محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعًا جديدًا من الخفافيش في المملكة    توال و 5SKYE تعلنان عن شراكة استراتيجية لتعزيز التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية    "مطار الملك فهد الدولي" يحقق المركز الأول في نسبة الالتزام بمعايير الأداء التشغيلي    رغم عدم تعليق موسكو.. أوكرانيا تتهم روسيا باستهدافها بصاروخ باليستي عابر للقارات    تفاؤل أمريكي بوقف إطلاق النار في لبنان.. خلافات بين إسرائيل وحزب الله على آلية الرقابة    اكتمال وصول الدفعة الأولى من ضيوف خادم الحرمين للعمرة والزيارة    الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وقائد بحماس    مدير عام فرع وزارة الصحة بجازان يستقبل مدير مستشفى القوات المسلحة بالمنطقة    "تعليم البكيرية" يحتفي باليوم الدولي للتسامح بحزمة من الفعاليات والبرامج    أمين منطقة القصيم يتسلم التقرير الختامي لمزاد الابل من رئيس مركز مدرج    ضيوف الملك: المملكة لم تبخل يوما على المسلمين    ندوة "حماية حقوق الطفل" تحت رعاية أمير الجوف    الهيئة السعودية للبحر الأحمر تصدر أول ترخيص لمراسي سياحية في ينبع والليث    سفارة السعودية في باكستان: المملكة تدين الهجوم على نقطة تفتيش مشتركة في مدينة "بانو"    أكاديمية طويق شريك تدريبي معتمد ل "Google Cloud"    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    مدالله مهدد ب «الإيقاف»    9 مهددون بالغياب أمام «الصين»    وزراء داخلية الخليج يبحثون التعاون الأمني المشترك    «المرور»: الجوال يتصدّر مسببات الحوادث بالمدينة    ضمن ملتقى «الإعلام واقع ومسؤولية».. إطلاق أول بودكاست متخصص في المسؤولية الاجتماعية    وزير العدل: القضاء السعودي يطبق النصوص النظامية على الوقائع المعروضة    حمائية فاشلة !    الصقور السعودية    «المسيار» والوجبات السريعة    «كوكتيل» هرج    الخليج يتطلع لنهائي آسيا أمام الدحيل    البكيرية يتجاوز الجندل والعدالة يتألق أمام النجمة    البرلمان العربي يدين تهديدات كيان الاحتلال الإسرائيلي بضرب العراق    هوساوي يعود للنصر.. والفريق جاهز للقادسية    اكتشف شغفك    علاج فتق يحتوي 40 % من أحشاء سيدة    الاتحاد يستعيد "عوار" .. وبنزيما يواصل التأهيل    الغندور سفيرا للسعادة في الخليج    محافظ جدة يشرف أفراح الحصيني والقفيدي    الإعراض عن الميسور    «بوابة الريح» صراع الشّك على مسرح التقنية    الدرعية تضع حجر الأساس لحي القرين الثقافي والمنطقة الشمالية    «قرم النفود» في تحدٍ جديد على قناة «الواقع»    فيتو أميركي ضد قرار بمجلس الأمن بشأن غزة    مهرجان البحر الأحمر يعرض روائع سينمائية خالدة    إيطاليا تفرض عقوبات أشد صرامة على القيادة الخطرة    أرامكو تحصد 5 شهادات ماسية خلال حفل مستدام «أجود»    في مؤجلات الجولة الثامنة من" يلو".. قطبا حائل يواجهان الحزم والصفا    أفراح آل الطلاقي وآل بخيت    نواف إلى القفص الذهبي    الزميل أحمد بركات العرياني عريسا    رسالة إنسانية    " لعبة الضوء والظل" ب 121 مليون دولار    استهلاك عدد أقل من السجائر غير كافٍ للحد من الأضرار التي يتسبب بها التدخين    سعود بن بندر يستعرض تحول التعليم في الشرقية    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    وصول الدفعة الأولى من ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة للمدينة المنورة    أمير تبوك يستقبل المواطن ممدوح العطوي الذي تنازل عن قاتل أخيه    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم المرأة.. بنات الوطن شركاء في التنمية والبناء وعياً وفكراً وإرادة
نشر في الرياض يوم 13 - 03 - 2017

نجحت المرأة السعودية بإصرارها وإمكاناتها وتأهيلها العالي في أن تنال الثقة وتمارس حقوقها وتتفوق في شتى المجالات، ولم يتوقف طموح المرأة السعودية عند حد فبعد أن حصلت المرأة السعودية على 30 مقعدا في مجلس الشورى، ودخلت الانتخابات البلدية وأصبحت شريكة فاعلة في صنع القرار، وأصبحت تشارك في خطط التنمية ودفع عجلة الاقتصاد والنمو، وفي رسم ملامح خطة التحول الوطني ورؤية 2030 كما تمكنت من الوصول إلى درجة معالٍ باستحقاق وباتت تقود أول جامعة نسائية على مستوى العالم، ووصلت عدد من السيدات إلى منصب نائب وزير ووكيل وزارة ومساعد لأمين الحوار الوطني وغيرها من مناصب قيادية مهمة إلى جانب سطوعها في القطاع الخاص والقطاع الاقتصادي كأن تترأس مجلس إدارة " تداول" وغيرها من النماذج التي وصلت إليها المرأة السعودية بجدارة واستحقاق. ومكنها الأمر إلى أن تكون نموذجا مشرفا وتنال ثقة محلية ودولية إلى جانب الجوائز والدروع والتكريم التي نالتها في ميادين العطاء والعمل.
وأمام كل تلك الحقائق لازال هناك من يروج صورة سلبية عن المرأة السعودية في الإعلام الغربي. متجاهلا أن واقع المرأة السعودية مختلف عما تصوره التقارير الدولية التي تخلط الأوراق مابين حق أو عادات وتقاليد تحترم إذ إنه في كل دول العالم هناك عادات وتقاليد تحترم وتختلف من بلد لآخر بحسب الأعراف المجتمعية إلى أن المرأة نجحت في أن تكون شريكا في التنمية وبناء الوطن.
