توقفنا الأسبوع الماضي عبر هذه الزاوية جذور في باب الحاء الثلاثي عند كلمة حار وهذا اليوم نكمل مع كلمة: «حاز» جاء في اللسان حاز الشّيء: ضمّه وملكَه، حصل عليه وناله يقول الإمام الشافعي: لَمّا تَغَرَّبَ حازَ الفَضلَ أَجمَعَهُ فَصارَ يُحمَلُ بَينَ الجَفنِ وَالحَدَقِ وفي اللهجة الشعبية كما هو المعنى في الفصيح يقول الشاعر مطلق الثبيتي -رحمه الله-: حاز المراجل والمراجل كليفه إلا على اللي كل ما رامها هاش «حاس» جاء في المعاني حَاسَ الشيءَ بغيره: خَلَطَه وحمل على القَوم فحاسَهُم: خالطهم وأهانهم وعثى فيهم حاسَتِ الفتنةُ فلانًا: خالطتْ قلبَه حسداً وحرّكتة على ركوبها يقول النابغة: تَعِيبِينَ أَمراً ثُمَّ تأْتِينَ دُونَهُ لَقَدْ حاسَ هَذَا الأَمرَ عندكِ حائسُ وعلى نفس المعاني السابقة تتفق اللهجة الشعبية مع الفصيح يقول عادي بن رمال -رحمه الله- حامي بالسيف جظرات الحنين لا لكد عقب التجمع حاسها وعلى المعنى الآخر يقول شرعان بن فاران -رحمه الله- دار بها الاكرام لولا بها الحاس دايم تذكرني ليال مضني «حاش» جاء في لسان العرب حاش جمع وحاشَ الإِبِلَ: جَمَعَها، وساقَهَا يقول المتنبي: مَبيتي مِن دِمَشقَ عَلى فِراشِ حَشاهُ لي بِحَرِّ حَشايَ حاشِ وحاش اسم يدلُّ على البراءة للمخلوق وتنزيه للخالق تعالى من كلِّ شيء (وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا). يقول أبو العتاهية: فَحاشَ لِرَبِّنا عَن كُلِّ نَقصٍ وَحاشَ لِسائِليهِ أَن يَخيبوا وفي المعنى الشعبي وعلى نفس المعاني ففي الأولى يقول الشاعر عبدالله بن غيث الأسلمي رحمه الله: أخوي خادمني وانا كنت مخدوم وحاش المراجل دقها والجلال ويقول الشاعر يوسف المنيع: سمارك والشعر الأسود حاش لله مامثلاتها «حاص» جاء في المحيط حاص عن الطَّريق: عدلَ وحادَ عنه يقول بن زيدون: فَفيمَ غَضَّت هُمومي مِن عُلا هِمَمي وَحاصَ بي مَطلَبي عَن وِجهَةِ الظَفَرِ هَل مِن سَبيلٍ فَماءُ العَتبِ لي أَسِنٌ إِلى العُذوبَةِ مِن عُتباكَ وَالخَصَرِ وعلى نفس المعنى يقول الشاعر جلوي التبيناوي: لا أقوى أنفهق ولا تقدم ولاحوص ولا من يمين ولا يسار ٍمحاصي «حاض» جاء في الوسيط حَاضَ الماءَ حَاضَ حَوْضًا: جمعه وحاطَهُ وفي المعنى الشعبي وعلى نفس المعنى تقريباً يقول الشاعر بن عمار في الفيته: إليا نثرت الحب جتك الدجاجه حاضت وباضت لوّ تبي عشر بيضات الراعي يحوش أغنامه