الصداع النصفي يسبب معاناة كبيرة وآلامًا للشخص المصاب، وهذه الآلام التي تسببها الشقيقة قد تؤدي إلى أن يعيش الشخص المصاب في صراع مستمر مع الآلام والمتاعب، ويتعرض له الناس من مختلف الأعمار وتحدث نوباته فجأة، ودون سابق إنذار في بعض الأحيان وترافق النوبة بعض الأعراض مثل الغثيان والتقيؤ. وللحديث عن الصداع النصفي كان لنا هذا اللقاء مع نخبة من كفاءات مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية وهم: أ.د. سعد الراجح الحاصل على الزمالة البريطانية، أ.د. بسيم يعقوب الحاصل على الزمالة البريطانية والبورد الأمريكي والدكتور طلال محفوظ الحاصل على الزمالة الفرنسية، الدكتور عذّال الخلف والحاصل على البورد الألماني، الدكتور مصطفى صيام والحاصل على الزمالة الألمانية. الصداع من أكثر الأعراض التي يشتكي منها المرضى وهو في 80 % من الحالات يكون مرضًا في حد ذاته و20 % منها يمثل عارضًا لأمراض أخرى منها ما هو داخل الجهاز العصبي كالأورام وارتفاع ضغط الدماغ أو النزيف الدموي في داخل الدماغ، ومن الأمراض المسببة للصداع ما هو خارج الجهاز العصبي وأمراض العيون والتهابات الأسنان والجيوب الأنفية. آلام مزعجة آلام صداع الشقيقة (النصفي) مزعجة للغاية وقد تؤثر على نوعية حياة المريض وقدرته على القيام بأعباء الحياة والعمل، ومن هنا تأتي أهمية فهم هذه الحالة وتشخيصها تشخيصًا دقيقًا ومعالجتها. موضحًا أنه في الغالب يصيب هذا الصداع النساء في أوائل العمر (المراهقة والعشرينات من العمر)، وهناك نسبة قليلة تعانيه في سنوات متأخرة كما هو مرض يصيب النساء بكثرة مقارنة بالرجال. أسباب الإصابة وأسباب الإصابة غير معلومة بدقة لكن العلماء استطاعوا عن طريق الدراسات والأبحاث فهم ميكانيكية حدوث النوبات والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث في شرايين وأغشية الدماغ أثناء النوبات الحادة وما يحدث خلال النوبة يمكن تلخيصه بتغييرات في الشرايين داخل الدماغ، حيث تتقلص بداية ثم تتوسع مصحوبة بالتهابات في بعض الأعصاب داخل الدماغ تنقل إشارات الألم، ومن هنا تبدأ النوبات. أعراض خاصة أعراض الشقيقة أو الصداع النصفي هي عبارة عن نوبات ألم شديد في الرأس قد تحدث من دون إنذار وفي حالات عديدة يسبقها إنذار (علامات ما قبل النوبة) على شكل أضواء أو خطوط أو نجوم أمام العين أو تغير في المزاج أو إحساس بالتعب العام أو تنميل في الوجه والأطراف لمدة ثوانٍ أو دقائق، يتبعها ظهور ألم الرأس النابض مع تحسس من الضوء والصوت وغثيان وتستمر النوبات التي لم يخضع فيها الشخص للعلاج من أربع ساعات وحتى 72 ساعة (أي ثلاثة أيام) ويزداد ألم صداع الشقيقة أثناء الجهد الجسدي والحركة، بينما يتم القضاء على النوبات التي يخضع المصابون بها للعلاج خلال ساعات قليلة. التاريخ المرضي الدليل الأكبر تشخيص صداع الشقيقة يتم عادة بعد شكوى المريض من آلام الرأس، ويقوم الطبيب بسؤال المريض عن تاريخ المرض وكيفية حدوث النوبات والعوامل التي تزيد منها أو العوامل التي تقل من حدتها وغالبًا ما يكون التاريخ المرضي هو الدليل الأكبر على صداع الشقيقة بجانب الفحص السريري الذي عادة ما يكون سليمًا عكس ما يتوقع معظم المرضى الذين يخشون من حدوث مكروه في الدماغ أو وجود أورام أو نزيف. وفي بعض الحالات الخاصة أو غير المعتادة يتطلب الأمر إجراء فحص بالرنين المغناطيسي وتخطيط للدماغ لاستبعاد أمراض