المرأة السعودية تمضي في شراكة التحدي والنجاح.. وننتظر جائزة للمرأة المؤثرة في المجتمع
نماذج تقدمها "الرياض" نالت الثقة والاحترام والتمكين والتقدير المحلي والدولي، بهذه المناسبة ولا شك أن أمثالهن الكثير من السيدات التي يفاخر بهن الوطن والمجتمع ممن شققن طريق النجاح وفرضن وجودهن وكسبن الاحترام والتقدير في محيط أعمالهن المختلفة..
ندوة "الرياض" تناقش لهذا الأسبوع الواقع المشرف للمرأة السعودية وما وصلت إليه من تميز ونجاح حتى أصبحت شريكا فاعلا في التنمية وبناء الوطن.
وشارك في هذه الندوة كل من: د. سميرة الغامدي - مدير وحدة الحماية في مدينة الأمير سلطان الطبية، و منال العتيبي- السكرتير الثاني في الدائرة الاعلامية بوزارة الخارجية، و د. ريم الفريان - الباحثة والمتخصصة في مجال تمكين المرأة اقتصاديا، و هدى الجريسي - عضو المجلس البلدي، وأسماء الخميس- مدير إدارة تمكين المرأة في الضمان الاجتماعي، و سمها الغامدي - عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان.
تمكين المرأة قضية دولية
بداية قالت منال العتيبي حول آلية تمكين المرأة محليا ودوليا: قضية تمكين المرأة على اختلاف درجاتها ومطالبها لا تعد قضية محلية أو عربية فقط بل هي قضية مطروحة على نطاق العالم، ولعلنا نذكر ما دار في البرلمان الأوروبي قبل عدة أيام حينما ناقشوا قضية المرأة بأنها أقل ذكاءً، وانها ضعيفة بالرغم من اننا نصف تلك الدول بأنها دول العالم الأول، الأمر الذي يدلل على أن هذه الدول مازالت تضج بالمشكلات العديدة التي كثيراً ما يتم حصرها في العالم الثالث، وفيما يخص علاقة المرأة بالمجتمع المحلي والدولي رأت منال العتيبي أن التحديات التي تواجه المرأة ليست خاصة فقط بالمرأة السعودية، وإنما هي مشكلة عالمية وتتعلق بموضوع التمييز، مستدركة بأنه في المملكة حصل تغيير كبير في المفاهيم، خاصة في تلك الأمور التي كانت صعبة اجتماعياً، ولكن مع الوقت استطعنا ان نتجاوزها، كتعليم المرأة على سبيل المثال، الذي أصبح لدينا بشكل كبير وعلى نطاق واسع.
موضحة بأن تمكين المرأة سياسيا وعملها في وزارة الخارجية على سبيل المثال لا يمكن أن يحدث بمعزل عن التمكين الذي وجدته المرأة في جميع المجالات التعليمية والاقتصادية والطبية وغيرها من التخصصات التي نجحت فيها المرأة وبرزت، والدليل على ذلك يعملها العالم الخارجي من رصد ومتابعة لكافة التغيرات لدينا.
معايير مهنية
وحول آلية التعيين والاستحقاق الذي حظيت به المرأة السعودية، بعيدا عن أي مظهر خارجي، أكدت منال أن جميع القطاعات في المملكة وأولها وزارة الخارجية لا تنظر لأي أمر خارجي بقدر ما تضع أمام عينيها مؤهل المرأة الأكاديمي والمستوى الثقافي والكفاءة دون التركيز على بعض الاعتبارات الخارجية، موضحة أنها في تجربتها لم ينظر إليها على أساس أنها امرأة، أو النظر للبسها وحجابها على الرغم أنها بزي محافظ، بل تم اختيارها على أسس علمية وعملية وكفاءة فيها تتساوى مع زميلها الرجل.
وعن تجربتها في العمل الدبلوماسي قالت: في أول يوم توظفت فيه كنت تحت إدارة السفير أسامه نقلي الذي تعلمت منه ألا أنتظر الفرصه حتى تأتيني بل يجب أن أسعى أنا لها وأحرص على تطوير نفسي من أجل اثبات ذاتي، وفعلا وفرت الوزارة لي ولزميلاتي وزملائي الفرص المتساوية للتدريب والتطوير، إلى جانب احساسي بالمسؤولية في التطوير الذاتي لنفسي من خلال القراءة والاطلاع، وفي كل مرة أطور فيها من نفسي أجد التقدير والاحترام من رؤسائي في العمل.
كما تابعت أنه يجب على المرأة ألا تستسلم فورا لمحبطات المجتمع ورفضه لوجودها في مناصب حساسة، فعندما توظفت في وزارة الخارجية عام 2009 كانت تجد هجوما كبيرا ضدها في وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب التعليقات المسيئة التي ما أن تجاهلتها وعملت على اثبات ذاتها في هذا المجال على مدى سنوات حتى أصبح يوكل لها عدد من الملفات الهامة، وبدأ المجتمع يغير نظرته القاصرة فأصبح المعارضون في وقت من الأوقات فخورين بما أنجزت بل ويطلبون منها مساعدة بناتهم وزوجاتهم في الحصول على وظيفة مماثلة.
علاقة محلية بامتياز
وحول علاقة المرأة بالمجتمع المحلي بكافة طبقاته قالت أسماء الخميس: لاشك ان المرأة في جميع دول العالم هي أكثر التصاقاً بالمجتمعات المحلية ولاسيما الأسرة، وكل من يعمل في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية يدخل في هذا الاطار، ولاسيما في الفترات الأخيرة التي أصبح التوجه في الوزارة بشكل كبير نحو التحول من الرعوية إلى التنموية، إلى جانب التحول الوطني الذي ركز على التنمية البشرية، ومنها انبعثت فكرة تمكين المرأة في الضمان الاجتماعي.
وأضافت بأنه يجب أن يعي الجميع أن التمكين لا يكون فقط على مستوى المناصب العليا، بل إن التمكين يكون في كافة المجالات، وهناك شابات مؤهلات ولديهن شهادات، بالتالي يستطعن دخول سوق العمل، ويمكن من العمل، ومن هذا المنطلق عملنا ووجدنا تشجيعاً ودعماً من الوزارة على مستوى القيادة العليا، والوزير، ووكلاء الوزارة، ووجدنا كذلك دعماً مقدراً من القطاع الخاص من أجل اتاحة الفرصة لهؤلاء المستفيدات من الضمان.
