختلفة. نعم لقد أثبتت المرأة نجاحها في كثير من المجالات؛ ولكن الطموح في نجاح أكبر ومدىً أبعد وتميّز يتعدى الآفاق يجعل الحاجة للتدريب لا تزال قائمة. كما أن الطموح أن تتمكن المرأة من خلال التدريب والتأهيل من تقلّد المناصب القيادية وتحقق فيها نجاحات غير مسبوقة، سيما أن المرأة تفرّدت بحكم طبيعتها وجبلّتها بإخلاصها وحبها لعملها وصدق ولائها لمؤسستها وفريق عملها بحكم عاطفتها القوية وتمكنها من إدارة العلاقات بنجاح ظاهر وهذا سيجعلها مع مزيد من التدريب تثبت جدارة متقدمة في أي منصب قيادي تتولاه. وتُسهم بفاعلية في البناء الحضاري وتحقق طموح الوطن وقادته.