برغم كثرة السدود التي تم إنشاؤها في المملكة إلا أن حصر أهدافها لسقيا المزروعات وتأمين المستقبل المائي وضمان توفره في الحالتين العادية والطارئة حرمتها من هدف آخر حيوي ألا وهو الهدف السياحي والاقتصادي وصولا إلى «بحيرة سياحية لكل محافظة»، إلا إذا استثنينا أولئك الذين استشعروا القيمة النفسية للجلوس أمام المسطحات المائية أو كما يسميها العلماء «الفضاء الأزرق» فبادروا وأضافوا هذا الهدف في وقت مبكر كهيئة تطوير الرياض وأمانة الرياض عندما حولت سد وادي نمار إلى بحيرة سياحية ذات شواطئ ممتدة ومساحات خضراء لتخلق مناخا سياحيا جذابا يستمتع به أهالي العاصمة في كل شهور السنة. وكذلك تحويل بحيرة دومة الجندل بمنطقة الجوف إلى مقصد سياحي بعد إحاطة كامل البحيرة بالأرصفة والمسارات الجميلة وتركيب ثاني أطول نافورة في المملكة، وإنشاء مشروعات سياحية على شواطئ البحيرة بما فيها المطعم العائم. وهناك مناطق ومحافظات حاولت أن تفعل شيئا من هذا القبيل لكنها خطوات خجولة تنقصها الجرأة والجدية فكان لزاما على هيئة السياحة وكافة شركائها من الإدارات الخدمية وفي مقدمتها البلديات والمياه والغرف التجارية أن تتكامل فيما بينها للسير نحو هذا المرفق الحيوي المفيد على مستوى السياحة والاستجمام والمستوى الاقتصادي. العمل حول بحيرات السدود يتطلب عملا مهاريا واحترافيا حتى يصبح هناك منتج سياحي جاذب سواء بتخطيط وهندسة البنية التحتية أم في المناشط والفعاليات، كأن تستغل كل المساحات حول بحيرة السد بعمل مسطحات خضراء وزراعة أشجار متنوعة، ورصيف دائري (كورنيش)، ومسابح ونوافير وألعاب مائية وشلالات وأكواخ كنزل شاطئية، ومساحة واسعة لتنظيم المهرجانات.