صناعة الفرص
وأكدت أسماء الخميس أن المرأة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أنها إذا اعطيت الفرصة ستبدع ابداعاً كبيراً بالشكل الذي ترضى بها عن نفسها ويرضى به المجتمع على ألا تكون اتكالية على الدوام، وألا تعتمد على الآخرين بل تعتمد على ما لديها من مهارات، وما لديها من قدرات، وهذا هو الذي كان.
وتابعت بأنه على الرغم من كل ماحققته المرأة في الآونة الأخيرة من تمكين واستحقاق إلا أنها لاتزال في منتصف الطريق، نظرا لما تملكه من قوة واصرار وقدرات عالية، والدليل على ذلك نجاح دور الجمعيات الخيرية في المجتمع السعودي الذي في مجمله تقوده نساء وتعمل عليه سيدات من كافة طبقات المجتمع، فالمرأة إلى جانب قدراتها ومهاراتها إلا أنها تعد رائدة في العمل الاجتماعي، فهناك جمعيات تزيد عمرها على ال(50) عاما، وتقودها نساء فاعلات ومؤهلات أثبتن وجودهن بشكل لافت، ولنا الشرف أن نقول ان هؤلاء النسوة ينتمين لهذا المجتمع السعودي الرائع.
استحقاق المرأة جاء بعمل دؤوب
وحول استحقاق المرأة السعودية للتمكين في كافة المجالات قالت د.سميرة الغامدي: المرأة إن أرادت النجاح فستسطيع، فقط يجب أن تؤمن بذاتها وقدراتها، وهذا ماحصل معي في تجربة إدارة مركز الحماية، إذ بدأت العمل في ادارة أنظمة الحماية قبل إنشاء المركز، وقبل صدور نظام الحماية من الايذاء ونظام حماية الطفل، ففي البداية واجهتني العديد من المشكلات التي كان من أهمها عدم ثقة المرأة في نفسها، ولكن مع الاصرار تغيرت أمور كثيرة وأنشئ المركز والآن يأتي ثماره انجازا، مؤكدة على أن المرأة السعودية لديها قدرات لا تقل عن قدرات المرأة في جميع دول العالم، ولذلك نحن نحتاج إلى جلسات وورش عمل مكثفة لتأكيد الذات بالنسبة للمرأة، ولتعزيز ثقتها بنفسها، وتأكيد استحقاقها لما نالته.
خارطة طريق وثقة
وأكدت د.سميرة الغامدي أن المرأة تحتاج فقط إلى خارطة طريق ومن ثم ستنطلق، فالمرأة هي التي تستطيع أن تصنع أوطاناً أو تسقط أوطاناً، وما أن تجد الداعم النفسي إلا وستسعيد ثقتها بنفسها وتكتشف ذاتها، وستحقق انجازات رائعة، وهذا ما عملنا عليه في مركز الحماية في مدينة الأمير سلطان الطبية، إذ عملنا على تعزيز ثقة المرأة، فهي لاتزال بحاجة إلى دعم كبير، وقد بذلنا جهداً كبيراً مع وزارة الشؤون الاجتماعية سابقاً في ادارة وحدة الحماية ومازلنا مستمرين في التعامل معها.
وفيما يخص تجربتها العملية، تابعت الغامدي بأنها لم تواجه أي مشكلة حقيقية في طريقها، فأي إنسان في الدرجة الأولى ذكرا كان أو أنثى أهم سلاح بالنسبة له هو ايمانه بقدراته وبالتالي ثقته بنفسه مما يترتب عليها ثقة العاملين معه، الأمر الذي سيجعل القادة والمسؤولين في جميع القطاعات يمنحون ذاك الانسان جميع المسؤوليات، وإن كان امرأة.
وحول تجربتها الدراسية في كندا، اعتقدت د.سميرة الغامدي أن المرأة والاعلام يتحملان جزءا كبيرا عن الصورة الذهينة الخارجية للمرأة السعودية، فخلال دراستها في كندا كان هناك تساؤل عن حال المرأة السعودية وهل فعلا هي مضطهدة أم لا؟ ويأتي هذا التساؤل بعد ما رأوه منا كفتيات مبتعثات، إذ كنا متفوقات بالصفوف الدراسية، وذكيات ومجتهدات وقويات وواثقات من أنفسنا، ولدينا القدرة الكاملة لتحمل أي مسؤولية.
واكدت د.سميرة أن المرأة السعودية امرأة عظيمة، والرجل لا يمكن أن يحقق نجاحات بدون وجود امرأة عظيمة وراءه، فالمرأة هي التي قامت بالانجاب ثم بتربية هؤلاء الرجال، ويجب على الاعلام وتحديدا الاعلام الجديد ومواقع التواصل الاجتماعي، تحسين تلك الصورة ونقل الواقع الذي تعيشه المرأة السعودية في وقتنا الحالي، فنحن لدينا نساء سعوديات رائدات في جميع المجالات، فمثلاً في مجال الطب لدينا رائدات وجراحات عظيمات، ورئيسات أقسام في جميع المستشفيات، وليست لدينا اشكالية بأن تقود المرأة في المجال الطبي، وليست هناك حساسية مع الرجل، ولم يكن هناك تفريق بين الرجل والمرأة في كليات الطب في الجامعات السعودية بل كنا نأخذ حقوقنا بشكل متساو مع الزميل الرجل.
التنوع الاقتصادي والتنموي
ومن حيث التمكين الاقتصادي وما نجحت المرأة في الوصول إليه، ودورها الحقيقي في رؤية المملكة 2030 قالت د. ريم الفريان: المرأة في قطاع الأعمال قفزت بشكل كبير منذ أن صدر قرار (120)، القاضي باعطاء السيدات تسعة حقوق، والجميل انه عندما نتحدث عن قطاع الأعمال بشكل عام وتحديدا عن وزارة التجارة والغرف التجارية، نجد انه في وقت من الأوقات لم تكن المرأة تستطيع الدخول في هذه الغرف، ولكن في أقل من عشر سنوات استطاعت المرأة ان تتبوأ مكانها في مجالس الغرف، ففي غرفة جدة نجد سيدتين في مجلس الادارة وفي غرفة الشرقية نجد سيدتين، وفي قطاع الأعمال بشكل عام باعتباره قطاعاً تجارياً يقوم على المنافسة التجارية بين الجميع وهذا ما أتاح المجال للسيدات للدخول في قطاع الأعمال وبالتالي الدخول في مجالس الغرف التجارية خاصة في غرفة الرياض.
