الدمج المهني مع التعليم العام يعتبر مرحلة مهمة لتحضير الطلبة في صفوف مبكرة للتعرّف على مهن المستقبل، حيث سيمكّن الطلبة منذ الصغر للتعرف على أهمية هذه المهن، وسيوجه الطلبة نحو مسارهم المهني المستقبلي، وخاصة أن الإقبال على المسار المهني ضعيف جداً، والسبب يعود إلى جهل الطلبة لأهمية التعليم والتدريب المهني والتقني، لتمكينهم من دخول سوق العمل، في ظل التخمة المستمرة في بعض المسارات الأكاديمية التي لا تتوافق مع السوق وتعودنا أن العمل بعد التخرج من الجامعة فتكون أيدينا ناعمة ولم نجمع الخبرة الكافية لتطبيق ما تعلمناه، فالأفضل تدريب شبابنا على العمل في عمر مبكر. ويتم استهداف طلبة المدارس في المرحلة المتوسطة، من الذكور والإناث من الصف الأول متوسط ولغاية الصف الثالث متوسط، بإدخال تسع مهنمتنوعة منها التمديدات الكهربائية، والنجارة، والدهان، والسباكة، ومهارات إصلاح الأعطال الأساسية والعديد منها، ويتعلّم الطلبة ثلاث مهن في كل صف. فالدمج يعزز مفاهيم الريادة والإبداع لدى الطلبة والطالبات، من خلال التعلم بالمبادرات والمشروعات وتوجيه الطلبة نحو الأفكار والعمل الحر من خلال تأسيس مشروعات أعمال صغيرة مستقبلاً وعدم الاعتماد على الوظيفة العامة بالتشغيل، حيث الدمج يعزز توجهات الطلبة في مراحل مبكرة ويعتبر التعليم والتدريب المهني هو الطريق الأقصر لدخول سوق العمل، وللوصول إلى هذا الهدف مبكراً ونشر ثقافة العمل واحترام المهن والحرف فرواد الأعمال في السعودية تبلغ 5 % بينما في أميركا 40 %، وتكمن أهمية الدمج في تسهيل دخول الطالب للمهنة فيما بعد وتعلم أسرارها وطرق التجارة والربح وتعلم خفايا ودهاليز المهن فالعمل في محل مواد البناء إذا كان هدف الشخص أن يصبح من تجار مواد البناء سيعرف الموردين وقوة الطلب وطريقة البيع ولشراء في هذا العالم فيما بعد، حيث عمله لن يستمر طوال حياته عاملاً في محل مواد بناء لأن أبناءنا إذا عملوا في مجال معين يتم تطويره والرفع من مستواه، فمثلاً سوق الخضار على سبيل المثال كان لمدة 30 سنة بسطات ومحلات وعند دخول شبابنا أصبح هناك تطبيقات لإيصالها لباب المنزل خلال دقائق. وسوف يساهم الدمج بجعل الطالب يبتكر حلولاً وأفكاراً مبدعةً ولا تكون هذه الأفكار في مكانها الصحيح إلا بعد التجربة والممارسة في العمل بالمهن وترويض الطالب عليها من عمر صغير.