يعتبر الصداع النصفي أو الشقيقة اضطراباً عصبياً مزمناً، يتميز بتكرّر حالات معتدلة إلى شديدة من الصداع، وكثيرًا ما يكون هذا بالاشتراك مع عدد من أعراض الجهاز العصبي اللاإرادي، واشتقت التسمية الإنجليزية للشقيقة من اللغة اليونانية (ἡμικρανία) وتعني الألم في جانب واحد من الرأس. ويعد صداعاً نابضاً بطبيعته، ويستمر إلى 72 ساعة، كما تصاحبه عدة أعراض واضحة كالغثيان والقيء ورهاب الضياء، بالإضافة إلى احتداد السمع ورهاب الروائح، عادةً ما يتفاقم الألم بشكل عام عند ممارسة النشاط البدني، وفي هذا الإطار ثلث من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي يشعرون بالأورة؛ وهي اضطرابات عابرة بصرية أو حسية أو لغوية أو حركية تؤشر لقرب حدوث الصداع. ويعتقد الباحثون أن الصداع النصفي يحدث بسبب مزيج من العوامل البيئية والوراثية، وتتضمن العلاجات الوقائية من الصداع النصفي: الأدوية والمكملات الغذائية وتغيير أسلوب الحياة، وينصح بها الأشخاص الذين يعانون من الصداع الذي يستمر لأكثر من يومين في الأسبوع والذين لا يتحملون الأدوية التي تستعمل لمعالجة النوبات الحادة، بالإضافة لمن يعانون من نوبات يصعب السيطرة عليها، والهدف الرئيس من الوقاية هو إنقاص معدل حدوث الصداع النصفي وتخفيف حدة ألمه ومدة حدوثه وزيادة فعالية العلاج المجهض للمرض. وهناك ثلاثة جوانب أساسية لعلاج الصداع النصفي، مثل تجنب المثيرات والتحكم بالأعراض الحادة والوقاية الدوائية، وتكون الأدوية فعالة أكثر إذا استعملت في بداية نوبة الصداع النصفي ولا يُنصح بالاستعمال الدائم للأدوية، لأنه قد يؤدي إلى الصداع الناتج عن الاستعمال المفرط للأدوية، والذي يكون فيه الصداع أكثر حدة وأكثر تواترًا.