وتابعت الفريان: أيضاً من الأمور التي لا يدركها الكثيرون انه منذ ان تم افتتاح الأقسام النسائية في الغرف السعودية، كانت الأقسام لا تزيد على السبعة أقسام، والآن لدينا حوالي 18 قسما نسائيا وفيها مراكز تنتخب السيدات، وكل ذلك جاء نتيجة ما تتمتع به السيدات من اصرار وقوة وثقة، ومرونة، وفكر استراتيجي، وقدرة قوية على التعامل بدون تردد، وقوة في الطرح.
الأب الداعم الأول للمرأة
وأكدت الفريان بحسب دراستها وأبحاثها إن الرجل «الأب» له دور كبير في دعم المرأة وهناك سيدات موجودات منذ عصر تعليم الكتاب، وحظين بدعم كبير من آبائهن، الأمر الذي مكنهن في وقتهن وجعل لهن شأن في وقتنا الحالي.
وحول ثقة المسؤول بالمرأة، أضافت الفريان أن تخصيص 30٪ من مقاعد الشورى للنساء أكبر دليل على ذلك، وإذا قارنا ذلك مع أميركا نجد ان نسبة النساء حوالي 20٪، فهذا يعني ان هناك اهتماماً كبيراً من الدولة لتعيين سيدات في هذا المجال، واهتماما مقدرا من القيادة الرشيدة بالمرأة السعودية.
كما أنه لو تأملنا برنامج التحول الوطني والتغيرات المصاحبة له نجد أن هناك زيادة كبيرة في تعيين السيدات في المناصب القيادية، وهذا يعود إلى أننا نتمتع بعدد وفير من السيدات المؤهلات والقادرات على القيام بدورهن على أكمل وجه في جميع المجالات.
وأشارت د.ريم الفريان إلى المزايا التي تتمتع بها المرأة السعودية عن غيرها، كإجازة الأمومة على سبيل المثال التي لاتتمتع بها بعض النساء في بعض الدول كأميركا الدولة المتقدمة على سبيل المثال، وهنا نحن نجري المقارنات ليس لنقول أننا في مجتمع وردي، بل أمامنا تحديات ولكن هذه التحديات موجودة في جميع دول العالم بما فيها المتقدمة، وهي تختلف بحسب كل بلد، ويجب على كل مواطن أن يذكر الايجابيات قبل السلبيات.
التحديات
وفي ذات السياق وفيما يخص تمكين المرأة قالت هدى الجريسي: لاشك أنني وكل امرأة وصلت إلى منصب معين مررنا بالعديد من التحديات، ودائما ما كنا نواجه طرفين متناقضين، فنقع بين طرف معارض بشكل كلي وطرف محايد، كما أن المتتبع لمسيرة المرأة السعودية يعلم بأنه لم يكن يسمح لها دخول أي دائرة حكومية، وكانت جميع السيدات تنهي إجراءاتها الحكومية من خلال وكيل شرعي، وللأسف كان هذا الوكيل ينصب في الغالب على المرأة ويسرق أموالها وأفكارها.
وأشارت الجريسي إلى أن نقطة التحول الحقيقية في حياة المرأة بدأت منذ صدور قرار (120) الذي نص في أحد بنوده ان على جميع الجهات ان تفتح أقساماً للسيدات من أجل ان تخدم السيدات، والبدء تدريجياً بإلغاء الوكيل الشرعي، من هنا اصبحت المرأة تعقب وتتابع معاملاتها في جميع الجهات، ودخلت المرأة في اللجان التخصصية الموجودة في الغرف التجارية كمحرك اقتصادي،وذلك باستخدام الذكاء العاطفي والعمل بمبدأ التدرج إلى ان دخلت في لجنة الذهب في الغرفة التجارية، وأصبحت مستثمرة في المجالات التجارية ومن حقها ان تنضم إلى اللجنة التي تناسب مجال أعمالها الاستثمارية.
وعن تجربتها في المجلس البلدي فأوضحت الجريسي أنها مرت بالعديد من التحديات، خاصة أنها لم تكن متحمسة في بادئ الأمر، لأنها كانت ترى بأن ذلك سيشتت تركيزها في مجال عملها كسيدة أعمال، خاصة أنها خبيرة في مجالات الاستثمار وادارة الأعمال.
وتابعت أنه بعد الاطلاع والتركيز والتشجيع من قبل الكثير من الزميلات تقدمت إلى المجالس البلدية ووجدت فعلاً أن هناك مجالاً يمكن أن تعمل فيه في المجالس البلدية، وبعد ان نجحت بالانضمام إلى المجلس البلدي تسلمت قطاع الأعمال لما لهذا القطاع من ارتباط وثيق مع البلديات.
تغيرات وقفزات
فيما رأت سمها الغامدي ان موضوع المرأة موضوع ذو شجون حينما يتم طرحه، ولكننا الحمد لله متفائلون بشكل كبير خصوصاً بعد التغييرات التي حصلت وكيف استطاعت ان تصل إلى ما وصلت إليه في فترة وجيزة في مجال قطاع الأعمال، وما حققته في قطاع سيدات الأعمال فهذا شيء يدل على أن هناك خطى واضحة تعمل عليها المرأة، ولكن بالرغم من ذلك أرى أن مشكلتنا تكمن في كيفية التحدث عن ذواتنا وتقديمها كنساء مؤهلات، وكيفية عكس صورتنا المشرقة إعلامياً على الصعيد المحلي والدولي.
وتابعت: أنه في الغالب نجد أن الصور الايجابية لا تظهر كما يجب، وإن ظهرت ربما تأخذ مكاناً منزوياً وبالتالي يتم رصد الجوانب السلبية، دون التطرق لتلك الايجابية، كما أرى انه مازال لدى سيداتنا تخوف من الأطر العائلية التي تمنع خروج المرأة والانخراط في مجال قطاع الأعمال أو غيرها من الأعمال الأخرى، متجاهلة أن ثقة الأسرة والمجتمع تبدأ من ثقتها بنفسها.
