قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الجمعة قطاع غزة بكثافة، رداً على إطلاق صواريخ من القطاع مساء الخميس تجاه تل أبيب، وشنّ غارات على عشرات المواقع التابعة لحركة حماس الإسلامية، في فصل جديد من التوتر بين الطرفين يأتي في مرحلة حساسة. ونفذت الطائرات الحربية والمروحيات الإسرائيلية 100 غارة على مواقع تابعة لحركة حماس التي تدير القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي أن بين الأهداف موقع تصنيع كبير للصواريخ ومجمّعا تستخدمه حماس لقيادة عملياتها في الضفة الغربيةالمحتلة الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من غزة. وأكد مصدر أمني في غزّة لوكالة فرانس برس أن "الطيران الاسرائيلي الحربي نفذ عشرات الغارات العدوانية استهدفت أكثر من 40 موقعا ومبنى لفصائل المقاومة ومنزلا في رفح ما أسفر عن إصابة مواطن وزوجته بجروح خطرة"، كما أصيبت مواقع تابعة للشرطة البحرية في حماس. وأشار المصدر الأمني إلى أنّ الضربات تسبّبت بدمار في المواقع المستهدفة و"ألحقت أضرارا في عدد من منازل المواطنين". وقال شهود إن النيران اشتعلت في مبنى غرب مدينة غزة بعد تعرضه لقصف الجوي بثلاثة صواريخ فجرا. وعملت طواقم الدفاع المدني على إخماد الحريق. وقال شهود آخرون إن حماس والفصائل الأخرى أخلت مقراتها ومراكزها في القطاع تحسبا لتعرضها لقصف الجوي. وأفاد مراسل فرانس برس أن شوارع قطاع غزة بدت خالية من المارة والسيارات صباح أمس باستثناء سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي تجول عند المفترقات الرئيسية للمدن. وأعلنت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة" في قطاع غزة إرجاء التظاهرات والمسيرات المقررة الجمعة "استثنائيا" بعد الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأخيرة. وهي المرة الأولى التي يتم فيها إرجاء هذا التحرك الجاري على حدود قطاع غزة كل يوم جمعة منذ عام. وقالت اللجنة إنها "تواصل استعداداتها لمليونية الأرض والعودة في الثلاثين من مارس الحالي" الذي يصادف مرور عام على انطلاق مسيرات العودة التي تنظمها الهيئة قرب السياج الحدودي مع إسرائيل. ونفت حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي أن تكونا وراء إطلاق الصواريخ على تل أبيب. وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان، "رفع الجهوزية والنفير العام في صفوف مجاهديها للتصدي للعدوان رغم استجابتنا وتعاطينا مع الجهود المصرية بشكل كبير". وأضاف البيان "سيتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان، وعلى ما يبدو أن العدو قد فهم صمتنا خطأ، وأنه قد تمادى في عدوانه وبطشه ضد أبناء شعبنا ومقاومته". وفي وقت لاحق، أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بيانا أكدت فيه التزامها "بتفاهمات وقف إطلاق النار، "طالما أوقف الاحتلال الاسرائيلي عدوانه على الشعب الفلسطيني"، مضيفة أن "الاحتلال يتحمل وحده مسؤولية هذا التصعيد الخطير".