يواجه النظام الإيراني أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية مختلفة تضعه على رمال متحركة، وتحكم الطوق على رقاب قادة الديكتاتورية القمعية. ولعل آخر مشاهد صراع العقارب داخل النظام استقالة ظريف وزير الخارجية في مثال واضح على أزمة الحكم التي وصلت لطريق مسدود في العديد من المسائل وخاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي. ويقول عبدالرحمن مهابادي الخبير في الشأن الإيراني إن استمرار العقوبات وعقد مؤتمرات وتشكيل ائتلافات دولية والعزلة الإقليمية والدولية التي شهدها النظام الإيراني في مؤتمر وارسو وميونيخ الأمني وشرم الشيخ في شهر فبراير يجسد غرق سفينة نظام الملالي المتهالكة. ووفقا لتصريحات المسؤولين المختلفين في هذا النظام فإن أكثر ما يثير هلع الطغمة الحاكمة استمرار انتفاضة الشعب الإيراني وحيث بات الإيرانيون يرفضون الرضوخ والعودة لبيوتهم، ليس هذا فقط بل أصبحوا الآن أكثر تنظيما ليخطوا للأمام نحو مرحلة وهذا الأمر سيجر النظام على أي حال نحو نقطة النهاية. ويضيف مهابادي «الحقيقة التي لا يمكن نكرانها اليوم في إيران الحالية هي أن الحالة لن تعود لسابق عهدها، فانتفاضة الشعب الإيراني وجدت قيادتها وفي الارتباط الوثيق بين هذين العنصرين اتجه العالم لدعم الشعب الإيراني. فمجموعة المؤتمرات والائتلافات الدولية وأيضا المظاهرات العظيمة التي شهدناها في شهر فبراير هي أول نتائج تلك التوقعات التي يسير بها الشعب والمقاومة الإيرانية نحو الأمام». وفيما تتوسع الجبهة العالمية ضد النظام بشكل يومي وتأخذ دورا حقيقيا مع مرور الوقت، يزداد خوف رؤوس النظام كل يوم أكثر. وبالطبع لم يخف مسؤولو النظام أن التهديد الأساسي لنظامهم هو استمرار الانتفاضة الشعبية واعتلاء موقع المقاومة الإيرانية دوليا وإقليميا. فهم يعلمون هذا جيدا ولهذا قال خامنئي مؤخرا: «لن تحدث حرب ولن نفاوض». فهو بهذا العنوان يريد أن يمر بهدوء من بين التطورات المتعلقة بإيران. ولكن هل سينجح في هذا الأمر؟. ويتابع مهابادي «إن استقالة ظريف التي حدثت في عمل للتباهي بالقوة الزائفة مع إحضار دكتاتور سورية لطهران من أجل لقاء الولي الفقيه خامنئي من قبل قاسم سليماني متزعم قوات فيلق القدس الإرهابية تثبت مرة أخرى للعالم أن نظام الملالي أصبح خارج المشهد وفقد قدرة المناورة من أجل حفظ بقائه». الحقيقة هي أنه طوال أربعين عامًا كان هناك عصابة من الملالي المجرمين والمافيات التي حكمت إيران وكانت تسعى بشكل هستيري ونهم لقتل الشعب الإيراني وتهديد المجتمع الدولي ونهب أموال الشعب. إن تسلق نظام الملالي للسلطة لم يكن عاديا وسقوطه لن يكون أمرا عاديا. لذا فإن بديله حسب مهابادي يجب أن يكون قوة أصيلة وشعبية وملتزمة بالمعايير البشرية بشكل عميق وتتمتع بتشكيلات قوية ومتينة وتمتلك أناسا مجاهدين ومناضلين يستطيعون حمل مثل هذه القيم.