وحملت سمها الغامدي غياب الكفاءة الاعلامية المسؤولية في عدم اخراج الجوانب الايجابية للعالمين المحلي والدولي، فما نزال نعتقد ان الإعلام لا يظهر إلا الجانب السلبي والذي يمثل لهم خبطة صحفية، ولكن عندما نأتي إلى المنجزات الايجابية لا يقرأ عنها أحد، فهذا التصور الموجود للأسف الشديد يجعل الأمر يتجه إلى الجانب السلبي في القضايا التي تخص المرأة.
وأشارت إلى أنه من المؤسف أن يتم تسليط الضوء على بعض المشكلات وتؤخذ نموذجاً على الجوانب السلبية التي تعاني منها المرأة السعودية، وتبث في تقارير دولية لم تعايش الواقع، بل اعتمدت فيها على آراء شخصية أو أشخاص معينين يقومون بتزويد بعد الجهات بمعلومات غير موثقة لأمور شخصية، وفي المقابل نحن في الداخل نجد أنفسنا ضعيفين في وضع تقارير ومنجزات المرأة السعودية في صورة ايجابية، إذ لاشك ان هناك إيجابيات مقدرة في خطى المرأة السعودية خصوصاً في المجالس البلدية على سبيل المثال، ولكن مازلنا نعاني من عدم التمكن إعلامياً في عرض ما لديها في جميع القطاعات وليس فقط في القطاع الخاص بالمرأة، ولا يوجد لدينا توثيق إعلامي صحيح ولا اخراج إعلامي دقيق لانجازات المرأة، كما أنه ولاشك ان المرأة تختلف عن الرجل في عملية الجرأة في الخروج إلى الحديث عن انجازاتها لأن في الغالب نجد ان السيدات في حاجة إلى من يتحدث عن إنجازاتهن وأعمالهن، ولاسيما في ظل غياب الاستراتيجية الإعلامية الواضحة التي تضع المرأة في اطارها الصحيح، وليس المطلوب تلميع الصورة وإنما المطلوب عرض انجازات المرأة بالشكل الحقيقي، واذا قارنا اوضاعنا خلال العشر سنوات الماضية نجد انفسنا من افضل الى افضل ولكن في ذات الوقت طموحنا اكبر في المراحل المقبلة، ونطمح أن يكون فيها توازن ما بين الواقع وما بين ما يطرح من قضايانا في اعلامنا الحالي، مع التركيز على الوسطية في الطرح، والأهم من ذلك كله الحرص على دور المرأة التنموي من خلال الاسرة.
قدرات تجارية
بدورها طرحت الزميلة عذراء الحسيني تساؤلها حول وجود ودائع نسائية كبيرة في البنوك تبلغ حوالي ال 37 مليار ريال، في ذات الوقت من الملحوظ أن غالبية الاستثمارات النسوية موجهة الى اتجاه واحد وتحديدا في المشاغل النسائية.. فلماذا؟
علقت د. ريم الفريان قائلة: اعتقد ان هناك عدة اسباب مقنعة من وجهة نظر المرأة وهي قلة المخاطر في هذه المجالات، ولكن هناك توجهات جديدة للتنويع في الاستثمارات بشكل كبير، والأمر يعود لزيادة جرأة المرأة وثقتها بنفسها، خاصة وأن الثقافة التي كانت موجودة قبل عشر ليست هي الثقافة الموجودة حاليا، مشيرة إلى أن جميع القطاعات الاستثمارية والتجارية تعمل على تشجيع استكشاف الفرص الاستثمارية على مستوى مناطق المملكة للجنسين، لان جهل الشخص الراغب في الاستثمار بالاماكن والفرص المتاحة للاستثمار الناجح من اهم الاسباب التي تجعل الراغبين والراغبات في الاستثمار يحجمون عن الدخول في مجالات استثمارات اخرى وجديدة، وبالتالي المطلوب هو الدخول في المناطق الاستثمارية البكر بشرط تسليط الضوء عليها اعلاميا.
وتابعت: نرى ان هناك العديد من الفرص الاستثمارية المربحة في جميع مناطق المملكة وهناك العديد من الاستثمارات في داخل المملكة ولكن المستثمرين مختلفون في مجالات الاستثمار، وكما نرى ان هناك مستثمرين كبارا في مجال الطاقة فهناك مستثمرون في مجالات صغيرة ومتوسطة ويجب تسليط الضوء عليها اعلاميا لتنشيطها كما يجب.
الرد على الادعاءات بالحقائق
وطرحت الزميلة هتاف المحيميد تساؤلا حول آلية الرد على الادعاءات الدولية التي توجه ضد المملكة في كل مايخص المرأة السعودية؟ وقالت سمها الغامدي، حتى نستطيع ان نرد على هذه الادعاءات والافتراءات لابد من توفر معلومات، ولكن ارى ان المشكلة التي نعاني منها وليست في مجال المرأة فقط وانما في مجالات عديدة هو عدم وجود قاعدة بيانات ومعلومات عن جميع الانجازات التي تم تحقيقها، وبالتالي لدينا مشكلة تتعلق بالمعلومات الخاصة بالمرأة، فاذا اردنا مثلا ان نرصد تقريرا عن المرأة نجد صعوبة بالغة للحصول على المعلومة الدقيقة سواء في القطاعات الحكومية او في القطاعات الخاصة او مؤسسات المجتمع المدني.
وتابعت: لو حرصنا على تقوية قدراتنا في هذا المجال اصبحت لدينا المعلومة الكافية التي تساعدنا على الرصد الفعلي لهذه المنجزات، ومن خلالها نستطيع نحدد المعلومة بالارقام، لان لغة الارقام هي الدارجة في هذا العصر المتسارع، والحديث بالارقام سيوضح صورتنا بشكل افضل ومقنع بصورة اسرع كما نأمل أن تستطيع هيئة الاحصاءات العامة تعديل امور كثير خاصة بهذا الجانب.