أخرى تتشابه مع أعراض الصداع. صداع الشقيقة من الأكثر شيوعًا أشكال وأنواع الصداع كثيرة فقد يكون الصداع متقطعًا أو مستمرًا، وقد يصاب الإنسان به أسبوعيًا أو يوميًا ولمدة تدوم عدة ساعات وتختلف شدة نوبات الصداع بين ألم خفيف وألم معتدل إلى إحساس بألم شديد يكاد لا يطاق فقد يأتي الألم في الجبهة أو الصدغ أو قرب العينين أو في مؤخرة الرأس، وقد ينتشر الصداع إلى أحد شقي الوجه أو كليهما والأكثر شيوعًا هو صداع الشقيقة. يصيب النساء أكثر من الرجال يصيب الصداع النصفي النساء أكثر من الرجال خلال المرحلة العمرية من 20 إلى 50 عامًا تقريبًا، وقد يصاب أكثر من شخص في العائلة الواحدة، وقد يتكرر الصداع في نوبات حادة على فترات متقاربة أو متباعدة، وينصح الأطباء بالابتعاد عن محفزات نوبات الصداع الحادة، ويتم تشخيص الصداع النصفي بعد أخذ تاريخ المريض بالتفصيل. المكتئبون أكثر عرضة له الأشخاص المصابون بالكآبة أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، أو ما يعرف بالشقيقة، فالمصابون بالصداع النصفي يشكون دائمًا من مشكلات ذهنية وجسدية واجتماعية أكثر من نظرائهم الذين لا يعانونه. وبالرغم من أن لكل من الصداع النصفي والاكتئاب أسبابه الخاصة فمن الممكن أن يصاب مرضى الصداع النصفي بالاكتئاب بسبب الألم الذي يسببه لهم الصداع، كما أن مرضى الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي. تجنب خطر الإصابة بالجلطة الدماغية إن الأشخاص الذين يعانون الصداع النصفي أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية الانسدادية ولا سيما النساء وتحدث الجلطة الدماغية الانسدادية عندما تسد جلطة دموية أحد الشرايين التي تمد المخ بالدم مما يؤدي إلى نقص الدم والأوكسجين اللازمين والضروريين له، وفي حالة تأخر العلاج يمكن أن يضر بالمخ، كما أن هناك دراسات تشير إلى احتمالات إصابة النساء بالجلطات الدماغية جراء الصداع النصفي وهذه تكون مؤقتة بسبب انقباض مؤقت في الوعاء الدموي، ويمكن تجنب حدوث ذلك عن طريق المراجعة المستمرة للطبيب وأخذ الأدوية اللازمة. المسكنات مؤقتة ولا تعالج جذريًا المسكنات مخففة للصداع فقط ولكن تأثيرها مؤقت ويجب البحث دومًا عن المسبب للصداع ومعالجته بعدة أدوية تساعد في التخفيف من قوة وتكرار نوباته، ومن المهم جدًا التعرف على العوامل التي تؤدي إلى حدوث النوبة وعند حدوثها يمكن تناول مسكنات بسيطة كالأسبرين والبنادول أو مسكنات أقوى منها أو أدوية خاصة بنوبات صداع الشقيقة، ثم إضافة علاج وقائي يؤخذ بصورة مستمرة يوميًا، حتى عند عدم حدوث النوبات وذلك لمنع تكرارها أو التخفيف من شدتها. البوتكس يتم حقنه بسهولة وقد أصبح بالإمكان استعمال حقن البوتكس التي تحقن في عضلات جلدة الرأس مرة واحدة كل ثلاثة أشهر إلى أربع أو أكثر، حيث أثبت بعض الدراسات فعالية البوتكس في الوقاية من نوبات الشقيقة والتخفيف من آلامها، ويتميز العلاج كذلك بعدم الحاجة لأخذه يوميًا، إذ إن حقنة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر تكفي للتخلص من آلام الشقيقة عند نسبة عالية جدًا من المرضى. ويستخدم البوتكس لارتخاء عضلات الجسم في حالات تقلصات عضلات الرقبة والعضلات ما بعد الشلل، وحالات شلل العصب السابع في الوجه، بالإضافة إلى حل مشكلات تجاعيد الوجه. - أ.د سعد الراجح - أ.د بسيم يعقوب - د. عذال الخلف - د. طلال محفوظ - د. مصطفى صيام