نشأت المنظمات الدولية بنهاية القرن التاسع عشر وبدأ خلال تلك الفترة يتشكل التعاون الدولي بشكل أكبر وأكثر فيقدر عدد المنظمات الدولية بأكثر من 265 منظمة دولية. هنا يمكن تعريف التعاون الدولي بأنه يشمل جميع الجهود المبذولة بين دول العالم - سواء منظمات حكومية أو غير حكومية أو أفراد - من أجل تحقيق مصالح متبادلة بهدف تحقيق الأمن والسلم الدوليين ومواجهة جميع التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية. التعاون الدولي له عدة أشكال فيكون في محافل رسمية مثل اجتماعات مؤتمر الأممالمتحدة UN، وغير رسمية مثل اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum، كما يوجد منظمات عضويتها يترتب عليها التزامات مثل منظمة التجارة العالمية World Trade Organization، ومنظمات واجتماعات توجيهية مثل مجموعة العشرين G20 ومنظمات إرشادية مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، هذا الاختلاف في الطبيعة والتدرج لا يعنى عدم الارتباط أو الترابط فيما بينها. ولعلي هنا أضرب مثلاً للتقريب، مجموعة العشرين تعد تجمعاً توجيهياً غير رسمي يعقد بشكل سنوي، ليس له مقر ولا موظفون، يندرج تحته عدد من مجموعات العمل Working Groups تتنوع وتتشكل هذه المجموعات وفقاً للموضوع، فمجموعة عمل التجارة والاستثمار يشارك فيها بالإضافة إلى ممٌثلي الدول العشرين الرسميين منظمات دولية مثل منظمة التجارة العالمية WTO ويعمل معها مجموعات عمل أخرى ذات علاقة مثل مجموعة الأعمال B20. فبعد نهاية اجتماعات مجموعة عمل التجارة والاستثمار يصدر بياناً من وزراء التجارة في مجموعة العشرين - بيان يتضمن توصيات لسياسات وخطط عمل ومبادرات -، يتم بعدها رفع هذا البيان إلى الشربا ليقوم بتضمين مختصر أهم ماجاء في بيان وزراء التجارة وفي بيان قادة مجموعة العشرين. بعدها تقوم المنظمات الدولية – منظمة التجارة العالمية وهي منظمة مٌلزمة - بأخذ هذ التوصيات والبدء في إدخالها حيز النفاذ من خلال التفاوض والتأكد من التزام الدول الأعضاء بها. لا تزال عدد كبير من الدول العربية بعيدة عن مفهوم التعاون الدولي فنجد أغلب المصالح الحكومية تقوم بتخصيص إدارة ثانوية – وليست مٌتخصصة - للتعاون الدولي ، فلا تتمكن هذه الإدارات من تحقيق مصالح الدولة أو الدفاع عنها وليس لها القٌدرة على المشاركة الفاعلة لفحص التقارير الدولية الصادرة أو تعديلها أوالاعتراض على ما قد يمس مصالح الدولة على الدفع بما يحقق مصالحها. من جهة أخرى يجد المٌطلع على أغلب التقارير الدولية أن ما يٌذكر فيها من بيانات ومعلومات غير دقيقة أو منافٍ للواقع وذلك قد يكون -غالباً- بسبب أن هذه الأجهزة الحكومية لم تقم بتقديم البيانات والمعلومات الضرورية واللازمة لهذه المنظمات ولم يكن هناك حضور فاعل عند صياغة هذه التقارير. كما يجب ألا نغفل نقطة مهمة وهي هذه التقارير الصادرة هي المرجع للباحث والمستثمر والمنظمات والجامعات وغيرهم لاستسقاء المعلومة وأن هذه المنظمات والمنتديات مترابطة. أخيراًعلى جميع الأجهزة - الحكومية تحديداً - مراعاة التعاون الدولي والتفاعل الفٌعال مع المنظمات الدولية والمتابعة الدقيقة للتقارير الصادرة، والاهتمام ببناء القدرات الوطنية المتخصصة والتي تستطيع أن تمد جسور التعاون مع العالم وأخذ أفضل مالديه.