واضافت: لابد ان تكون معلوماتنا صحيحة وواضحة وواقعية وموثقة اذا اردنا ان نستكمل الطريق، لاننا محتاجون ان نعطي المرأة السعودية فرصتها في التمكين في جميع مناحي الحياة على مبدأ التساوي في الفرص داخل القطاعات، على ان تكون الكفاءة هي المعيار في مجال الترقي الوظيفي وفي المنافسة على المناصب الموجودة، إذ لدينا نماذج لسيدات استطعن ان يحققن نجاحات في جميع القطاعات الحكومية والخاصة، كما أن رؤية المملكة 2030م تسعى الى تحقيق هذا الهدف، ولابد من منح الفرصة في مجال التدريب للمرأة فاذا لم تأخذ المرأة فرصتها في مجال التدريب فلن تستطيع ان تحقق التمكين في اي مجال من المجالات، إذ مازالت الفرص محدودة بدرجة كبيرة فيما يخص تدريب وتأهيل المرأة في جميع القطاعات، ولابد من منحها الفرصة من اجل ان تكمل دورها في المجتمع، لان الامر ليس تنافسا بين المرأة والرجل وانما تكامل بينهما لخدمة هذا الوطن الغالي، ولا ننسى ان لدينا طاقات نسائية مبدعة في جميع المجالات.
المرأة في التجربة الدبلوماسية والسياسية
فيما وجهت الزميلة أسمهان الغامدي تساؤلا لمنال العتيبي، حول ما إذا نجحت المرأة في العمل الدبلوماسي والسياسي، لاسيما بعد تجربتها في تمثيل المملكة محليا ودوليا؟، فقالت منال العتيبي: في الواقع لدي مجموعة احصاءات اود عرضها من خلال هذه الندوة فيما يتعلق بتوظيف المرأة في وزارة الخارجية.. من عام 1430ه الى عام 1435ه، إذ الخارجية طرحت عشر مسابقات وظيفية بمعدل مسابقتين كل عام للسيدات، الأمر الذي يدلل على اهتمام القيادة بوجود المرأة في المجال السياسي، وكان عدد الموظفات حوالي 40 موظفة قبل عام 1427ه ومع نهاية 1435ه ارتفع العدد تدريجيا حتى بلغ عدد الموظفات السعوديات في وزارة الخارجية 300 موظفة سعودية مابين دبلوماسية وإدارية وان عدد الموظفين الدبلوماسيين كان 1098 دبلوماسيا منهم 100 موظفة دبلوماسية اي ما يقارب نسبة 10٪ من الموظفات، وكل هذه الاحصاءات حتى عام 2016.
وتابعت العتيبي: تجربة المرأة السعودية في العمل الدبلوماسي تعتبر تجربة يافعة، ولدينا في الوزارة اربع ادارات احتلت فيها المرأة رئاسة الاقسام، حيث لدينا قسم الترجمة وقسم الترشيحات وقسم البيئة وقسم حقوق المرأة والطفل كل قسم من هذه الاقسام ترأسها امرأة سعودية وتدير فيها نساء ورجال، كما أن العمل غير محصور في ديوان الوزارة بل لدينا موظفات يعملن في الممثليات مشرفات على ملفات سياسية مهمة، ففي الامم المتحدة لدينا الدكتورة ثريا عبيد التي احتلت منصبا رفيعا في الامم المتحدة وغيرها كثير، اذ ليس هناك عائق يمنع المرأة السعودية ان تحتل اعلى المراكز الدبلوماسية، والفرص مازالت متاحة للجميع دون تفريق بين مرأة ورجل، فما دام الشخص يمتلك الكفاءة والجدارة والقدرة على القيام بدوره بصرف النظر عن كونه رجلا ام امرأة فلا احد يستطيع ان يمنعه من الوصول الى ما يصبو اليه.
عوائق اجتماعية
وحول العوائق الاجتماعية والأسرية التي قد تواجه المرأة السعودية، وكيفية تخطيها دون تصادم مع المجتمع علقت د. سميرة الغامدي: أكرر بأن من أهم اسباب نجاح المرأة ثقتها في نفسها وايمانها بقدراتها، ولكنها تحتاج الى عامل مهم وهو ما يتعلق بمهاراتها الاجتماعية، فأرى ان الذكاء العاطفي عند المرأة شيء مهم جدا، وانه من المفترض ان يتم تدريبهن من المرحلة المتوسطة لمعرفة مهاراتهن الاجتماعية وان يتم صقل هذه المهارات مع مرور الوقت بشكل جيد.
وأضافت بأن هذه هي الطريقة التي تساعدها على الوصول الى مرحلة التمكين، ولا يكفي ايمانها بثقتها وبذاتها وانما هي تحتاج الى مهارات اجتماعية توصلها الى اهدافها، ومن أهم هذه المهارات هي قدرتها على فهم الطرف الاخر، وفهمها للمجتمع لان الاضطهاد الذي نراه من المجتمع ضد المرأة قد يكون ناتجا من قلق هذا المجتمع وخوفه على المرأة وحمايتها من ان تتعرض لأي اساءة، وان المجتمع لا يثق فيها لعدم قدرتها على حماية نفسها، وهذه من الأمور التي يجب أن تفهمها المرأة منذ البداية، وتستعد لها من اجل التعامل مع الطرف الاخر في المجتمع، وان يكون التغيير بشكل تدريجي بعيدا عن المواجهة والصراع، لان الصراع سيؤدي الى عدم تحقيق النجاح.
الملهمات وقود النجاح
ورأت د. سميرة أهمية وجود ملهمات بشرط ان يسلط عليهن الضوء بشكل صحيح وبشفافية مطلقة، كما اعتقد بأنه يجب ان يتم وضع خطة وطنية لرؤية المملكة 2030م من الان تتضمن تربية الاجيال الجديدة على صورة المرأة في ذلك الزمن 2030م، ولابد من وضع استراتيجية تدريجية بدون ان يحدث اختلال للمجتمع لان الثقافة اذا حصل فيها تغيير مفاجئ سيؤدي الى اختلال في نفسية البشر، وأن يتم التخطيط لهذه الاستراتيجية بمشاركة الملهمات بحكمة، ومهارة اجتماعية عالية، وبالتالي لا شك اننا سنصل الى الصورة التي نسعى اليها.
