ما زالت تداعيات كشف المخطط الإرهابي الفاشل لنظام الملالي في أوروبا تلقي بظلالها على الدبلوماسية الإيرانية، كاشفة الوجه القبيح للنظام القمعي وتحلله من كل الأعراف والقوانين الدولية، ويرى الخبير والمحلل في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي أنه بنظرة منطقية وصريحة واحدة للعمل الإرهابي المحبط يمكن الاستنباط بسهولة لماذا بادر النظام الإيراني للقيام بمثل هذا العمل في مثل هذه الظروف، إذ أن النظام الإيراني كان يعلم أنه في حال فشل هذا العمل ستكون تداعياته باهظة عليه. ويضيف مهابادي أن مسؤولي النظام الديكتاتوري الديني الحاكم في إيران يعلمون جيدا أنه خلافا للماضي فإن كاميرات وعيون العالم قد سلطت جميعها على نظامهم وأنه لم يبقَ هناك أي أثر للداعمين الخفيين في العصر الذهبي الماضي حتى يتم المد بعمر هذا النظام عن طريق غض النظر عن جرائمه. ويعتقد مهابادي أن حكام طهران خشوا في ظل الانتفاضة الوطنية العارمة للشعب الإيراني أن يكون عقد التجمع السنوي للإيرانيين المعارضين للنظام في باريس في تاريخ 30 حزيران 2018 بمثابة الرأس لجسم انتفاضة الشعب الإيراني، ومن هنا تم التخطيط من أجل ضرب القوة الأساسية للمعارضة الإيرانية منذ شهور مضت على أعلى مستويات صنع القرار داخل النظام الإيراني أي علي خامنئي، وحسن روحاني ووزراء الخارجية والمخابرات وقادة قوات فيلق القدس الذين عولوا على هذا العمل الإرهابي بالتحديد حتى يتمكنوا من منع عقد هذا التجمع. علي خامنئي في 9 يناير 2018 أي في خضم بداية الانتفاضة الشعبية بيّن بشكل علني عن العنوان الوحيد للمنافس الحقيقي للنظام أي مجاهدي خلق وقال إنهم هم من كانوا وراء هذه الانتفاضة وقد خططوا لهذا الأمر منذ شهور مضت. ومن هنا تم التخطيط لأكبر عملية إرهابية ضد المقاومة الإيرانية في داخل أقبية ولاية الفقيه المتهالكة. اعتقال أسد الله أسدي القنصل الثالث لسفارة نظام الملالي في فيينا وهو قائد هذا العمل الإرهابي وهو من أعطى المادة المتفجرة للفريق المذكور في لوكسمبورغ، دفع بخامنئي وكل نظام الملالي للسعي بكل ما أوتوا من قوة من أجل إخراجه من يد السلطات الألمانية وتهريبه عن طريق النمسا إلى إيران. سفارة نظام الملالي في النمسا كانت أهم مركز إرهابي تابع للنظام في أوروبا وقامت في الماضي بتوجيه عمليات إرهابية واسعة ضد المعارضين الإيرانيين. ويخلص عبدالرحمن مهابادي إلى أنه على الرغم من العمليات الإرهابية لنظام الملالي ولاسيما خلال فترة حكم علي أكبر هاشمي رفسنجاني التي كان لها باع وتاريخ طويل في هذه العمليات لكن إفشال هذا العمل الإرهابي الأخير لم يبين ثقل وموقع البديل الديموقراطي الوحيد لهذا النظام في مقابل الرأي العام فحسب بل جلب مرة أخرى الاهتمام الدولي نحو إرهاب النظام الديني وأبعاد وتوسع مساعي النظام لتوجيه الضربات للمقاومة الإيرانية. ويستطرد "بالنظر إلى سجل النظام الديكتاتوري الحاكم في إيران هناك حقيقة تلفت النظر ألا وهي أن القمع في داخل إيران والإرهاب خارج حدود إيران هو شرط أساسي لبقاء هذا النظام. لأن السعة والقدرة التاريخية والسياسية والثقافية والاجتماعية لهذا النظام تتعارض بشكل واضح مع الحرية والتعايش مع الشعوب، وكما أن امتداد وتوسع القمع والاغتيال لهذا النظام سوف يستمر حتى زمن الإسقاط والإطاحة بهذا النظام". وتوقع مهابادي أنه بمؤازاة استمرار انتفاضة الشعب الإيراني واقتراب نهاية حكم الملالي سيستمر النظام الإيراني بالعمليات الإرهابية الخارجية بشكل أكثر مثل أفعى سامة مجروحة، ومن هنا من الضروري مضاعفة دعم وحماية البديل الديموقراطي الوحيد الذي ينتمي للشعب الإيراني. Your browser does not support the video tag.