التمكين ليس بالضرورة للمناصب
وفيما يخص تمكين المرأة بشكل عام سواء كانت بمنصب أو بدون قالت أسماء الخميس: التمكين الحقيقي للمرأة الان ينسجم مع الرؤية الجديدة بحيث أجبر الجميع على الانتقال من الرعوية الى التنموية، فساند المرأة حتى تستطيع تحقيق التمكين، وليس بالضرورة أن يكون تمكينها من خلال الحرص على المناصب العليا والقيادية، أو تمكين المرأة المتعلمة التي تعمل في مجال الدراسات العليا فقط، بل لابد من البدء من القاعدة، لان نجاحنا الحقيقي يكمن في تمكين المرأة البسيطة في بيتها واسرتها لأنها بلاشك ستسهم في عملية التمكين.
وأضافت بأنهم في دائرة تمكين المرأة في الضمان الاجتماعي تلمسوا مهارات الام في الضمان الاجتماعي من حيث امكانياتها وقدراتها، ودعموها من خلال برنامج الاسر المنتجة التي أصبحت المرأة من خلاله قادرة على اتخاذ القرارات لاقامة المشروع داخل بيتها، وتعتمد على قدراتها وتشرك كذلك بناتها في هذا العمل.
وتابعت الخميس: وفي ذات الوقت احمل المرأة التي حصلت على التمكين المسؤولية بحيث تلتفت الى مجتمع النساء وانه لو كان امرأة نجحت وتمكنت حتى وصلت الى مناصب قيادية اخذت على عاتقها مسؤولية 10 نساء من اقاربها او من اصدقائها او من جاراتها، ووضعت لهن خطة تمكنهن للاستفادة من خبراتها بدون انتظار الجهات المسؤولة، خاصة وأننا الان في عصر التمكين للمرأة ولابد من وجود نوع من الابتكار والابداع، فما دامت هذه المرأة اتيحت لها الفرصة للتمكين بطريقة او باخرى ووصلت الى مناصب عليا فلماذا لا تساعد غيرها؟ لان ما حصلت عليها من امكانات وتسهيلات قد لا تكون بقية النسوة حصلن عليها، مشددة على أهمية دعم المرأة المرأة حتى تصل الى مرحلة التمكين.
وعرجت أسماء الخميس على دور الأسرة الذي يعد الأهم في مرحلة تمكين المرأة، والمتمثل في دعم الاب والام، لأنه لولا هذه الاسرة لما استطعنا ان نحقق ما حققناه ولا شك ان المجتمع يضغط بقوة ولكن عندما تكون هناك حماية ومساندة من الاسرة ستحقق المرأة اهدافها.
المرأة ورؤية 2030
وحول شراكة المرأة الحقيقية في بناء المجتمع وتنميته قالت سمها الغامدي: عندما ننظر الى المرأة من خلال الخطة العاشرة نجد ان هذه الخطة وضعت بنودا تختص بتمكين المرأة او مشاركتها في جميع القطاعات، وحينما تتأمل رؤية المملكة 2030م نجدها فرصة لا تعوض للمرأة لتبرز نفسها من خلال هذه الرؤية، ولكننا مع ذلك نحتاج الى مجهودات اكثر لتوضيح هذه الرؤية والنزول بها الى ابسط المستويات لدينا.
مؤكدة على أنه يجب ألا يتم تجاهل أراء أبسط الأشخاص، وألا نكتفي فقط بآراء اصحاب القرار او المسؤولين عن تلك الرؤية، فالمطلوب ان يعي كل فرد من افراد الاسرة ابعاد هذه الرؤية وكيفية الوصول الى الاهداف، بحيث تكون المرأة دور في المشاركة فيها، وان تكون محور اساسي في اهداف الرؤية وخاصة في المجالات التنموية، واذا اردنا الحقيقة نجد ان للمرأة دورا عظيما من خلال الاسرة التي تشتمل على الاب والام والابناء والبنات وان تكون المرأة داعمة للرجل وعاملة ومشاركة، ولابد من توثيق النظرة التشاركية.
وأضافت سمها الغامدي: اذا كانت المرأة مؤهلة لأن تساهم في التنمية فينبغي لها ان تقوي دخولها في قطاع المجتمع المدني، من خلال الجمعيات الخيرية للمشاركة في الاعمال التطوعية الخيرية حيث تعد من اهم المجالات الضخمة والكبيرة التي وضعت لها الرؤية حيزا كبيرا، فعلى المرأة ان تكون جزءا رئيسيا وفعالا في هذا القطاع لانه مجال تنموي واسع سواء في مجال معالجة التمكين للمرأة او معالجة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
قدمي نفسك كقدرة
وكفاءة ولاتنتظري المنصب..!
حملت هدى الجريسي المرأة السعودية المؤهلة المسؤولية في تأخر تمكين المرأة وتباطؤه، وقالت: إنه ليس بالضرورة أن يكون للمرأة منصب حتى تعطي وتنجز، كما أنه لاعيب في أن تقدم المرأة نفسها ككفاءة، خاصة وإن كانت تملك المؤهلات والإمكانات اللازمة.
من جهتها أيدت ذلك د. سميرة الغامدي التي عادت إلى الوطن من كندا بأحلام وطموح كبيرة وحماس لإنشاء العديد من مراكز التوحد وعندما آمنت بفكرتها قررت وحصلت على ثقة المسؤولين حتى نجحت وأقر إنشاء سبعة مراكز للتوحد في مناطق المملكة الرئيسية.
ولم تكن تلك الفكرة مستحيلة ولكن كانت صعبة لسببين أولها أن صاحبتها إمرأة، وثانيها عدم وجود أي مركز من هذا النوع في المملكة الأمر الذي كان يعني المجازفة.
نجاح المرأة السعودية وقصص كفاحها مكنها من تسجيل 90 ألف سجل تجاري نسائي إذ إن غرفة الرياض وحدها يوجد فيها حوالي (11) ألف سجل تجاري للسيدات فقط، وإذا قارنا ذلك بغرفة السويد نجد أن مجموع السجلات رجالاً ونساء لا تزيد على (2000) سجل تجاري، الأمر الذي يدلل على أن المرأة حققت قفزات كبيرة وأصبح الأمر إلزامي عليها في إظهار نفسها والتسويق لذاتها حسب إمكاناتها وقدراتها.
التقارير المسيئة تقلّصت!
أكدت سمها الغامدي أنه وبحسب إطلاعها ومتابعتها للتقارير الدولية الصادرة بحق المرأة السعودية فقد تقلصت تدريجيا مقارنة لما كان عليه الوضع سابقا، وقالت: من خلال متابعتي للنقد الخارجي ما بين عام 2013 إلى نهاية عام 2016 بالنسبة للمرأة السعودية وجدت أن هناك اختلافاً كبيراً باختلاف القضايا في عملية النقد وذلك يرجع إلى عملية الحراك الداخلي الذي نستفيد منه في عملية الملاحظات الخارجية من حيث إعادة تصحيح الواقع الذي تمر به المرأة السعودية والعمل على إبراز الصورة الصحيحة والإيجابية عنها.
وأشارت إلى أن أبرز القضايا التي تواجه فيها انتقادات خارجية انحصرت في قضايا ظهرت على تويتر، وربما لم تكن قضايا حقيقية، وقد تكون فيها نسبة بسيطة من المصداقية ولكنها غير موثقة مثل القضية المتعلقة بقضية الولاية على سبيل المثال، التي تتعلق بقصص فردية لمروجيها وليست قصصا حقيقية، مؤكدة على أن الولاية هي من القضايا المسلم بها لدينا، وليس من السهل إلغاء الولاية لأنها تساهم في الحفاظ على كيان الأسرة.
محتوى الصحف الأجنبية مضلل..!
كشفت منال العتيبي من خلال بحث قدمته في الإعلام عام 2013 تناول صورة المرأة السعودية في الصحف السعودية الصادرة باللغة الإنجليزية وجدت أن المعلومات التي تصل هذه الصحف الأجنبية لا تأتي إلا من خلال أقلام سعودية للأسف.
وأضافت أن دراستها أثبتت آنذاك أن المحتوى الذي يتحدث عن تمكين المرأة من خلال النصوص والتقارير الصحفية والمقالات والتحقيقات كانت إيجابية ولكن في نفس الصحيفة نجد أن رسام الكاريكاتير يحرص على تناول المرأة في رسوماته بالشكل المضطهد والمسيء الأمر الذي يعكس المعادلة في زمن الصورة.
وقالت: مشاكل المرأة ليست محصورة في المرأة السعودية فقط. بل هي مشكلة عامة وتعاني منها جميع نساء العالم وأذكر هنا مقولة الأستاذ عادل الجبير وزير الخارجية وهي كلمة رائعة في ميونخ عام 2016م٬ أن المرأة الأميركية انتظرت 100 سنة حتى استطاعت أن تحصل على حق الترشح السياسي ولكن في المملكة حققت قفزات في عشرة أعوام "فلنقارن ذلك بتجربتنا".
ما المطلوب؟
أجمعت المشاركات في الندوة على أهمية ثقة المرأة السعودية في نفسها وفي قدراتها ومبادرتها بالإقدام على أي فكرة تؤمن بها، موضحن أن الأفكار الإبداعية إن لم تنجح لن تعاقب.
وأكدت المشاركات كذلك على أهمية وجود الطموح من خلال العمل والصبر والمثابرة، استغلال الفرص
الجدية والاستمرارية، إضافة إلى وجود القدوة الحسنة، والحرص على التدريب والتطوير، والتركيز والابتعاد عن المحبطات الاجتماعية، مشددين على الحاجة للتركيز على تأهيل مرشدات تنمويات، وتعزيز الفعالية الذاتية وتعزيز الجرأة، إلى جانب تأهيل المرأة على الفكر الإستراتيجي مع تمكين الفتيات منذ الصغر، وزراعة الثقة في نفس الفتاة من قبل أسرتها، وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي
وبحث نقاط القوة وتعزيزها ونقاط الضعف ومعالجتها.
ورأت عدد من المشاركات في الندوة أهمية ترسيخ مفهوم التعامل مع الطرف الآخر، والتمسك بثقافة المجتمع حتى لا نقع في إحباطات وتأكيد المسؤولية المجتمعية للسيدات القياديات، وتمكين جميع الطبقات العلمية والاجتماعية، كما أكدن على ضرورة دعم المرأة للمرأة في جميع المواقع سواء كانت قيادية أو في مواقع عادية في المجتمع، والعمل على أن التمكين هو فكر شامل الاعتزاز بالهوية الوطنية.
ودعت المشاركات كذلك إلى أهمية معالجة التحديات التي تواجه المرأة خصوصا المرأة العاملة
العمل على وضع إستراتيجية إعلامية تشارك فيها جميع القطاعات من أجل أن تقدم الصورة الإيجابية للمرأة، وإعداد الصف الثاني من القيادات، مع تخصيص جائزة خاصة للمرأة بحيث تركز على منجزات فعلية ذات تأثير قوي على المجتمع.
منال العتيبي: تمكين المرأة السعودية طال شتى المجالات.. والتحديات مشكلة عالمية وليست خاصة
أسماء الخميس: المرأة السعودية تصنع الفرصة وتبدع.. والنجاح ليس بالمنصب
سمها الغامدي:لدينا طاقات نسائية متميزة.. والتقارير المسيئة تفتقر للحقيقة
د.ريم الفريان: المرأة تبوأت مكانها في مجالس الغرف وقطاع الأعمال.. ومزايا السيدات العاملات غير مسبوقة
د.سميرة الغامدي: الثقة بالنفس وبالقدرات خارطة طريق المرأة للانطلاق نحو الإنجازات
هدى الجريسي: القرار 120 نقطة التحول الحقيقية في حياة المرأة
المرأة أصبحت شريكاً للرجل في شتى المجالات
بنات الوطن اثبتن كفاءتهن في أدق المجالات
المرأة السعودية أثبتت قدراتها وكفاءتها في مجلس الشورى
برنامج الابتعاث فتح آفاقاً أوسع للمرأة السعودية لخدمة الوطن
المشاركات أجمعن على أهمية تعزيز الصورة الإيجابية عن المرأة السعودية
حضور «الرياض»
أسمهان الغامدي
عذراء الحسيني
سارة الشعيبي
صالحة العتيبي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.